kayhan.ir

رمز الخبر: 27553
تأريخ النشر : 2015October12 - 21:16

الهرولة المذلة

من السذاجة التصور ان دخول الدب الروسي على خط الازمة السورية وبهذه القوة التي باتت نتائجها الاولية ملموسة جدا في الميدان ولم تمض بعد على "عاصفة السوخوي" سوى اثنا عشر يوما"، لم يدفع بجميع الاطراف المتورطة في هذه الازمة من اعادة حساباتها وبالذات التحالف العربي بقيادة السعودية المأزومة للغاية بسبب انتكاساتها المتوالية في اكثر من موقع بالمنطقة وخاصة في اليمن حيث لم تحقق أي من اهدافها رغم شراسة ووحشية عدوانها الغادر الذي شارف على نهاية شهره السابع، ناهيك عن تداعيات هذا العدوان على اوضاعها الداخلية خاصة الاقتصادية واعلان حالة التفشف في المملكة وسحب عشرات المليارات من الدولارات من ارصدتها.

ان زيارة محمد سلمان ولي ولي عهد السعودية الى موسكو في هذه الفترة التي عادت روسيا كقوة عظمى منافسة لاميركا في المنطقة لدرجة بات الجميع يشعر بنهاية الهيمنة الاميركية الاحادية عليها وهذا ما اقلق السعودية بشدة خاصة وان الدور الروسي في المنطقة شهد تنسيقا تاما مع الموقف الايراني في الشأنين السوري والعراقي لمحاربة الارهاب المدعوم سعوديا واميركيا لذلك سارعت الخطى مهرولة وبشكل مذل الى موسكو لمعرفة حقيقة الموقف الروسي الجديد وابعاده في المنطقة مع انه لم تمض على اخر زيارته لولي ولي العهد السعودي الى روسيا وقتا طويلا وهذه دلالة على ان الرياض مازومة وتشعر بقلق كبير تجاه التطورات الجارية ولابد لها ان تتقدم بتنازلات بشأن الازمة السورية واسعار النفط لانها كلما تاخرت فان الخسائر ستكون فادحة لها.

وما ردده عادل جبير في موسكو بشأن الرئيس السوري مجرد عنتريات يريد ان تغطي على تراجع نظامه في هذا المضمار وقد مررها الجانب الروسي لانه على علم تام بالعقدة السعودية لذلك يحاول جر الاخير ة الى سكة التنازلات خطوة خطوة بعد فرض نفسه بقوة على المنطقة من خلال دخوله الساحة السورية.

وربما يطرح هذا التساؤل لماذا اذن الاصرار السعودي على التركيز على رحيل الرئيس الاسد الرئيس الشرعي للبلاد والذي يتعارض تماما مع القوانين الدولية في وقت هي لا تملك الشرعية لنفسها فالجواب بسيط للغاية لان النظام السعودي الفاشل والمهزوم لم يعد في جعبته شيء يطرحه للمساومة مع موسكو لترتيب وضعه المستقبلي في المنطقة وهو يجد نفسه محاصرا من كل جانب وبات يشعر بنهايته المأساوية نتيجة لظلمه الفادح ودمويته المتوحشة بحق جميع شعوب المنطقة من خلال نشر الفكر الوهابي الضال والمجموعات التكفيرية التي تخرجت من هذه المدرسة الجنائية.

فهرولة ولي ولي عهد السعودية الى موسو تعكس مدى قلق نظامه من المستقبل المظلم الذي ينتظره خاصة بعد ان اقفلت الساحة السورية عليه تماما بدخول الدب الروسي اليها لذلك ليس من المستغرب ان يبحث النظام السعودي المهزوز والمهزوم في موسكو عن طوق نجاة ينقذه لكن الخطأ الفادح انه جاء متاخرا وعليه دفع الثمن؟!