kayhan.ir

رمز الخبر: 166355
تأريخ النشر : 2023March04 - 20:34

طلال عتريسي00 الشراكة بين ايران والصين ناقوس خطر لأميركا

 

أكد الأستاذ في العلوم الاجتماعية والباحث في الشؤون الإقليمية الدكتور طلال عتريسي ان زيارة الرئيس الايراني الى الصين كانت موضع اهتمام ومتابعة من القوى العالمية والاقليمية، مضيفا بأن اي شراكة مع الصين خصوصا من دولة مثل ايران تعتبر ناقوس خطر بالنسبة للولايات المتحدة.

الدكتور عتريسي اعتبر في حوار مع وكالة انباء فارس ان زيارة الرئيس الايراني الى الصين لا تنفصل عن الحرب الروسية ضد الغرب ، كما ان هذه الزيارة تأتي في ظروف الرهان الغربي على اضعاف النظام في ايران عبر الاحتجاجات، لكن  الرئيس الايراني يذهب الى الصين بكل قوة، ما يعني ان ايران اليوم في موقع اقوى ، وان الرهانات السابقة فشلت.

وقال الباحث عتريسي ان الصين وروسيا وايران، الذين يتعرضون للعقوبات يتعاونون اليوم فيما بينهم على المستوى التجاري والمالي، في مشروع استبدال الدولار بالعملات المحلية، وعلى مستوى اضعاف اثر العقوبات بحيث تتنقل ايران من الاعتماد على الاستثمارات الغربية او بيع النفط الى الغرب، او شراء اي قطع غيار من الغرب الى التعاون مع الصين كما فعلت مع روسيا، يعني نحن امام شراكة جديدة استراتيجية من ايران الى روسيا الى الصين.

واضاف : انها زيارة تاريخية، ستمهد لمرحلة جديدة من توازن القوى في غير مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية ، ستمهد لعالم جديد ينهض على المستويات الاقتصادية والاستراتيجية والنفطية وما شابه ذلك، وسيتوسع هذا العالم ليضم دولا اخرى كثيرة

وفيما يلي النص الكامل للحوار:

س: زيارة تاريخية شغلت الاوساط السياسية العالمية ودفعتها لطرح اكثر من سؤال وعرض اكثر من اشكالية، الا وهي زيارة الرئيس الايراني الى الصين، لماذا هذا الترقب والاهتمام بهذه الزيارة، واي رسائل تحملها ؟

الباحث عتريسي:زيارة رئيس الجمهورية السيد ابراهيم رئيسي الى الصين موضع اهتمام ومتابعة من القوى العالمية والاقليمية، نظرا لاهمية الظروف التي تحصل فيها هذه الزيارة.على المستوى الدولي تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الصين عدوا استراتيجيا تريد المواجهة معه لمنعه من ان يكون شريكا في صياغة النظام العالمي الجديد، او خوفا من ان يتفرد في قيادة النظام العالمي المقبل، وبالتالي اي شراكة مع الصين خصوصا من دولة مثل ايران تعتبر ناقوس خطر بالنسبة للولايات المتحدة..ايضا الولايات المتحدة والغرب من خلفها يخوضان حربا مباشرة ضد روسيا، وروسيا تعتبر في المعسكر الايراني _ الصيني ايضا، وهناك اتهامات لايران بأنها تدعم روسيا في هذه الحرب، ما يعني ان زيارة الرئيس الايراني الى الصين لا تنفصل عن الحرب الروسية ضد الغرب، هي تأتي في هذا الاطار, وهي تخدم روسيا بهذه المواجهة.ايضا أوروبا من جهتها التي تقع بين فكي كماشة: الضغوط الاميركية من جهة للالتحاق بسياستها في مواجهة روسيا والصين، ومن جهة ثانية رغبتها في علاقات غير صدامية مع روسيا ومع الصين، وبالتالي الاهتمام الاوروبي بالزيارة الايرانية يذهب في اتجاه الى اين يمكن ان تصل ايران في هذه العلاقة، وهل هذا سيجعل ايران في موقع اقوى في التفاوض النووي او في العلاقة مع الأوروبيين، وهل سيجعل الصين اكثر استعدادا للتعاون مع اوروبا؟ كل هذه الاسئلة تثار بموازاة هذه الزيارة التاريخية للرئيس الايراني الى جمهورية الصين الشعبية".

