لا.. لغوانتنامو عراقية!
اختيار ترامب للارض العراقية ان تكون مأوى وملجأ للمجاميع الارهابية امرا يستدعي الوقوف عنده، لانه وبعد ان رفضت البلدان التي جاؤوا منها استقبالهم لما يشكلون من خطر كبير على امنهم، نجد ان الادارة الاميركية استغلت الاوضاع القلقة في العراق لفرض ارادتها من خلال ايجاد قواعد لها داخل هذا البلد، وعمدت الى ارسال الارهابيين الذين يواجهون الموت المحتم في سوريا الى هذه القواعد التي زرعتها والتي عبرت عنها بعض الاوساط السياسية ان واشنطن وبهذا العمل تريد ان تجعل من العراق غوانتانامو شبيهة بغوانتنامو الكوبية سيئة الصيت.
واشارت بعض الاوساط السياسية العراقية الى ان استخدام هذا الاسلوب من قبل ادارة ترامب هدفه الضغط على البرلمان العراقي الذي من المقرر ان يناقش مقترحا قدمه ممثلو الشعب باصدار قانون بطرد القوات الاميركية من الاراضي العراقية لان وجودها يشكل صورة من صور الاحتلال البغيض،ولما كانت سياسة ترامب تقع ضمن اسلوب سياسة فرض الامر الواقع فانه عمد الى تكثيف ارسال الارهابيين بمختلف مسمياتهم وعناصرهم الاجنبية والعربية وغيرها الى الاحتماء بقواعدهم.
وبطبيعة الحال فان هذا الامر يعتبر تدخلا سافرا في الشأن الداخلي العراقي ويخدش في سيادة هذا البلد، لانه لم يناقش مع الحكومة العراقية، لذا بادرت اوساط المقاومة العراقية الى ارسال التحذيرات لترامب وادارته بان لايتمادى في هذا الموضوع لان تواجد الارهابيين على الاراضي العراقية يشبه النفايات النووية القاتلة التي يريد زرعها، وان هؤلاء القتلة سيعتبر تواجدهم قنابل موقوتة يمكن الاستفادة منها في اي وقت كان لزعزعة الامن والاستقرار في العراق، ولذا فان انظار العراقيين تتجه اليوم نحو انعقاد الجلسة الاولى لمجلس النواب لطرح موضوع انهاء الاحتلال الاميركي واخراج كل القوات الموجودة واغلاق او تسليم القواعد للقوات العراقية، وبدون ذلك فان المقاومة الباسلة التي تمكنت ان تدحر الارهاب المدعوم اميركياً وصهيونياً وسعودياً قادرة على ان تعيد الكرة مرة اخرى وبصورة اقوى مما كانت عليه من اجل طرد ليس فقط الدواعش المجرمين بل داعميهم الاميركان شر طردة لان ايديهم لازالت على الزناد وينتظرون اللحظة الحاسمة للمواجهة دفاعا عن سيادة واستقلال بلدهم مهما كلفهم ذلك من ثمن والايام القادمة ستكون شاهدة الى ما ذهبنا اليه.