لم يكن فرعون يجيد السباحة!
حسين شريعتمداري
1 – تتداول هذه الايام، اثر تهديدات "ترامب" بترحيل سكان غزة الى اماكن في مصر أو الاردن، فيديو كليب مصور لشاب فلسطيني من سكان غزة على الفضاء الافتراضي، وقد لقي استقبالاً واسعاً، يقول هذا الشاب الفلسطيني: ان ترامب قد صرح بضرورة افراغ غزة من سكنتها الا ان الله يخاطب رسوله في سورة الانفال: "واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
ايها الناس! من هو ترامب؟! وما تكون اميركا؟! فالله عزوجل هو الذي يدبر عالم الوجود، ولا يريد الله للانسان المؤمن إلا الخير والصلاح.
وكان يوجد قبل ترامب شخص اكثر فطنة من ترامب ويدعى فرعون، فكان يقول: انا ربكم الاعلى! بالضبط مثل ترامب، ولكن اتضح بعد ذلك انه لا يجيد حتى السباحة!
2 – قبل ايام وخلال استقباله المشاركين في المسابقات القرآنية الدولية تفضل سماحة قائد الثورة المعظم بأيراد توجيهات حكيمة حول التوكل على الله وآثار هذه العبادة، اذ يمكننا ان نعتبر مبادرة الشاب الفلسطيني كمصداق وانموذج حقيقي وعيني للتوكل. فأشار سماحته بدءأ بآية من كتاب الله؛ "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"، واكد في بيانه ان التوكل على الله يستنبط شرطين؛ الاول ذهني والاخر عملي. وحول الشرط الذهني افاد سماحته: "ان الشرط الذهني ان نثق بصدق الوعد الالهي؛ ومن اصدق من الله قيلا. وهذه من أولوياتنا التوكل الذهني. فان لم يكن هذا لا يستحصل التوكل".
وفي توضيحه للشرط العملي، شدد سماحته بالقول: "ان الشرط العملي، هو لاجل استحصال هذا المطلوب وهذا الاثر، يحمّل الله سبحانه جانباً من العمل على عاتق الانسان. فليس الامر كذلك ان نجلس القرفصاء في بيوتنا ثم نقول: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله"؛ كلا فان جانباً من العمل بعهدتنا. كذلك الامر في قضية الرسول عيسي "ع"، فبالتالي كان جزء من العمل بعهدة السيد المسيح "ع"، خلق الطير من طين، فهذا القسم من العمل هو من ما لابد ان يقوم به نبي الله عيسى، فان لم يكن يصنعه، فما كان هنالك من طير في البين و...".
3 – كما ويشير سماحة قائد الثورة الى ضرورة حل مشاكل البلاد عن طريق التوكل على الله "مع ما ذكرنا من شرطين للتوكل الذهني والعملي"، واعتبر سماحته صمود الشعب الايراني لاكثر من اربعين عاماً بوجه القوى الاستكبارية من مصاديق معنى التوكل.
ان المسيرات العظيمة والملحمية لـ22 بهمن هذا العام كذلك، والتي واكبتها الاعجاب والابهات مع ايئاس العدو وبعثرة حسابات ترامب، بالامكان وينبغي ان نعتبرها من نفس الوصفة المنبعثة من عمق الايمان، اذ حسب قول الشاب الفلسطيني: " ما كان يجيد السباحة"، فهو سيعاجله الغرق، أليس هذا هو مصير من كان قبله؟! وآمل ان يتبنى مسؤولو بلدنا المحترمين، كما فعل الشاب الفلسطيني، ان يتبنوا الوصفة التي عرضها سماحة قائد الثورة المعظم.