ترامب حفز العراقيين على الغاء الاتفاقية وطرد قواته
لم تخطئ صحيفة "الواشنطن بوست" الاميركية عندما وصفت ترامب بانه هو من اكثر المجانين على وسائل الاتصال الاجتماعي، وبهذا الخصوص هو ماكتبه المعلق بوجون ربنسون وفي مقال لهذه الصحيفة يقول فيه: "بشكل جدي ان هناك مجانين يصرخون في الشارع ويكون كلامهم منطقيا اكثر من تغريدات ترامب المجنونة، وفي كل صباح ومساء فان أقوى رجل في العالم يهذي ويصرخ مثل شخص يتحدث مع حارس البوابة ان كان ينتظر لركوب الطائرة التي سيركب فيها وهذا امر ليس طبيعيا، بل هو مثير للقلق"، ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل ان روبنسون اضاف "اعلم ان هناك مدرسة سياسية تقول ان تغريدات ترامب ليست سوى أسلحة لجذب الانتباه ويجب تجاهلها".
مما تقدم يتضح ان ترامب وصل الى حالة فقد فيها توازنه وبصورة واضحة وجلية لكل العالم بحيث انه اخذ يتخبط "خبط عشواء" كما يقول المثل الدارج، ولذا فان تصريحاته الاخيرة والتي برر فيها ابقاء قواته في العراق من اجل مراقبة ايران اثارت الكثير من الاستهزاء والاستهجان، وبنفس الوقت الهبت مشاعر كل العراقيين وعلى مختلف مستوياتهم لانها تحمل في طياتها ليس فقط الاستهانة بالحكومة القائمة وعدم وضع اي اعتبار لها لانه لم يتدارس الامر معها، وكذلك وجه اهانة كبيرة ومباشرة للشعب العراقي لانه وضع نفسه في وضع الامر الناهي والوصي وانه يفعل في بلدهم ما يحلو له وما يشاء، ولذلك فان ردود الفعل الغاضبة التي صدرت والتي تصدرت الصحف العالمية هي ان العراقيين قد اعلنوا رفضهم التام لمثل هذه التصريحات والتي تعتبر تدخلا سلبيا في شؤونهم الداخلية من جانب ، و من جانب آخر انهم لا يريدون لبلدهم ان يكون منطلقا لاثارة الحروب والنزاعات مع الجيران، وتساءلت الاوساط الحكومية والشعبية العراقية من اعطى لترامب هذا الحق ان يعبث بأمن العراق واستقراره خاصة بعد ان تم طرد الدواعش المجرمين الذين كانوا اليد الضاربة للاميركيين؟!.
وفي الوقت الذي رفضت فيه الاوساط الشعبية والنيابية العراقية تصريحات ترامب رفضا قاطعا واعتبرتها خدشا كبيرا للسيادة العراقية، فان المقاومة العراقية الباسلة بدورها حذرت ترامب من مغبة ابقاء قواته على الاراضي العراقية، وعليه ان يسحبها باقرب وقت، لان جميع المبررات التي دعت لتواجدها قد زالت خاصة الارهاب، وكذلك هددت ترامب انه وفيما اذا اصر على ابقاء قواته ومن دون رغبة من العراقيين واستفاد منها في الاعتداء على دول الجوار العراقي خاصة ايران وسوريا فان يده ستقطع ليس في العراق فحسب بل في المنطقة باجمعها، واشارت ايضا الى ان العراق لم يكن في يوم من الايام ارضا رخوة يستطيع ان يتمدد فيها من يشاء وان الامال الاميركية والصهيونية والاقليمية التي تريد النيل من المسار الديمقراطي العراقي لايمكن لها ان تحقق اهدافها لان العراقيين الذين اثبتوا للعالم اجمع انهم قادرون على حماية امنهم والحفاظ على سيادة واستقرار بلدهم لايسمحوا في يوم من الايام ان يكون مسرحا للاعداء والطامعين كي يعبثوا بما حققوه من انتصارات على الارهاب الاجرامي الحاقد ومن وقف معه وسانده خاصة الشيطان الاكبر اميركا والذيول التي تقف معه.
واخيرا فعلى المختل عقليا ترامب ان يأخذ التحذيرات العراقية على محمل الجد لان العراق وبما يملكه من قدرات وطاقات بشرية وعسكرية يستطيع ان يمرغ انفه وانف قواته في الوحل وقد لايستطيع ان يراهم الا وهم جثث هامدة تحملها توابيت الموت.