حزب الله: العلاقات الجيدة مع إيران يصب في سبيل المصلحة اللبنانية
*السفير اماني يرفض طلب الحكومة اللبنانية عن رحلة بديلة للطائرات الايرانية
*حزب الله ينظم اعتصاماً على طريق المطاروالجيش اللبناني يطلق الغاز المسيل
*برلماني لبناني: قرار منع هبوط طائرة إيرانية بمطار بيروت مثير للقلق
بيروت- وكالات:- بحث وزيرا خارجية إيران ولبنان سبل حل مشكلة الرحلات الجوية للركاب بين البلدين، وأعلنا استعدادهما لإجراء محادثات بناءة بحسن نية.
وزير الخارجية عباس عراقجي ووزير الخارجية اللبناني يوسف راجي أجريا اتصالا هاتفيا بعد ظهر اليوم لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.
وفي هذا الاتصال هنأ عراقجي ريجي على انتخابه وزيرا جديدا للخارجية اللبنانية وتمنى له وللحكومة اللبنانية الجديدة النجاح والتوفيق.
وفي هذا الاتصال، أكد الجانبان على تطوير العلاقات الثنائية في مختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية بما يتماشى مع مصالح الشعبين الإيراني واللبناني وعلى أساس الاحترام المتبادل.
وكان من بين المحاور الأخرى التي ركز عليها اللقاء تبادل وجهات النظر حول سبل حل مشكلة الرحلات الجوية للركاب بين البلدين، وأعرب الطرفان عن استعدادهما لإجراء مناقشات بناءة بحسن نية.
هذا وصرح عضو المجلس السياسي في "حزب الله" غالب أبو زينب انه يجب أن تكون العلاقة مع إيران في أفضل ما يكون في سبيل المصلحة اللبنانية.
وأشار عضو المجلس السياسي في "حزب الله" ، في حديث لقناة "المنار"، إلى أنّ "موقف الحكومة اللبنانية بيوم الخميس حول ما حصل في المطار لم يكن موفقًا"، وذلك على خلفية منع هبوط طائرة إيرانية في بيروت على متنها مسافرون لبنانيون.
وأكد: "يجب أن تكون العلاقة مع إيران في أفضل ما يكون في سبيل المصلحة اللبنانية"، موضحًا أنّه "يجب ألا يفكر أحد أن هذا البلد سوف يكون له بُعد إسرائيلي"، داعيًا رئيس الحكومة نواف سلام إلى العمل على علاقات متوازنة بين إيران وأميركا، مشددًا على أنّه لا يجب الاصغاء لما تريد الإدارة الأميركية.
يأتي ذلك على خلفية مظاهرات الخميس احتجاجًا على عدم السماح بهبوط طائرة إيرانية في بيروت على متنها مسافرون لبنانيون.
وفي وقت سابق أكد المكتب الإعلامي في وزارة الأشغال العامة والنقل، في بيان "متابعته الحثيثة لملف الطائرة الإيرانية واللبنانيين الراغبين في العودة إلى لبنان"، مشيرا الى ان "وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني يتابع الملف بشكل مباشر، وبالتنسيق الكامل مع وزارة الخارجية والمغتربين وشركة طيران الشرق الأوسط، لضمان عودة اللبنانيين بسرعة وبكرامة".
وأشار إلى أنه" يمكن للراغبين في العودة استخدام أي بلد مجاور وفقًا للظروف المتاحة، دون أن يتحملوا أي تكاليف إضافية"، موضحا ان "التنسيق يتم مباشرةً مع السفير اللبناني في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاستكمال الإجراءات ومعالجة أي مشكلات قد تطرأ، فيما تستمر وزارة الخارجية في اتصالاتها مع الجهات الإيرانية لتسهيل العودة الفورية".
ونفذ "حزب الله" امس السبت اعتصاما على طريق المطار القديمة، بدعوة من الحزب"، وذلك "استنكارا لتدخل إسرائيل في السيادة اللبنانية"، وسط انتشار للجيش اللبناني عند مداخل المطار.
وشهد الاعتصام هتافات تنادي بالمناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل، عقب قضية منع طائرة إيرانية من التوجه والهبوط في مطار بيروت مؤخرا، ما أشعل احتجاجات وتوترا أمنيا على طريق المطار.
ودعا "حزب الله" الى اعتصام شعبي على طريق المطار، الساعة الرابعة من عصر امس السبت على طريق المطار القديم - تحت جسر الكوكودي، وذلك استنكاراً لـ"التدخل الإسرائيلي وإملاء الشروط واستباحة السيادة الوطنية".
من جهته أعرب النائب قاسم هاشم، عضو كتلة "التنمية والتحرير" في البرلمان اللبناني، عن "استهجانه لقرار منع إحدى الطائرات من الهبوط في مطار بيروت الدولي"، مشيرًا إلى أنّ "هذا القرار يثير القلق، ويبدو وكأنه استجابة لإشارات من اسرائيل".
