kayhan.ir

رمز الخبر: 44803
تأريخ النشر : 2016September09 - 19:05

لماذا انهار الارهابيون بسرعة في ريف حلب الجنوبي الغربي؟

شارل أبي نادر

قد لا يكون مستغربا فقدان مسلحي الارهابي السعودي عبدالله المحيسني اغلب المواقع التي سيطروا عليها مؤخرا في ريف حلب الجنوبي الغربي ما بين الراموسة ومثلث الكليات العسكرية والتلال المحيطة بها او المشرفة عليها، كون الوحدات العسكرية التابعة للجيش العربي السوري ولحلفائه نفذت مناورة هجومية متقنة ومدروسة مدعومة بدعم جوي ومدفعي وصاروخي كاسح، ولكن ما هو مستغرب ويدعو للتساؤل هو هذا الانهيار الدراماتيكي الذي اصاب هؤلاء الارهابيين فخسروا بسرعة لافتة وتباعا اغلب مواقع سيطرتهم والتي كلفتهم مئات القتلى وآلاف المصابين وترسانة ضخمة من العتاد والاليات والاسلحة بالاضافة للعدد الاكبر من الانتحاريين والذين كانوا دائما يمثلون السلاح الحاسم في اغلب معاركهم والذي كان يعتبر سلاحهم الاستراتيجي الرابح.

في الحقيقة، يمكن اعتبار انه من اهم اسباب هذا الانهيار الدراماتيكي الذي اصاب مسلحي جيش الفتح و" ابطال " معركة " ملحمة حلب الكبرى " هي التالية:

- بعد ان وضع داعمو هؤلاء جهودا ضخمة لتوحيد عدد كبير من المجموعات المسلحة والتي تجاوزت الثلاثين فصيلا تحضيرا وتنفيذا لمعركة فك الحصار عن احياء حلب الشرقية، لم يعد هذا ممكنا الان لاسباب متعددة، وأهمها تصاعد الخلافات الأساسية بين اغلب تلك المجموعات على خلفيات تغيير ارتباطات فصائل اساسية منها واحتكار بعض هذه المجموعات للادعاء بفضلها لوحدها في السيطرة دون غيرها والفوز في هذه المعركة مما سبب استياء كبيرا من المجموعات الاخرى التي انسحبت من ارض المعركة قبل وخلال الضغط الاخير على مواقعها .

- قيام الاتراك والذين ظهرت الافضلية في معركتهم للوقوف بمواجهة وحدات حماية الشعب الكردي وقوات سوريا الديمقراطية ومنعهم من اكمال الاقليم الكردي المزعوم بانتزاع مناطق السيطرة من داعش بين جرابلس واعزاز بعد ان طردوها من منبج بدعم اميركي واضح، وذلك بسحب اغلب مجموعات ما يدعى بالجيش الحر وفصائل اخرى من جبهة ريف حلب الجنوبي الغربي للاستعانة بها في اقصى ريف حلب الشمالي على الحدود، ما أثر سلبا على جهوزية وفعالية العناصر الارهابية في جبهة الراموسة - الكليات .

لماذا انهار المسلحون في حلب؟

- بعد ان استوعب الجيش العربي السوري وحلفاؤه الموقف بعد سيطرة المسلحين الاخيرة في مثلث الكليات العسكرية ومحيطها، عمدوا اولا الى تثبيت مراكزهم على جبهة الحمدانية شمالا وامتدادا الى مشروع 1070 شقة من جهة، وثانيا الى تثبيت وتقوية مراكزهم من اتجاه معمل الاسمنت جنوبا، وباشرت هذه الوحدات التقدم بخطى ثابتة والسيطرة على نقاط حيوية مشرفة على الكليات العسكرية ومنها تلة ام القرع الاستراتيجية والتي سمحت السيطرة عليها بامتلاك قاعدة انطلاق ودعم قوية اسست للتقدم والسيطرة على الكليات المذكورة تباعا مستفيدة من دعم جوي ومدفعي مركز ومن جهود وحدات خاصة من الجيش العربي السوري تابعة للعقيد النمر سهيل الحسن ومن وحدات النخبة في حلفاء تلك الوحدات، والذين استطاعوا اختراق مراكز المسلحين من خلال اقتحام صاعق فاجأهم واجبر من لم يقتل منهم على الفرار بعيدا تاركين اسلحتهم وعتادهم وجثث رفاقهم في ارض المعركة.

- ظهرت النتيجة السلبية لخسائر الارهابيين الضخمة في العديد والعتاد خلال معركة مهاجمتهم للمواقع المذكورة سابقا ولاحقا في محاولاتهم المستميتة للاحتفاظ بتلك المواقع، وذلك من خلال تزعزع دفاعاتهم التي اصبحت ضعيفة وغير متماسكة ومفككة.

- بعد اقتناع روسيا شبه الاكيد بما مارسته وتمارسه الولايات المتحدة الاميركية من خداع حول تغطية ودعم الأخيرة للارهابيين الذين تدّعي في العلن محاربتهم ، وتؤمن لهم في الخفاء أكثر التجهيزات والأسلحة تطورا ، اعطت الوحدات الجوية الروسية المعركة الهجومية للجيش العربي السوري ولحلفائه لاستعادة السيطرة على المواقع المذكورة زخما لافتا في الدعم الجوي المركز والفعال والواسع مما صعّب كثيرا والى حد الاستحالة على الارهابيين الاحتفاظ بمواقعهم التي خسروها بسرعة لافتة .

ونظرا للفعالية التي واكبت تقدم وحدات الجيش العربي السوري وحلفائه في استعادته السيطرة على المواقع الحيوية في ريف حلب الجنوبي الغربي، من المنطقي والطبيعي ان ننتظر في المرحلة القريبة ان يتقدم الجيش المذكور في عمق هذا الريف اكثر وامتدادا ربما الى ريف حلب الغربي او الى ريف ادلب، مما سيشكل مفصلا قد يكون اساسيا ورئيسيا في استكمال السيطرة الواسعة على كامل الجغرافيا في الشمال السوري.