حزب الله: خوف شديد يعيشه العدو الصهيوني دفعه للقيام ببناء تحصينات عسكرية مرتفعة عند الحدود
طهران - كيهان العربي:- أقام حزب الله اللبناني جولة للاعلاميين من مختلف القطاعات الإعلامية المحلية والدولية على الحدود اللبنانية الجنوبية، حيث أطلع خلالها الاعلاميون على التفاصيل المتعلقة بالإجراءات والتدابير الإسرائيلية المتخذة.
وتعد هذه الجولة الاولى من نوعها على الحدود اللبنانية - الفلسطينية التي ينظمها القطاع الإعلامي في حزب الله لمختلف الاعلاميين وبشكل مكشوف دون أي استثناءات، وشملت الجولة قرى عديدة منها كفركلا المحاذية للخط الحدودي الأقرب عند بوابة فاطمة، بالإضافة الى اطلاع الاعلاميين على مواقع تابعة للقوات الإسرائيلية في بلدة علما الشعب.
وشرح ضباط ومسؤولون في حزب الله للاعلاميين تفاصيل دقيقة عن المواقع الإسرائيلية، بدءاً بأسماء قادة المواقع والضباط الذين يخدمون فيها، وعدد العناصر الموجودة في المواقع. كما كشف أحد الضباط عن التدابير والإجراءات الدفاعية المتخذة من قبل الإسرائيليين في مواقع عدة على الحدود، وذلك خوفا من قيام حزب الله بعمليات داخل الأراضي المحتلة.
وأشار أحد ضباط الحزب عن التغييرات الدفاعية الإسرائيلية في الآونة الاخيرة وقال: في الآونة الأخيرة "إسرائيل" قامت ببناء أكثر من عشرات الوحدات الدفاعية وبنت تحصينات مرتفعة، ونصبت كاميرات عالية الدقة في المرتفعات للرصد، هذا كله يدل على الخوف الذي تعيشه "إسرائيل" اليوم وخصوصا قطاعها الشمالي.
وأضاف: اليوم هذه المنطقة تعتبر ساقطة عسكريا بالنسبة للكيان الاسرائيلي لأنها تحت مرمى صواريخ المقاومة ومجاهديها، لذلك هي تحصن المنطقة بكل ما تيسر لها لتجنب المخاطر والخسائر.
أما في موقع "حانيتا" الإسرائيلي الذي يقوم بحماية مستوطنة "شلومي" التي تحوي على 4000 مستوطنة، قام حزب الله بشرح دقيق لأهمية الموقع الجغرافي واستراتيجيته الدفاعية في حال حصول أي طارئ، بالإضافة الى شرح مفصل عن الواقع الجغرافي للمنطقة والإنتشار العسكري الإسرائيلي فيها.
وتعزيزاً لما قاله المسؤولون العسكريون في حزب الله للاعلاميين، اكد الجنرال الصهيوني الرفيع "غيورا ايلاند" أن "اسرائيل" غير قادرة على تحمل حرب جديدة في مواجهة حزب الله، ودعا الى العمل على تجنب المواجهة أو ما يمكن أن يتسبب باندلاعها.
وأوضح الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الصهيوني "إيلاند"، في حديثه للقناة العاشرة الاسرائيلية، أن الخشية من الحرب ليست بسبب احتمال وجود سلاح دمار شامل في حوزة حزب الله، بل بسبب ترسانته الصاروخية التقليدية التي تزيد على 130 ألف صاروخ من مختلف الأنواع والمديات، بحسب آخر التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية.
ولفت الى أن تلميحات وزير الأمن الإسرائيلي "أفيغدور ليبرمان" بأن «إسرائيل لن تسمح بمرور أسلحة متطورة، بما في ذلك أسلحة غير تقليدية، الى حزب الله»، هو نوع من «الإقرار غير المباشر بأن قوة حزب الله العسكرية تتعاظم.
وبحسب إيلاند "علينا الافتراض أيضاً بأن تعاظم حزب الله لا يتعلق فقط بالأمور المعروفة، كالترسانة الصاروخية التي تغطي كل إسرائيل، بل أيضاً بأمور إضافية".
وحذّر إيلاند من أن انتهاء الحرب في سوريا، التي على ما يبدو سيكون حزب الله الى جانب المنتصرين فيها، ستتموضع "إسرائيل" بنتيجتها أمام استحقاق وخيارات صعبة، رغم أنه «لا يمكنها وليس عليها أن تقاتل حزب الله».
كما حذر من أن "إسرائيل" غير جاهزة لتحمل حرب في مواجهة مقبلة مع حزب الله، حتى وإن كانت أكثر جاهزية عما كانت عليه عشية حرب عام 2006، إذ «لا طاقة لها على تحمل تبعاتها بكل أبعادها».
وأضاف: «أنا هنا لا أتحدث عن سلاح غير تقليدي، بل عن ترسانة حزب الله التقليدية، الأمر الذي يوجب علينا أن نسعى لمنع نشوب الحرب، وإن قدر لها أن تنشب فيجب أن تنتهي خلال ثلاثة أيام، وليس 33 يوماً كما في 2006».
يشار الى أن إيلاند من كبار الباحثين والخبراء في الشأن العسكري والأمني في الكيان الاسرائيلي. هو، الى جانب توليه منصب رئيس مجلس الأمن القومي، تولى مناصب رفيعة في الجيش أمّنت له، حتى سنوات خلت، الاطلاع على جاهزية "إسرائيل" وخططها وتدريباتها وتقديراتها الاستخبارية حول حزب الله وقدراته.
ومن بين المناصب التي تسلّمها سابقاً، رئاسة شعبة العمليات في الأركان العامة، وإشرافه على الانسحاب من لبنان عام 2000، ورئاسة شعبة التخطيط التي تعنى بالتخطيط الاستراتيجي الطويل الأمد للجيش وبناء قوته.