قال هاشم في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" إنّ "القرار يبعث على القلق بخصوص كيفية التعاطي مع إشارات العدو"، معتبراً أنه "سابقة لم تحصل من قبل"، وهو ما يثير تساؤلات بشأن طريقة التعامل في المرحلة الحالية مع التوجهات الخارجية والإشارات القادمة من العدو، وكأنها أمر لا بد منه".
وأضاف النائب اللبناني أنه "من الضروري وضع حد للأمور بعد ما حصل بالأمس"، موضحًا أنّ "من حق المواطنين اللبنانيين العودة إلى ديارهم، خاصة وأن هذه الطائرة هي الوحيدة التي كانت ستقلهم".
وأشار النائب هاشم إلى أنه "حتى في إطار العلاقات الطبيعية بين الدول، لا يمكن التعاطي مع مثل هذه القرارات المزاجية بدون سبب وجيه"، مؤكدًا أنّ هذا "لا يمكن قبوله أو تخطيه"، سواء من الناحية المهنية أو الأخلاقية". وأوضح أنّ "هذا الملف يستدعي التعاطي معه بمسؤولية وعلاج سريع كي لا يكون له تأثير سلبي على العلاقات بين البلدين".
وفي السياق قال سفير الجمهورية الاسلامية لدى لبنان "مجتبى اماني" إن الحكومة اللبنانية تبحث عن رحلة بديلة للطائرات الإيرانية وهذا أمر غير مقبول لدينا لافتاً إلى أن الحكومة اللبنانية ألغت مساء الخميس 13 شباط/فبراير، إذن رحلتين كانتا متوجهتين من إيران إلى بيروت بشكل منتظم أسبوعياً.
وتابع أماني: استمرت متابعتنا حتى اقتراب ساعات موعد الرحلة وكانت الحكومة والمسؤولون اللبنانيون قد وعدوا بحل الموضوع، لكن هذه الخطوة تسببت في النهاية في تأخير المسافرين اللبنانيين ومعظمهم ينتمون إلى قوافل الزیارة في مطار طهران. كما أن اللبنانيين الذين كان من المفترض أن يأتوا إلى إيران للزیارة تأخروا هنا أيضًا.
وأضاف سفيرنا في بيروت: إن تزامن هذه القضية مع تصريحات المتحدث باسم الکیان الصهيوني بأن هذه الرحلات، بحسب قوله، كانت تحمل بضائع أو أموالاً غير قانونية، أدى إلى احتجاجات كثيرة في لبنان وبما أن معظم الركاب كانوا لبنانيين، فقد احتجت مجموعات شعبية كبيرة على هذا الإجراء الليلة الماضية.
وقال أماني في إشارة إلى المتابعات التي تقوم بها إيران لحل المشكلة،: الحكومة اللبنانية تبحث عن رحلة بديلة للطائرات الإيرانية. نحن نرحب بشكل عام بتسيير رحلات الخطوط الجوية اللبنانية إلى إيران ولكن ليس بالشكل الذي يؤدي إلى إلغاء الرحلات الإيرانية.
وتابع: طلب الحكومة اللبنانية بهذا الأمر ستتم الموافقة عليه بالتأكيد، على أن لا يمنعوا في المقابل الرحلات الجوية الإيرانية. وهذا العمل نشاط تجاري وله منطقه الخاص، والقوافل الإيرانية واللبنانية تبحث عن سعر أقل. وهذه المفاوضات جارية حاليا وتتطلب اتفاقا متبادلا.
ولفت أماني إلى أنه كانت هناك مشاكل من قبل وقال: إن تزامن هذه القضايا مع وصول الرحلات الجوية الإيرانية وتهديدات الکیان الصهيوني للشعب اللبناني الذي يسعى للحفاظ على استقلاله ولا يقبل مثل هذه النصائح من أي دولة وخاصة الکیان الصهيوني غير الشرعي، أمر غير مقبول ويثير احتجاجا شعبيا.
وأعرب السفير الإيراني عن أمله في التوصل إلى حل أسرع لهذه القضية، وقال: نأمل أن يتم حل هذه القضية بشكل جيد وتأسيس رحلات جوية بين إيران ولبنان بشكل متبادل.
وقال:من ناحية أخرى، فإن تفسير هذه القضية على أنها محاولة لمنع الإيرانيين من المشاركة في مراسم تشييع الشهيد حسن نصر الله، أثار غضب الشعب اللبناني. ونأمل أن تحل الحكومة اللبنانية هذه المشكلة بإجراءاتها الحكيمة وأن يتم توفير الظروف الملائمة لحضور الزوار الإيرانيين في هذا المراسم.