شخصيات تركية: سياسات "أردوغان" الخاطئة تجاه المنطقة وسوريا انهارت بالكامل
انقرة - وكالات انباء:- أكد نواب وصحفيون وأكاديميون أتراك أن الرهانات والسياسات الخاطئة التي اتبعها نظام رجب أردوغان تجاه المنطقة عموما وسوريا خصوصا "انهارت بالكامل” وباتت تركيا تدفع ثمنها أمنيا واجتماعيا على الصعيد الداخلي وعزلة إقليمية ودولية على الصعيد الخارجي.
وقالت النائبة السابقة والمسؤولة عن شؤون السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية "جنان قالسين" في حديث لصحيفة "السفير" اللبنانية أمس السبت، إن "سياستنا في سورية كانت خطأ بالكامل فلم يكن يجب أن ننحاز لأي طرف ونحن لعبنا كل أوراقنا دفعة واحدة وهذا خطأ مضيفة إن وزير الخارجية التركي يقود السياسة الخارجية وحده من دون التشاور مع هياكل الحزب الحاكم كما كان يجري سابقا.
واعتبرت "قالسين"، أن تركيا وبسبب سياسات أردوغان أطلقت النار على قدميها مع بداية ما سمي بالربيع العربي مشيرة إلى أن أحمد داود أوغلو رئيس حكومة أردوغان يتحمل المسؤولية عن هذا الفشل تجاه الأمن القومي التركي.
وأعلنت أنها وبعد انتهاء الإنتخابات التشريعية التي ستجري غدا ستستقيل من حزب العدالة والتنمية لأنه لن يجرؤ على محاسبة من ورطنا في الوحل السوري كما أن المتطرفين الحاليين عادوا بتركيا إلى القرون الوسطى.
بدوره أكد "بولنت كنش" رئيس تحرير صحيفة "توداي زمان" الصادرة بالإنجليزية أن "السياسة الخارجية لأردوغان وداود أوغلو انهارت بالكامل في المنطقة” معتبرا أن تركيا تحتاج إلى تغيير بنسبة 100 بالمئة في سياستها وتوجهاتها.
وأشار الى أن الانتخابات البرلمانية فرصة أمام تركيا لمراجعة سياساتها وإعادة إطلاق مسارات أكثر حكمة مع سورية بالإضافة إلى العراق وليبيا وغيرها من دول المنطقة.
ورأى "كنش" أن "أردوغان" كما أظهرت الانتخابات في حزيران الماضي لا يحتمل فكرة المشاركة مع الآخرين في حكم البلاد بسبب الخوف من تداعيات الانتهاكات التي ارتكبها وجماعته في الحكم بحق الدستور التركي ويخاف بالتالي من ملاحقات قانونية ضده لافتا إلى أن جماعة "أردوغان" ستمارس اللعبة ذاتها التي جرت بعد انتخابات حزيران الماضي وستعرقل احتمال تشكيل ائتلاف حكومي جديد لمحاولة الانفراد بالسلطة وهو ما سيخلق أمامها مشاكل عدة.
من جهتها قالت الصحفية في جريدة "زمان" التركية "سيفغي اقارجشما" إن هناك رابطا كبيرا بين فشل السياسة الخارجية التركية تجاه سورية وامتداد تنظيم "داعش” إلى الداخل التركي مضيفة أن "الإعلام لا يقدم صورة واضحة للمواطن التركي حول خطر داعش ولكن البلد يدفع ثمن السياسة الفاشلة تجاه سورية”.
ورأت، أن الأمور تسير بشكل سيئ بسبب سياسات أردوغان ومحاولاته الاستفراد بالسلطة لافتة إلى أن "من اعتقلوا بسبب اتهامهم بشتم أردوغان أكثر ممن اعتقلوا بسبب ارتباطهم بتنظيم داعش”.
بدوره أشار"سواش غينج" أستاذ العلوم السياسية في جامعة "فاتح" التركية إلى أن حزب أردوغان فقد القدرة على أداء دور فاعل ووسيط تجاه الأزمة في سورية منذ أن قرر مع بداية ما يسمى الربيع العربي أن يربط نفسه بمسار صعود حركات الإخوان المسلمين في المنطقة.
وأضاف أن "الخطأ الأكبر لحزب العدالة والتنمية أنه لم ينظر إلى هذا الربيع العربي كفرصة للديمقراطية والإصلاح الحقيقي في المنطقة بل كفرصة لجماعة الإخوان لخدمة النفوذ التركي ومصالحه في عموم المنطقة” موضحا "ان تركيا أصبحت أكثر عزلة إقليميا ودوليا وحزب أردوغان الحاكم لم يعد بإمكانه التراجع الآن لأن ذلك سيرتد عليه داخليا والناس ستقول لماذا فعلتم كل ما فعلتموه في سورية طوال هذا الوقت”.