kayhan.ir

رمز الخبر: 205996
تأريخ النشر : 2025May05 - 20:49

مازال اليمن ينتصر لأهل غزة

 الجهل في فهم البيئة اليمنبة وعقيدتها مرتبط بما يتعلق بحريتها وتصديها لأي وصاية خارجية، فأهل يمن هم من اخرجوا المستعمر البريطاني قبل نصف قرن، حين بدأت بريطانيا عام 1959 بتنفيذ استراتيجية جديدة في اليمن بحشد المشيخات والقبائل التابعة لها لتشكيل كيان سياسي تعتمده لحماية مصالحها والسيطرة على كل الحركات الثورية المناهضة لوجود الاستعمار فأسست ما سمي "اتحاد امارات الجنوب العربي"، وتم ضد عن الى الاتحاد عام 1962 مما جعل الوجود البريطاني بقاعدته العسكرية يفرض سيطرته على نطاق واسع مستفيداً من ضرب اسفين التفرقة والفتنة بين القبائل، حتى اشتعلت ثورة الرابع عشر من اكتوبر عام 1963 في الجزء الجنوبي من اليمن ضد الاحتلال البريطاني، انطلقت من جبال "ردفان" بقيادة "راجح بن غالب لبوزة" الذي استشهد في نفس اليوم وشنت السلطات الاستعمارية حملات غاشمة استمرت ستة اشهر، ضربت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف انواع الاسلحة، دامت الثورة 4 سنوات حتى نال جنوب اليمن استقلاله من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967، بعد ان سعى لتقسيم الجنوب الى 21 إمارة وسلطنة ومشيخة لكل منها كيانها السياسي والاداري وحدودها وعلمها وجواز سفرها وجهازها الامني الذي ترتبط به بعد ذلك بالمندوب السامي البريطاني في عدن، وخلال الثورة قصف الطيران البريطاني عدداً من القرى في الازارق والمحاربة وبني هديان، ودمر قرية الازارق تدميراً كاملاً فلجأ الاطفال والنساء والشيوخ الى كهوف الجبال مأوى لهم طيلة فترة القصف التي دامت تسعة شهور متواصلة. والعملية المثيرة التي نفذت في 28 يوليو هي التي تم فيها قتل الكولونيل البريطاني جراي قائد جيش البادية، الذي نفذ عملية اغتيال المناضلة الفلسطينية "رجاء ابوعماشة" عند محاولتها رفع العلم الفلسطيني مكان العلم البريطاني اثناء فترة الانتداب البريطاني لفلسطين.

وهكذا تواصل القبائل اليمنية اليوم مقاومتها الشعبية أمام العدوان الاميركي، فقد اعلنت النفير العام وانخراطها المسلح الى جانب قوات صنعاء في رد صريح على التصعيد الاميركي المتواصل على اليمن واستمرار العدوان الاسرائيلي على المنطقة.

فقد شهدت محافظات "تعز، اب، ذمار، صنعاء، ريمة، حجة والمحويت" لقاءات قبلية مسلحة تمخضت عن اعلان النفير العام والبراءة من عملاء اميركا، ودعماً للموقف السياسي والعسكري لصنعاء، مشددين على ان مواجهة الاحتلال الاميركي والهيمنة الغربية واجب ديني ووطني.

وحسب مراقبين فان ما يجري في اليمن اليوم يمثل ظاهرة استراتيجية في ميزان الصراع مع واشنطن، وتؤكد على ان الرهان على تفتيت الجبهة الداخلية او على حالة تعب في صفوف القوى الشعبية قد سقط تماماً، وهي رسالة ان المواجهة لم تعد مقتصرة على المؤسسة العسكرية بل باتت تتغلغل في النسيج الاجتماعي، وان الحسابات الاميركية في اليمن اصطدمت بجدار وطني صلب، يتوارث الثأر من الاعداء من جيل الى آخر، فيما المرتزقة يشكلون حكوماتهم في الفنادق المقيمة في الرياض.

وبينما ستتحمل الامة كلها تبعات الصمت والخذلان والخضوع في ما يجري بغزة وتداعيات العدوان ستمتد الى بلدان اخرى عادلاً أم آجلاً، تعلن القوات المسلحة اليمنية مع بداية هذا الاسبوع تنفيذ عدة عمليات الاولى استهداف موقع عسكري جنوبي يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي من طراز "فلسطين" فشلت المنظومات الاعتراضية التصدي له، وفي اليوم التالي نفذت عملية عسكرية استهدفت مطار "بن غوريون" في يافا مما ادى لهروب اكثر من 3 مليون شخص الى الملاجئ وتوقف حركة المطار، واعلان 9 شركات طيران عالمية إلغاء رحلاتها، فيما صرح "محمد البخيتي" عضو المكتب السياسي لجماعة "انصار الله"، ان لدى المقاومة بنك من الاهداف ولديها الكثير من المفاجآت، هذا اضافة الى استهداف قاعدة "رامات دافيد" الجوية شرقي حيفا بصاروخ من طراز فلسطين 3 واستهداف مركز حيوي في منطقة عسقلان بطائرة مسيرة، لتعبر جميع المنظومات الاميركية "ثاد" والاسرائيلية: حيتس 3، سهم، مقلاع داود والقبة الحديدية، فيما حمل وزير الدفاع الاسرائيلي "يسرائيل كاتس" الجمهورية الاسلامية الايرانية المسؤولية عن قصف مطار بن غورون. والجدير ذكره ان الرئيس الاميركي ترامب حين بدأ عدوانه في 15 مارس على اليمن قد أعلن انه سيدمر انصار الله بشكل كامل.

والى يومنا هذا تخفي الادارة الاميركية خسائرها، اذ حسب مصادر اميركية ومنها "اينترسبت" فان الحرب كلفت اميركا 3 مليار دولار جراء استخدام صواريخ كروز وتاماهاوك ومنظومة الدفاع "باتريوت، وثاد"، وقنبل سرشي، وisow الموجهة بالـ"جي بي اس". واخيراً هدد انصار الله بايقاف صادرات النفط الاميركية بناقلات النفط واعطت مهلة الى السابع عشر من مايس الجاري.

وبذلك تكون الردود الاقليمية المتصاعدة من اليمن الى غزة راسمة معادلة جديدة تؤكد ان العدوان لن يمر دون تكلفة وان الشعوب قادرة على فرض معادلات الردع والاشتباك المفتوح على اكثر من جبهة.