kayhan.ir

رمز الخبر: 35897
تأريخ النشر : 2016March13 - 21:46

ارادة الشعب ترسم معالم جنيف


من المقرر ان يبدأ اليوم (الاثنين) في جنيف الجولة الجديدة من المفاوضات السورية ــ السورية وسط اجواء تكون شبه متضاربة حول تسجيل اي تقدم فيها مع ما نلحظه من تصريحات صادمة وغيرمنطقية ابداه قيادي في احدى الفصائل الارهابية حول رحيل الاسد وتفسيره للحكومة الانتقالية وهذا ما ينغص مسيرة المفاوضات قبل ان تبدأ ناهيك عما ستطرحه معارضة السعودية التي لا تملك ورقة تفاوض عليها سوى طرحها لقضايا خارج المنطق والعقل والعرف كما تملي عليها الرياض وهذا ما سيتبين خلال مسيرة المفاوضات في وقت سيشارك وفد الحكومة السورية من موقع القوة والمسيطر على الميدان وقد استعاد الجيش السوري ومعه فصائل المقاومة المتحالفة الكثير من المناطق في ارياف حلب واللاذقية وحمص ودرعا وغيرها من قبضة الارهابيين لذلك من الطبيعي ان يفرض شروطه وهذا ما يزعج بشكل خاص وفد المعارضة المحسوبة على الرياض التي ستخرج من هذه المفاوضات فاضية اليدين بحكم الوضع القائم على الارض مما يسبب لها ولداعميها فضائح مدوية وتداعيات كبيرة تنذر بعواقب وخيمة لذلك من البديهي ان تسعى لعرقلة هذه المفاوضات باي شكل من الاشكال للتغطية على فشلها وهزائمها المستمرة في وقت تنظر دمشق الى هذه المفاوضات بنظرة ايجابية لانجاحها بهدف وقف نزيف الدم وانقاذ الشعب السوري من محنته التي فرضت عليه من القوى الاقليمية والدولية الظالمة خدمة للعدو الصهيوني وتوفير الحماية له.

ومن خلال ماتطرحه المعارضة السورية في الخارج حول مصير الرئيس الشرعي بشار الاسد وتفسيرها للحكومة الانتقالية يبدو عليها الافلاس لان هذين الموضوعين وفقا للسياقات العرفية والقانونية هما من صلاحية الشعب السوري الذي يقرر مصيره وينتخب رئيسه ولايحق لاية قوة على الارض او منظمة دولية او اقليمية التدخل في الشأن السوري وفرض وصايته عليه. واذا كانت هذه المعارضة السورية حريصة على الشعب السوري واعادة الامن والاستقرار اليه ان تتخلى عن طرح القضايا الوهمية وتحتكم الى ارادة الشعب السوري وصوته اذا كانت تدعى تمثيله خاصة وان سريان وقف اطلاق النار وتمديده فرصة كبيرة يمهد للمضي بالخطوات اللاحقة ومنها اجراء الانتخابات في هذا البلد للوصول الى شاطئ الامان وبمشاركة جميع اطياف الشعب السوري التي ستنتخب ممثليها الحقيقيين كخطوة اساسية لقطع دابر جميع المتدخلين في هذا البلد.

ان اعتماد المعارضة السورية التي تعيش في كنف الرياض على آلية ارهاب داعش والنصرة واخواتها كوسيلة لتحقيق اهدافها وضعتها في الخانة الحرجة وهي في نفس الوقت احرجت داعميها لذلك فهي اليوم في موقف لا يحسد عليها وهذا ما يحتم عليها اتخاذ مواقف اكثر عقلانية وبعيدة عن التطرف للخروج بنتائج ايجابية تنعكس على حالة الشعب السوري وتخرجه من ازمته التي طالت عليه دون جدوى ليعيش حياته بعزة وكرامة كبقية شعوب العالم.