kayhan.ir

رمز الخبر: 201888
تأريخ النشر : 2025February03 - 20:48

الزيارة المتهالكة

 

 لم تكن مصادفة ان يكون الزائر الاول للبيت الابيض والذي سيدخل على الرئيس السابع والاربعين للولايات المتحدة الاميركية قاتل اطفال غزة المجرم نتنياهو الذي بات محاصراً من كل الجهات تتلقفه الازمات شمالا ويمينا وتلاحقه المحاكم الدولية بسبب جرائمه وحرب الابادة التي قادها في غزة، وهكذا محاكمه الداخلية لملفات فساده. فالرجل غارق في مشاكله وازماته، اضافة الى حمل ملف تراكم فشله الكبير في حرب غزة والضفة الغربية التي باتت تضيق الخناق عليه بشدة ناهيك عن الامراض الجسدية الني يعاني منها.

فالرجل بات ضعيفاً من كل الجهات وهويحاول عبر هذه الزيارة ان يحصل على الاسناد والدعم المفتوح للمضي بخطته الخبيثة لاعلان الحرب ثانية على غزة ولبنان عام 2025 لكن من غير المؤمل ان تتوفر الظروف والقوة والعتاد وتأهيل الجيش الصهيوني المنهك والمهزوز لهذه المهمة الصعبة جداً.

كل المؤشرات والمعطيات تؤكد ان الجيش الصهيوني غير قادر على ادارة اي مهمة خلال السنوات القادمة وهو بحاجة لتأهيل جذري يستمر لعدة سنوات.

الرئيس ترامب المعروف بانه رجل بزنس يحاول انهاء الحروب والتخلص منها لتكلفتها وليس لامر آخر بان الرجل اصبح حريصاً على تجنب الحروب وصيانة دم الشعوب. لا لانه يريد استخدام آلية ثانية لانهاء الحروب وفرض السلام من خلال البلطجة والعنتريات والتهديد وفرض الشروط بالقوة والبداية اعلنها بكل صلافة ووقاحة انه يريد تهجير ابناء غزة لمصر والاردن بلغة تهديدية فان لن تفعلوا ستتعامل بما هو مناسب. فاميركا وعبر سياساتها الامبريالية قديماً وحديثاً لا تعرف سوى لغة القوة والبطش والترهيب مع الشعوب وهي تحاول وعبر شعاراتها المزيفة التي  تؤطرها بقضايا حقوق الانسان وحق التعبير والديمقراطية وغيرها، لكن اليوم غزة الصمود والعزة والاباء عرت كل هذه الشعارات المزيفة ولم تحترم حتى ابسط حقوق الانسان الغربي في التعبير عن حق حرية الرأي والاكثر من ذلك انها اليوم تطرد الطلبة الجامعيين من جامعاتهم او تسجنهم بسبب دعمهم للقضية الفلسطينية.

ان هذا السلوك الاستعماري القذر المتواطئ مع قادة الكيان الصهيوني المجرمين بكل ما قاموا به من مجازر وحرب ابادة وتدمير هائل لمنازل المدنيين جعلهم شركاء حقيقيين في هذه الجرائم وعليهم ان يتحملوا مسؤولياتهم تجاه ذلك.

لتعلم القيادة الاميركية وسائر الدول الغربية ان مشاركتهم القذرة في حرب غزة كشفت عن وجوههم الحقيقية وفضحت ادعاءاتهم الزائفة بانهم يمتلكون ارقى الحضارات ويحترمون حقوق الانسان وانهم العالم الحر الذي ينشر الديمقراطية في ربوع العالم واذا هم اليوم بما فعلوه في دعم الكيان الصهيوني ظهروا انهم من اكثر ساسة العالم اجراماً واكثر ارهاباً حتى من نتنياهو.

وما سربته صحيفة ايديعوت احرونوت الصهيونية بان نتنياهو يحمل معه 5 ملفات مهمة في زيارته لواشنطن لطرحها على النقاش مع الرئيس الاميركي ترامب، الاول: التوافق على استراتيجية لمواجهة ايران، وهذا ما سيدفن في مهده لان ترامب خبر قدرة الصواريخ الايرانية المزلزلة في عين الاسد وهو يعترف بان ايران تمتلك اقوى قدرة صاروخية في العالم.

أما الملف الثاني فيتعلق بضمان التنفيذ الكامل لصفقة تبادل الاسرى وهذا سيكون خارج السياق لان الطرفين لا يتحملان ضغوط عوائل الاسرى، اذا ارادا المماطلة.

الملف الثالث هو ما يتعلق بضمان اسمرارية الهجمات الاميركية على اليمن، وهذا هو الاخر خارج السياق ايضاً، لان الاساطيل الاميركية قد لاذت بالفرار من قبل من مياه البحر الاحمر تحت ضربات رجال انصار الله.

والملف الرابع يركز على اتساع رقعة عملية التطبيع التي اصبحت وراء ظهورنا لان طوفان الاقصى قد احرقها تماماً.

أما الملف الخامس المضحك والسخيف الذي يدور حول بحث خطة بسط سيادة "اسرائيل" على المنطقة، في وقت بات الشارع الاسرائيلي يسخر من هذه المقولة ويردد "لا مستقبل لاسرائيل".