من يسبق الاخر؟.. المنية ام تسلق العرش
بعد المقتل الفجيع للصحافي السعودي خاشقجي وتذويبه وتبخيره على ايدي جلادي بن سلمان وبأمره اصبح العالم ينظر الى نظام مملكة الشر التي يحكمها آل سعود بانه مرادف لانظمة القرون الوسطى من حيث الوحشية وسفك الدماء وبابشع الصور فاضافة الى جريمته هذه بات النظام السعودي الدموي والعدواني الذي يدمر اليمن ويقتل شعبه لا لذنب سوى انه يريد استعادة قراره واستقلاله، نظاما ممقوتا ومنبوذا يستاء منه الجميع ويتنفر منه لانه اصبح عنوانا كبيرا في البشاعة والقساوة والبربرية ولايمكن للمجتمع البشري ان يتحمل وجود مثل هذا النظام السفاح بين صفوفه ولابد ان يغسل هذا العار والى الابد.
فالنظام السعودي الذي اصبح وجها مظلما وسوداويا في انظار العالم بعد الحرب الظالمة على اليمن ومقتل الخاشقجي، هو اليوم مربك للغاية ويحاول مستميتا وعبر بعض تحركاته المحمومة تعديل صورته المشمئزة والدموية عسى ان يجد مرة اخرى مكانا له في الوسط الدولي. وما اقدم عليه النظام السعودي مؤخرا كمنفذ وليس كمخطط باعمال جولة اسيوية لولي العهد محمد بن سلمان تزامنت مع انعقاد القمة العربية الاوروبية في شرم الشيخ كمخرج لابعاده عن القمة التي اشترط بعض القادة ومنهم الاوروبيين عدم حضورها ان شارك بن سلمان فيه ورغم المجازفة الخطيرة التي كانت ستحصل بحضور الملك سلمان وتداعياته الخطيرة وهذا ما حصل حيث ظهر الرجل متعبا ومتلعثما في خطابه واثبت للقاصي والداني ان الزهايمر اخذ منه مأخذا كبيرا فكيف به ان يدير شأن بلد مثل سعودية في حين ان الذين رسموا الخطة من الاجهزة الاستخبارية الدولية التي تدير المملكة وتشرف على اعمالها، ارادوا ايصال هذه الرسالة ان المملكة بخير حتى بعدم حضور الملك وولي العهد.
ومن القرارات الاخرى التي فاجأت العالم هذه الايام وهي من العيار الثقيل تعيين "ريما" بنت بندر بن سلطان كأول إمرأة سفيرة للسعودية في الولايات المتحدة الاميركية التي تعثرت العلاقات معها بعد مقتل خاشقجي وقد أثارت هذه المفاجئة دهشة المراقبين وتساؤلاتهم عن هذه المبادرة غير المسبوقة التي لايمكن تفسيرها الا بمحاولات المملكة لتحسين صورتها السوداوية في الوسط الاميركي عبر تعيينها لمرأة بمنصب سفير في واشنطن.
وما هو اهم من كل ذلك والذي يؤرق محمد بن سلمان قبل ابيه هو خشيته الشديدة من ان تسبق المنية أبيه وهو لم يتسلق بعد العرش وفي ذلك حصانة له من الملاحقة المستقبلية في قضية خاشقجي التي تضيق الخناق عليه وما يسهل امر وصوله الى العرش هو اتخاذ قرار آخر وهو سحب السفير الحالي الامير خالد بن سلمان من واشنطن قبل ان ينال القضاء الاميركي منه على خلفية تورطه في مقتل خاشقجي وهذا ما تم فعلا حيث عين بمنصب نائب وزير الدفاع لكن بمستوى وزير ليقفز لاحقا على الوزارة ومن ثم يصبح وليا للعهد ليدفع باخيه محمد الى العرش وهذا ما سيحدث قريبا لأن المملكة اشبه اليوم ببرميل بارود واذا لم يحسم الملك سلمان أمر العرش قبل المنية فلن يبقى للنظام السعودي أثر بعد ذلك والأيام بيننا لكن السؤال المطروح من يسبق الآخر؟ المنية ام تسلق العرش!!