حلب كشفت عورة الغرب في التباكي عليها
هذه ليست المرة الاولى التي يحاول حماة الارهابيين في سوريا وعلى رأسهم اميركا وذيولها في المنطقة من استغلال الهدن الانسانية لتجميع المجموعات الارهابية وتزويدها بالسلاح بهدف تاخير هزيمتها لا اكثر لان قرار تحرير حلب الاستراتيجي قرار لارجعة عنه مهما كلفت التضحيات لكن هذه المرة ستجلب الفضائح للغرب المنافق والمراوغ الذي يختفي وراء اصبعه عندما يرفع شعار الدفاع عن اهالي حلب الشرقية دون ان يقوم على اية خطوة عملية في هذا المجال فيما هدفه الاساس هو حماية المجموعات الارهابية في هذه المدينة وعدم المساس بها لانها اداة لتنفيذ مشاريعه الاستعمارية والتقسيمية في سوريا.
ومنذ يوم الخميس الماضي ومع بدء سريان الهدنة واستعداد دمشق مع الامم المتحدة والجانب الروسي لادخال المساعدات الانسانية الى حلب الشرقية واخلاء الجرحى والمعاقين منها وتأمين الممرات المحددة من جانب الحكومة السورية لذلك لم يشهد هذا الاتفاق النور منذ ولادته حيث بدأت المجموعات الارهابية بقصف مستمر لهذه الممرات وتهديد الاهالي بالقتل ان عزموا على الخروج و تتولى هذه المهمة كل من "جبهة النصرة" واحرار الشام المرتبطة مباشرة بالسعودية وتركيا ومن ورائهما اميركا والتي اكثر عناصرها من الاجانب والسعوديين الذين يرفضون المصالحة ويهددون الفصائل السورية المسلحة الاخرى من القاء السلاح او الاهالي من الخروج لاستخدامهم كدروع بشرية وهذا الوضع يخلق توترا شديدا في الشارع الحلبي الذي بات يغلي ويشكل ضغطا متزايدا قد ينفجر في اية لحظة وقد تخلل هذا الموقف بعض المواجهات التي ادت الى سقوط الضحايا بين صفوف المواطنين.
المواقف النفاقية والمتذبذبة لاميركا قد تدفع بالروس لاعادة النظر في مواقفهم بسبب عدم اكتراث واشنطن بالنداءات التي يوجهونها لها بالضغط على المجموعات الارهابية من امثال "النصرة" واحرار الشام التي يصفونها بالمعتدلة لوقف قصفهم لحلب الغربية والسماح لاهالي حلب الشرقية بالخروج وكذلك السماح لدخول للمساعدات الانسانية اليها واذا ما استمر الوضع على هذا المنوال فانه لن يكون بلا رد خاصة وان لافروف اعلن بالامس بان موسكو لا تستغرب رفض واشنطن مكافحة "النصرة" فيما هدد المتحدث باسم الرئيس الروسي بوتين "ديميتري بيسكوف" عن امكانية وقف العمل بالهدنة الانسانية المعلنة في حلب في حال تدهور الاوضاع فيها، لان الغرب غير جاد بالمرة لمحاربة الارهاب والتفكيك بين المجموعات الارهابية والمعتدلة منها لوضع حد للمأساة الانسانية التي تمر بها حلب الشرقية جراء اختطافها من قبل المجموعات الارهابية.
بالطبع اننا لا ننسى الاجرام الاميركي الذي يريد تجبير تحرير الموصل التي عزم العراقيون بكل مكوناتهم واطيافهم على انقاذها من داعش، لمصالحها الدنيئة بتهريب هؤلاء الارهابيين الى سوريا لاستخدامهم كحطب جهنم في معارك دير الزور وتدمر القادمة وهذا ما لمحت اليه المرشحة كلينتون في المناظرة الثانية عندما قالت "نحن نستطيع تحرير الموصل ونتوجه بعد ذلك الى سوريا." لكن العيون العراقية والسورية ترصد هذا التحرك المشبوه كل على اراضيه لدفنه وقطع الطريق على الارهابيين كما حصل بعد تحرير الفلوجة حيث قصف الطيران العراقي ارتالا كبيرة من الدواعش الذين كانوا في طريقهم الى سوريا.