kayhan.ir

رمز الخبر: 45123
تأريخ النشر : 2016September16 - 18:55

هل توسعت معادلة المقاومة لتشمل الاراضي السورية ؟

شارل أبي نادر

اعطت حادثة استهداف طائرات اسرائيلية، بواسطة صواريخ ارض - جو تابعة لمنظومة الدفاع الجوي السوري، المشهد الميداني والعسكري والسياسي والاستراتيجي في المنطقة وخاصة ما بين اسرائيل من جهة وسوريا والمقاومة من جهة اخرى بعدا جديدا وحساسا لا يمكن الا التوقف عنده ودراسة عناصره .

بداية ، جاءت عملية الاطلاق على خلفية قيام القاذفات العدوة بعملية تغطية ممنهجة و قصف مركز على مرابض مدفعية وصاروخية لوحدات الجيش العربي السوري ولحلفائه كانت ترمي وتتعامل مع اهداف للمسلحين الارهابيين الذين يحاولون التقدم والسيطرة على نقاط ومواقع هذا الجيش في ريف القنيطرة الشمالي ما بين بلدة حضر وتل الحميرية ومراكز السرية الرابعة ومدينة البعث وخان ارنبة او على تل قرين في المثلث الاستراتيجي دمشق - درعا - القنيطرة . الجدير ذكره ان هذه المنطقة تمتاز بكونها بقعة حيوية واستراتيجية تفصل أماكن تمركز المسلحين, كما انها اساسية للجيش العربي السوري في مواجهة مواقع العدو في الجولان المحتل . فاطلالة سريعة على جغرافية المنتطقة تظهر بوضوح ان حفاظ الجيش على مواقعه هناك تؤمن له الامساك بالسفوح الشرقية الجنوبية لجبل الشيخ المحتل وهذا له اهمية عسكرية وميدانية كبيرة لتأمين التكامل والتنسيق مع عناصر المقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة ، كما ويمكن اعتبار ان عملية الاطلاق الصاروخي هذه تمثل مفصلا مهما ونقطة تحول عسكرية واستراتيجية في مسار الصراع في المنطقة والحرب على سوريا وذلك على الشكل التالي :

عسكريا :

- تبين ان سوريا ما زالت تمتلك منظومة متطورة من اسلحة الدفاع الجوي قادرة على خلق تهديد جدي لسلاح الجو الاسرائيلي والذي يمثل الذراع الاساس في معركته الكاملة في الشرق وخاصة في مواجهة سوريا وحزب الله ، وبالتالي سيؤثر ذلك بشكل سلبي ومؤكد على قدرة الردع لدى العدو في معركته المذكورة .

الجيش السوري يستهدف طائرة اسرائيلية

- تبين ان سوريا ما زالت تمثل الحاضنة الام والقاعدة الاساس للقرار الاستراتيجي التاريخي في مواجهة العدو الاسرائيلي وذلك رغم ما اصابها من عدم توازن عسكري وميداني نتيجة الحرب الكونية التي شنت ضدها وباشتراك ومساهمة فعالة من العدو الاسرائيلي في اكثر من مجال .

- تبين ان الجبهة السورية وخاصة الجنوبية ما زالت تمثل قاعدة انطلاق خطرة وحيوية صالحة للتأثير الفعال عسكريا وميدانيا على داخل كيان العدو وعلى قدراته ووسائطه العسكرية المتطورة ، و تبين ايضا انها قادرة على ضرب الهدوء والسكينة داخل اراضي العدو عندما تتعرض سيادتها لاي انتهاك .

استراتيجيا :

- اثبتت الدولة السورية انها جاهزة دائما لتغيير اية قواعد اشتباك فرضتها الامم المتحدة واسرائيل عبر الضغوط الاميركية وعبر التواطؤ العربي ، وذلك في المفصل الذي يؤثر على سيادتها وعلى قدرتها في السيطرة على الداخل السوري ، او في المفصل الذي يهدد وحدة اراضيها و الذي يؤسس لمغامرات من قبل عملاء داخليين او ارهابيين مأجورين تستعملهم اسرائيل لفرض وتحقيق حزام امني على حدودها الجنوبية مع الاراضي المحتلة .

- اثبتت سوريا انها تُحسن لا بل تجيد ادارة الاحداث في ظل اي تغيير او حراك دولي او اقليمي دون ان تستسلم للتغييرات الدولية الجامحة او دون ان تخاف من اي فارق في ميزان القوى مع العدو الاسرائيلي ، وقد برهنت ايضا انها جاهزة للذهاب بعيدا في موضوع الدفاع عن سيادتها ووجودها وسلطتها على اراضيها بالرغم من خطر وقوع حرب واسعة او نزاع شامل ، تتجنبه طبعا لحرصها على السلام والأمان ولكنها لا تخشاه او تتهرب منه استسلاما وخنوعا .

واخيرا ... لا بد من التأكيد والاستنتاج ان الميدان السوري في مواجهة العدو الاسرائيلي بعد هذا الاطلاق الصاروخي الاخير هو غير ما قبله ، وان معادلة الرد على اي اعتداء والتي خلقتها وحققتها و فرضتها المقاومة في لبنان بفضل شهدائها وبفضل ثباتها في الميدان ، اصبحت معتمدة في سوريا بعد ان تحررت قيادة الاخيرة من ارتباطات المعادلة التي فرضتها وارستها قواعد الاشتباك الدولية التي نشأت على خلفية الهدنة وقواعد فض الاشتباك بعد الحرب السورية - الاسرائيلية ، والتي فشلت قوات الامم المتحدة كمراقبين لتطبيق الهدنة او كقوات فض اشتباك او كقوات حفظ السلام في حمايتها وتثبيتها استنادا لكافة القرارات الدولية المختصة بالصراع مع العدو الاسرائيلي .