قمة طهران العسكرية.. نقطة تحول استراتيجية
لاشك و لاريب ان قمة طهران العسكرية التي التئمت بحضور وزراء دفاع ايران وروسية وسورية وفي ظرف استثنائي فرضها تطورات الميدان السوري وتدخلاته، جاءت لتضع النقاط على الحروف خاصة وان الموقف في الميدان لم يكن يتحمل مزيدا من التسويف بعد الهدن التي اعطتها موسكو والتي استغلتها القوى التكفيرية والارهابية من جهة والناتو من جهة اخرى لدس انفه في التراب السوري تحت يافطة حماية قوات سوريا الديمقراطية وايجاد موطئ قدم لها لاستخدامه كورقة في مفاوضات جنيف القادمة. واليوم هنا لك قوات من اربع دول اطلسية كاميركا وفرنسا وبريطانيا وتركيا بصفتها قوات غازية دخلت الاراضي السورية دون اذن من حكومتها وهذا يعد تجاوزا صارخا على سيادتها.
قمة طهران العسكرية هي في الواقع رسالة بليغة لكل الاطراف الاقليمية منها والدولية على ان اجتثاث الارهاب اصبح اليوم ضرورة ملحة لايمكن التساهل معه ولابد من اتخاذ اجراءات رادعة وسريعة وحازمة للقضاء عليه كسرطان يتمدد في كل الاتجاهات لذلك ينبغي اولا اغلاق جميع منافذ تسليح الارهابيين وتمويلهم وذلك في اشارة واضحة لتركية والسعودية اللذان يلعبان دورا سلبيا في هذا الاتجاه رغم انكساراتهما المتوالية وفشلهما في تحقيق اي من اهدافهما العدوانية. لذلك تحركت طهران وفي اللحظة التاريخية المناسبة لتكون المحور في جمع السوريين والروس لمناقشة مرحلة عسكرية جديدة توضع فيها الخطط العسكرية للتصدي الشامل والحازم للارهاب من خلال بناء نواة قوة عسكرية من الجيوش الثلاثة تأخذ على عاتقها العمل المشترك لمواجهة الارهاب في سوريا اولا ومن ثم في المنطقة ثانيا من خلال الاتفاق على مجموعة اجراءات حاسمة وسريعة تعطي اُكلها من الميدان قريبا.
ومن خلال التحضير لهذه القمة العسكرية ومستوى وحجم المشاركة فيه بحضور وزراء الدفاع ومساعديهم ومسؤولي اجهزة الاستخبارات في الجيوش الثلاث وفرقا من المستشارين في هذه الدول، يؤكد بما لا يقبل الشك ان قرارات هذه القمة ستنعكس ايجابا وسريعا في الميدان السوري خاصة وان داعش واخواتها التكفيريات منوا بهزائم فادحة في الاشهر الاخيرة وما تقوم به تركيا اليوم من اسعافات في مد داعش بالرجال والتسليحات لن تغير من الواقع في حلب او المناطق الاخرى خاصة وان الجيش السوري والقوى المتحالفة معه يتحركون اليوم في اكثر من جبهة وبالذات محافظة رقة التي تخطوا حدودها لاول مرة منذ سنتين.
انعقاد القمة العسكرية بذاتها في طهران التي تقع على عاتقها المسؤولية الاكبر في مواجهة الارهاب في المنطقة وخاصة سوريا، رسالة فهمتها الادارة الاميركية واذنابها في المنطقة من داعمي الدواعش من انهم خسروا اللعبة وعليهم لملمة فضائحهم وهزائهم وكلما تأخروا في ذلك فان تداعيات هذه الهزائم ستضاعف وستجلب لهم نتائج هدامة لا يستطيعون مواجهتها، لان وراء هذا الاجتماع عزم وارادة قوية لاصحاب القرار في الدول الثلاث لاجتثاث الارهاب نهائيا والفصل بين قوى المعارضة السلمية والمجموعات التكفيرية التي تحمل السلاح تمهيدا للدفع بالعملية السياسية عبر المفاوضات بين الاطراف السورية لاحلال الامن والاستقرار في هذا البلد.
لذلك بات من المؤكد ان ما ستخرج به قمة طهران العسكرية هي نقطة تحول استراتيجية في مسار اجتثاث الارهاب من سوريا اولا ومن ثم المنطقة ثانيا وهذا ما ستظهر نتائجه الملموسة في الميدان قريبا وباذن الله.