بعد زيارة الأسد لطهران .. هل دقت ساعة تحرير إدلب؟
حسان الحسن
جاءت علنية ولاول مرة، وفي المضمون حيث تمت في توقيت صاخب وحساس ومفصلي، تمر به دول المنطقة والعالم، خصوصاً كل من سوريا وايران.
هناك الكثير من التساؤلات حملتها القراءآت الصحافية والاعلامية من جهة، والتحليلات والمتابعات المعنية من جهة اخرى ، في شأن أبعاد هذه الزيارة، واهمية توقيتها، وماذا تحمل من رسائل، والى أي من الأطراف؟
للإجابة عن هذه الاسئلة، إعتبرت مصادر سياسية سورية أن الرسالة الأساسية والأبرز التي حملتها هذه الزيارة، هي تكريس محور المقاومة، وتأكيد ثباته، وهي جاءت في سياق مسلسل من الزيارات المماثلة قام بها حلفاء طهران، في مقدمتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ فترة غير بعيدة.
ولفتت المصادر عينها، الى أن لقاء طهران هدفه توجيه رسالة الى من يمهه الأمر، بتأكيد التحالف بين أطراف المحور المذكور، والتصميم على متابعة الطريق معاً، وبلوغ الهدف المشترك الأول في سلم أولوياتهم راهناً، وهو عودة كامل الجغرافيا الى كنف الدولة السورية، وهذا ما أكده المثلث الرئيسي لهذا التحالف، أي دمشق، طهران، والمقاومة الإسلامية في لبنان ( حزب الله ).
كذلك حملت هذه الاتصالات بمجملها رسائل دعم لإيران، في ضوء ما تتعرض له من ضغوط وتهديدات غربيةٍ و”إسرائيلية”، وجاء تزامن زيارة الرئيس الاسد لطهران قبيل زيارة رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتياهو لموسكو في الأيام القليلة الفائتة وبعدها، ليعطي الزيارة طابعاً حساساً وليؤكد حسب ما يشير مرجع في العلاقات الدولية الى: "أن جلَّ ما حملته زيارة الأسد لطهران، هو تصميم الحلف المذكور على تحرير محافظة إدلب السورية من الإرهاب، وإعادتها الى سيادة الدولة، بالإضافة الى تكريس ثبات العلاقة القوية لكافة اطراف المحور المذكور”، وفقاً لرأي المصدر السياسي السوري اعلاه.
وعن إمكان مشاركة تركيا في عملية تحرير إدلب المرتقبة وتسهيلها، أو إمكانية عرقلتها، تؤكد المصادر نفسها: "أنه عندما تتخذ موسكو وطهران ودمشق قرار التحرير، فما على أنقرة الى القبول، بل والمشاركة في العملية المنتظرة”.
في الواقع، لا يمكن بعد اليوم، وفي ظل ما يحدث من تسارع للاحداث، الا التركيز ومتابعة كل حدث او واقعة ميدانية او سياسية أواستراتيجية في العالم والمنطقة، لانها كما يبدو، ترتبط جميعها ببعضها ارتباطا وثيقا، وهذا التسارع في الاحداث لا بد وان ينتج عنه تغييرا في الوقائع والمعطيات الاقليمية والدولية.