kayhan.ir

رمز الخبر: 198320
تأريخ النشر : 2024November29 - 20:07

جذوة التصارع من موقد واحد

يعول نتنياهو في منعه وصول السلاح الى حزب الله على الضغوط السياسية اللبنانية والدولية، وهو يرى انه سيتمكن عن طريق اتفاق وقف اطلاق النار في لبنان من تفكيك وحدة ساحات المقاومة، كما ويدور في مخيلته العفنة انه سيبعد حزب الله عمليا عن اي دور له في جبهات الاسناد. واللافت في كلمته بعد القرار انه اشار الى تجميد حرية عمل حزب الله في سوريا، وهو ما لا علاقة له بالاتفاق لا من قريب ولا من بعيد. اذن ما الذي كان يعنيه في هذه الاشارة؟ وهل من باب الصدفة ان تبدأ عمليات عسكرية شمال غربي سوريا الاربعاء الماضي 27 تشرين الثاني /نوفمبر في يوم وقف اطلاق النار مع حزب الله، حيث قامت بها هيئة تحرير الشام بالاشتراك مع فصائل مسلحة تحت عنوان "ردع العدوان"، فكان الرد الروسي هو الاول على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية "ماريا زاخاروفا" التي وصفت قوى الغرب وفي مقدمتها اميركا وبريطانيا بانها تنشر الفوضى في سوريا عبر جماعات مسلحة وارهابية، معتبرة تواجد القوات الاميركية في سوريا داعماً لمجموعات من المسلحين المجرمين الذي يسرقون خيرات سوريا وثرواتها الطبيعية.

ان بدايات هذا التحرك الارهابي ممنهجة مع الغازات الاسرائيلية التي كانت تستهدف معابر شمال لبنان مع سوريا مثل معبر "جوسيه"وكذلك بقصف ستة جسور في حمص. واستمرار التهديدات الاسرائيلية للرئيس بشار الاسد، مما دفع بسماحة قائد الثورة ليبعث السيد لاريجاني بصفته مستشارا سياسيا للقائد الى سوريا قبل اسبوع واجتماعه بالرئيس بشار الاسد، بعد ان تكرر قصف مناطق في سوريا ومنها محاولة اغتيال ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري بقصف منزله في ريف دمشق بصفته قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، ولما باءت محاولات الكيان بالفشل اعطي الضوء الاخضر لهذه العصابات التي عرفها الشعب السوري لسنوات بخلوها من الحس الوطني وكيف انها باعت شرفها لاجندات خارجية وهي لا تهدف سوى اثارة النعرات والخلاف الاسلامي الاسلامي ولا مشكلة لها مع كيان الاحتلال الذي يحتل جزءاً من ارض سوريا وهي جولان المحتلة ولم تنصر الشعب الفلسطيني خلال سنوات نضاله لاسيما حرب غزة لاكثر من عام، ولكنها تسارع الخطى للوصول الى مدن نبل والزهراء والتي كانت هذه المجاميع التكفيرية قد حاصرتها عام 2012 ومنعت الاهالي من التنقل والتزود بالمؤن والغذاء والدواء الى ان استطاعت قوات الجيش السوري مع القوات الرديفة ان تفك الحصار في 3 فبراير من عام 2016. وكان للشهيد القائد قاسم سليماني الفضل الاول في متابعة امور الجبهات العسكرية في نبل والزهراء. والداعم الاول لصمود البلدتين خلال الحصار الذي فرضه التكفيريون.

واليوم يجدد ابناء المقاومة صمودهم في وجه هذه العصابات التي تدعي زوراً وبهتاناً انها تقاتل لاجل الوطن وهي التي بدأت هجومها على مقرات الجيش السوري خلال هذه الايام الثلاثة وقتلت وجرحت الكثير من الابرياء في عملية جبانة باغتوا فيها استراحة الجنود في ثكناتهم مما يدلل على استعدادهم من قبل وجهوزيتهم وما رُسم لهم من مسارات للتحرك السريع وهذا يعكس ان هنالك دعماً لوجستياً وصوراً من الاقمار الصناعية او من طائرات لاستطلاع الارض، وهذا يعكس مدى عمق المؤامرة وضلوع جهات مختلفة في تنفيذها لتغيير خارطة المنطقة كما يحلمون، لكن خسأوا فالمقاومة اليوم بخير وفي عز اقتدارها.