حادثة السفارة ايقظت الشيعة والسنة معا
ربما لا يعرف الكثيرون حتى في اوساط المذهب الشيعي المعروف بمذهب اهل البيت عليهم السلام ، ان الفرقة الشيرازية التي تصدح باعلامها المكثف وعبر عشرات القنوات التلفزيونية التي تروج لافكارها الخاصة والمتطرفة، من انها تتحرك ضد مبادئ اهل البيت (ع)، لكن بمرور الزمن ومن خلال ممارساتهم المتطرفة واعلامهم الغوغائي تعرف الكثير من المسلمين شيعة وسنة على نهجهم المشبوه الذي سرعان ما يتداعى للمرء التشبيه يتهم وبين القوى التكفيرية التي تتمسك بالقشور وتترك اللب عبر تزمتهم بالتطرف والعنف وهذا ما يشتركان به الطرفان حيث يبتعدون عن التفكير والتعقل ويركزون على التطرف في استغلال الشعائر الاسلامية لمآربهم الخاصة فيما نرى ان الفرقة الشيرازية تركز على سب رموز اهل السنة وبث الفرقة بين صفوف الشيعة قبل السنة من باب "خالف تعرف" لخلق هالة كبيرة لهم الهدف منها كسب البسطاء من الناس الشيعة والقاء افكار هدامة في اذهانهم على انها من صلب المذهب الشيعي.
ورغم الامبراطولية الاعلامية التي يمتلكونها وهي تبث من العاصمة البريطانية وغيرها من العواصم الغربية للترويج لافكار السيد صادق الشيرازي الذي يعتبرونه مرجعا لهم لم يستطيعوا اختراق الشارع الشيعي وردود الفعل البسيطة التي اعقبت اعتقال نجل السيد صادق الشيرازي المدعو "حسين الشيرازي" في قم تظاهرت القلة القليلة في كربلاء والكويت وهذا يدلل على عزلة هذه الجماعة. وبالطبع ان هذا الاعتقال جاء على اثر تصرفات حسين الشيرازي واساءته لنظام الجمهورية الاسلامية وقيادتها وعدم الاكتراث بالتحذيرات المسبقة له.
اما حادثة الهجوم على السفارة الجمهورية الاسلامية في لندن والتي اثبتت هي الاخرى مدى شعبية هذه الفرقة التي يتزعمها الشيرازي حيث تسلق اربعة شبان مراهقين من هذه الزمرة الى شرفة مبنى السفارة لكن بدعم مشكوف ومفضوح من الحكومة البريطانية التي تغاضت شرطتها عن هذه العملية وهي تتفرج على الحادثة من دون ابداع اي رد فعل لأنها تضايقت واحرجت من قبل الشارع البريطاني والاحزاب المعارضة من زيارة المجرم وقاتل اطفال اليمن محمد بن سلمان وصفقة السلاح البريطاني الذي هو في الواقع استثمار في الدم اليمني، وقد ارادت لندن عبر افتعال هذا الحادث حرف انظار الرأي العام البريطاني عن الواقع التي تعيشه وتقدم خدمة لابن سلمان الذي انعش اقتصادها على حساب ابادة الشعب اليمني بالحرب والتجويع ونشر الاوبئة والامراض.
واما مدخلنا الى صلب الموضوع هو مرجعية بيت الشيرازي والذي نستثني منه والدهم المرحوم آية الله السيد مهدي الشيرازي الذي كان معروفا بزهده، جاء الابناء ليجعلوا من هذا الموروث التاريخي الناصع لشيعة اهل البيت (ع) في قيادة الامة، قضية وراثية لتامين مصالحهم ونشر افكارهم التي تمزق الامة الاسلامية وتشتها وهذه قضية غير مسبوقة في تاريخ الحوزة العلمية.
وما يكشف ارتباط هذه الفرقة بالجهات المعادية للاسلام وعلى راسها بريطانية الخبيثة احتضان الاخيرة لهم وتوفير افضل الامكانات ومنها وضع منطقة محصنة في لندن تحت تصرفهم تقع فيها احد اقدم الكنائس المسيحية. السؤال الذي يطرح نفسه وبنوع من الاستغراب والدهشة كيف لبريطانيا الاستعمارية التي نكلت بشيعة ايران والعراق واليوم تنكل بشيعة البحرين والسعودية واليمن هل هي في الواقع حريصة على نشر افكار مذهب اهل البيت(ع) لتضع كل هذه الامكانات في تصرفهم وحتى تفرط باحدى كنائسها القديمة؟!
ومن يريد ان يتأكد من بسطاء الناس الذين لازالوا متاثرين بالاعلام الضال لهذه الفرقة على انها تخدم مذهب اهل البيت ومبادئهم ام لا، ان يراجع فتوى السيد محمد الشيرازي في موقفه من الحرب العدوانية الصدامية على ايران حيث افتى بحرمة المشاركة في رد العدوان وهكذا اليوم يتسائل المرء ما هو موقف اخيه السيد صادق من احداث البحرين المؤلمة وشعبها الذي يتعرض اليوم للقتل والاعدام والسجن ولاشد انواع القمع خاصة علمائها الابرار!
واما من موقفهم المخزي ضد داعش التكفيري في العراق الذي لم يصدر اي شيء عنه لمقاتلة داعش الا ان بعض المنسوبين اليه في العراق وخشية من الفضيحة وتفرق البسطاء من حولهم ساهموا بشكل جزئي ورمزي في تدريب بعض الافراد على انهم يريدون مقاتلة داعش لكن لم تسجل اي منطقة من مناطق قتال داعش اي حضور لهم وهذا نفاق مكشوف لا يمرر على احد.
وفي النهاية وكلمتنا الاخيرة ان حادثة السفارة الايرانية في لندن حادثة السفارة ايقظت الشيعة والسنة معا وشكلت كارثة لهم واصبحت من الان فصاعدا وبالا عليهم وفضيحة مخزية كشفت عن هويتهم الواقعية لدرجة ان عشرات الاستفسارات وعلامات التساؤل ستلاحقهم في التركيز "الى متى الاسثمار في مذهب اهل البيت من اجل خدمة مقاصد اعداء الدين والمذهب".