kayhan.ir

رمز الخبر: 203471
تأريخ النشر : 2025March04 - 21:03

المقاربة التي طالما احتكمت اليها المقاومة

 

 انطلقت أمس في القاهرة اعمال القمة الطارئة لجامعة الدول العربية رغم الاختلالات والنقائص التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة حيث تم احتكاره من قبل مجموعة محدودة من الدول العربية استأثرت وحدها إعداد مخرجات القمة. وتهدف هذه القمة لمواجهة مقترح الرئيس الاميركي "ترامب" الذي دعا لتهجير سكان القطاع وتحويله الى "ريفييرا الشرق الاوسط"، فيما شهدت العاصمة المصرية الاثنين مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الانسانية في غزة، بتنظيم مصري وحضور فلسطيني ومشاركة 103 وفود للدول والمنظمات والهيئات الدولية والمؤسسات المالية، بهدف تأمين التزامات واضحة بتقديم المساعدات لغزة وتعزيز الدعم الدولي لضمان استدامة الاستجابة للأزمة الانسانية وحشد الجهود لتوفير المساعدات الانسانية العاجلة.

الا ان اللافت في المؤتمر الفاقد الصلاحية يريد تهميش حركة حماس في ادارة غزة على ان تحل محلها هيئات مؤقتة تسيطر عليها دول عربية واسلامية وغربية لتكون محطةً لعملية التطبيع الخيانية. والخطة المصرية التي تكشفت ملامحها قبل ساعات من انطلاق القمة ان تدير لجنة "غير فصائلية" القطاع لمدة 6 أشهر كفترة انتقالية.

قناة "القاهرة الاخبارية" نشرت امس الثلاثاء بعض عناصر خطة القاهرة لاعادة اعمار غزة، تتضمن "تشكيل لجنة ادارة غزة لتتولى ادارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر على ان تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية "تكنوقراط" تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية. زاعمة: ان مصر والاردن يعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيداً لنشرها في القطاع. وحسب وكالة رويترز التي اطلعت على مسودة الخطة التي اعدتها مصر تتضمن تشكيل "قوة استقرار دولية" لحفظ الامن في القطاع و"بعثة مساعدة الحكم الرشيد" لتحل محل الحكومة الحالية في القطاع، ومجلس التوجيه والادارة المشكل من دول عربية رئيسية واعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي واميركا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي ودول اعضاء في الاتحاد.

حركة حماس على لسان القيادي سامي "ابو زهري" صرح لوكالة رويتر؛ ان الحركة ليس لديها علم بمثل هذه الخطة. فاليوم التالي في غزة يقرره فقط الفلسطينيون، وان حماس ترفض اي محاولة لفرض مشاريع او ايجاد ادارة غير فلسطينية اوتواجد لقوات اجنبية على ارض غزة.

اذن هنالك خطة لنزع سلاح المقاومة في غزة والضفة وذلك بربط اعادة الاعمار في القطاع بتسليم المقاومة لجميع اسلحتها لدولة عربية، كما وان تغادر قيادات المقاومة والمقاتلين غزة.

ان هذه الشروط تتزامن مع قرار الكيان الصهيوني بوقف المساعدات الانسانية منذ يوم الاحد الماضي، وتصريح نتنياهو باستدعاء 400 الف جندي احتياط استعداداً لاستئناف الحرب، والذي سبقه منع دخول البيوت المؤقتة. وخطة استئناف الحرب كان قد اعلنها رئيس الاركان الاسرائيلي الجديد في مهلة اسبوع. هذا اضافة للضغوط الجديدة التي تمارسها كتمديد المرحلة الاولى من اتفاق وقف اطلاق النار واجبار سكان شمال غزة الى النزوح الى الجنوب وذلك بقطع امداد الكهرباء والماء والاتصالات عنهم وهي ما تسمى بخطة الجحيم. وقد جاء بالخطة المبعوث الاميركي "ستيف ركوف" لتمديد وقف اطلاق النار المؤقت على ان يتم اطلاق سراح نصف الرهائن على الفور فيما يفرج عن المتبقي بعد وقف اطلاق النار الدائم.  وتزامنت الخطة الاميركية مع قرار ترامب ببيع "اسرائيل" اسلحة بقيمة 12 مليار دولار، وترخيص من الخارجية الاميركية التي تجازوت تصريح الكونغرس الاميركي بتقديم 5000 بندقية لـ"اسرائيل".

فاذا جمعنا خيوط الحراك الذي بدأه ترامب بترحيل سكان غزة وطلبه من مصر والاردن وحتى السعودية بإسكان الفلسطينيين، والرد الفوري من ملك الاردن والرئيس المصري على مبادرة ترامب، وكذلك ترتيب اتفاق وقف اطلاق النار بهدف اطلاق سراح الاسرى، نصل الى ان المؤتمرات العربية معدّة سلفاً لافراغ القضية الفلسطينية من جوهرها، فحين تنتزع من الأسود انيابها، أو ابعادها عن ارضها فهي الفكرة التي يصر نتنياهو  منذ البداية لاسيما وقد توفرت للكيان الصهيوني جميع المستجدات والظروف التي تحلم بها من افراغ الجنوب السوري من اي آلية عسكرية والسيطرة على مناطق حساسة مثل جبل الشيخ وكذلك الاملاءات التي تفرضها "اسرائيل" على الحكومة اللبنانية بأن يكون الجنوب منزوع السلاح من أي قوة غير الجيش اللبناني بزعمهم، وتوجيه اللوم على المقاومة في تدمير بنى تحتية واقتصادية.

كل ذلك يدعو رجال المقاومة الفلسطينية لاتخاذ القرار الحاسم امام هكذا قمم عربية عاجلة ظاهرها مد جسور انسانية وعلاجية وكأن القضية الفلسطينية هي كارثة طبيعية حلت بأرض غزة وعلى اللجان الانسانية الاسراع في اطعام الجائع وايواء النازح، فهذه بمثابة الضربة النهائية لقضية عادلة قدم ابناؤها مئات الالاف من القرابين.

على القمة العربية التي لم تتخذ يوماً طوال عمرها قراراً يخدم الشعوب العربية او قضاياها المصيرية، ان تحترم قرار الغزاويين وارادتهم في تعيين مصيرهم ولا يحق للدول العربية التي تخلت عن مسؤوليتها طوال 14 شهراً وهي تتفرج على حرب الابادة ان تفرض املاءاتها على غزة. فالمنتصر هو من يملي الشروط وليس المهزوم.