كيف تقرأ مصادر سورية معارضة المشهد السوري بعد عام على تحرير حلب؟
نضال حمادة
مرت الذكرى السنوية الأولى على تحرير مدينة حلب وعودتها كاملة الى الدولة السورية، على وقع تغير كبير في مشهد الحرب في سوريا وعليها، بعد القضاء بشكل شبه كامل على تنظيم "داعش" واختفاء قادته ومقتل الكثير منهم، فضلا عن انتصارات كبيرة وحاسمة حققها الجيش السوري وحلفاؤه في القلمون السوري واللبناني بعد طرد مسلحي هيئة تحرير الشام "النصرة" وتنظيم "داعش" من كافة معاقلهم ومواقعهم في جبال القلمون الاستراتيجية، كما حرر الجيش السوري وحلفاؤه مدناً كبرى في الشرق السوري كان أهمها على الإطلاق مدينة دير الزور، ومن ثم مدينة البوكمال التي أمنت الطريق الاستراتيجي بين سوريا والعراق، وبالتالي تم ربط لبنان بالعراق وإيران وروسيا عبر البر.
هذا الأمر تم رغما عن إرادة الأمريكي الذي حاول طيلة السنة الماضية منع الجيش السوري وحلفاءه من الوصول إلى الحدود السورية العراقية عبر إقامة قاعدة عسكرية عند مثلث التنف الواقع على الحدود السورية العراقية الأردنية، فضلا عن استخدام القصف الجوي على أرتال الجيش السوري وحلفائه والتي كانت تتجه نحو الحدود بين سوريا والعراق، لكن الوضع الميداني السوري، فضلا عن انتصارات الجيش العراقي والحشد الشعبي ووصولهم الى الحدود العراقية السورية، والانتصار العراقي الإيراني الحاسم والسريع في مدينة كركوك العراقية، فرضت على الأمريكي القبول بالمستجدات الميدانية أمرا واقعا وكان أمامه خياران إما الدخول في قتال مع محور موسكو طهران بغداد دمشق أو مشاهدة ما يجري على الأرض دون الدخول في حرب ليس له فيها مصلحة وليست في سلم أولوياته الحالية.
وهذا ما حصل حيث لم تحرك القوات الأمريكية المتواجدة في العراق ساكنا أثناء وبعد معركة كركوك، كما أنها شاهدت دخول الجيش السوري وحلفائه الى مدينة البوكمال وفتحهم طريق سوريا العراق دون أية ردة فعل ميدانية.
مصادر سورية معارضة تحدثت لـ"موقع العهد الإخباري" عن "اقتراب انتهاء حرب الجبهات في سوريا خلال النصف الأول من عام 2018" وقالت المصادر إن "الولايات المتحدة الأمريكية أبلغتهم عن توقف برنامج الدعم الأمريكي بالمال والسلاح لكل الفصائل السورية المسلحة دون استثناء".
وأضافت المصادر السورية المعارضة: "أن غرفتي الموم والموك (الموم هي غرفة عمليات عسكرية تعنى بدعم وتوجيه الفصائل المسلحة في سوريا ومقرها تركيا أما غرفة الموك فمقرها الاردن) قلصتا تمويلهما للفصائل في الشمال والجنوب السوري، وهاتان الغرفتان في طريقهما الى وقف الدعم تماما وبالتالي انتهاء دورهما في سوريا".
وأشارت المصادر في حديثها لـ"موقع العهد" إلى أن "السلطات الأردنية اخبرت الفصائل في الجنوب السوري انها بصدد فتح صفحة جديدة مع سوريا ومع إيران، ويبدو أن الأمور بين عمان وطهران تتحرك باتجاه ترطيب الأجواء بعد دعوة السفير الإيراني إلى مبنى البرلمان الأردني والتي لا يمكن ان تتم دون إشارة وموافقة من الملك مباشرة". وتلفت المصادر السورية الى أن "مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان ديمستورا أبلغ وفد معارضة الرياض خلال جولة المباحثات الأخيرة حول سوريا التي عقدت في جنيف، عن اتفاق مبدئي بين أمريكا وروسيا على تولي الأخيرة إدارة عملية التسوية السياسية في سوريا ونصحهم بعدم التصعيد بوجه روسيا لأن بيدها سبعين بالمئة من أوراق الحل السياسي في سوريا، وهذا الكلام أيضا فهمه وفد الرياض عندما كان موجودا في المملكة العربية السعودية".
وعلقت المصادر أن "تعيين نصر الحريري رئيسا لوفد الرياض بدلا عن رياض حجاب المتشدد، يعتبر بحد ذاته تسليما سعوديا لروسيا لأن الحريري له اتصالات عديدة مع موسكو منذ فترة طويلة وهو من الخط المعتدل مقارنة بالرئيس السابق لوفد الرياض رياض حجاب، الذي يتعامل بشخصانية وتوتر في ملف التفاوض، كما أنه ارتكب أخطاء كبيرة وذلك بعد زيارات عديدة قام بها خلال الصيف الماضي لمدينة بصرى الشام في الجنوب السوري بالقرب من الحدود مع الأردن، محرضاً من فيها من سكان ومسلحين على عدم قبول أية تسوية تساهم في عودة آلاف السوريين الذين تم تهجيرهم من المدينة قبل ثلاث سنوات".
المصادر السورية المعارضة قالت ايضا إن "الوضع المعنوي لمن تبقى من مسلحين في إدلب وريف حماه وجبل الأكراد يشير إلى قرب انتهاء هذه الجبهات وتفكيكها" وكشفت المصادر عن "اتصالات تجري بين غالبية المجموعات العسكرية المتواجدة هناك مع الروس عبر الأتراك للتوصل الى تسويات مع الدولة السورية بضمانة روسيا".