س: توقيت هذه الزيارة، ما اهميته سيما في ظل تصاعد التوتر الديبلوماسي والسياسي بين ايران واميركا واوروبا، والى اي حد هذه الزيارة تشكل تحدي للغرب في ظل الانهيار الاقتصادي الذي يعيشه؟

الباحث عتريسي: الزيارة تأتي في ظرف من التوتر بين ايران وبين الاوروبيين والامريكيين من جهة على مستويين ، المستوى الاول: تعثر المفاوضات النووية والصغوط التي تمارس من الجانب "الإسرائيلي" لمنع التقدم في هذا الاتفاق، والضغوط التي تمارس من الداخل الاميركي من الكونغرس، وارتباك ادارة بايدن في التعامل مع هذا الاتفاق. اذن النقطة الاولى هي التوتر بين ايران وبين الغرب في موضوع العودة الى الاتفاق النووي هذا من جهة... من جهة ثانية الزيارة تأتي في وقت الرهان الغربي والاقليمي على الاحتجاجات الشعبية في داخل ايران، والرهان على اضعاف قدرات النظام التفاوضية، اذا لم يكن الرهان على اسقاط النظام، وقد بذلت من اجل ذلك الكثير من البرامج والدعايات والتغريدات والاموال لتضخيم حجم هذه الاحتجاجات، ولاضعاف موقف النظام وارباكه في اي مفاوصات ممكنة...اليوم وقد انتفت تقريبا هذه الاحتجاجات، وتراجع الرهان عليها حتى من الداخل "الإسرائيلي" هناك كلام واضح ان هذه الاحتجاجات لم تصل الى الغاية المطلوبة، في هذه الظروف ظروف الرهان على اضعاف النظام يذهب الرئيس الايراني الى الصين بكل قوة، ما يعني ان ايران اليوم في موقع اقوى ، وان الرهانات السابقة فشلت، وهذا سيطرح على الحكومات الغربية كيف ستتعامل مع ايران بعد الزيارة الى الصين، هل ستبقى تراهن على التخريب من الداخل وعلى الفتن الداخلية، ام انها ستتعامل مع الامر الواقع وانها ستخسر ايران لان ايران ستنقل الملفات النفطية والاقتصادية والتنموية وكل ما له علاقة بهذه المجالات للتعاون مع الصين، التي ستكون الشريك التجاري الاول لإيران كما قال الرئيس الايراني هذا تحدي كبير بالنسبة لاوروبا وخسارة كبيرة بالنسبة لها والتي ذهبت في المرحلة الماضية الى رهانات خاسرة، والى رهانات تنسجم مع الرغبات الاميركية و"الاسرائيلية".

س: تستخدم الادارة الاميركية السلاح الاكثر ضراوة وفتكا باقتصادات الدول الا وهو العقوبات الجائرة، معتبرة ان هذا السلاح من شأنه ان يخضع الدول لها، كيف يتعامل المحور العالمي الجديد (ايران روسيا الصين) مع هذه العقوبات وما تأثير التعاون بين الدول الثلاثة لكسر هذه الهيمنة المتسلطة العالمية؟

الباحث عتريسي: تحصل الزيارة في اطار مواجهة العقوبات الأميركية السلاح الاقوى اليوم في يد الادارة الاميركية، العقوبات المفروضة على الصين وعلى روسيا وعلى ايران وعلى دول اخرى، لكن هذا المحور الذي يتعرض للعقوبات يتعاون اليوم فيما بينه على المستوى التجاري والمالي، مشروع استبدال الدولار بالعملات المحلية، وعلى مستوى اضعاف اثر العقوبات بحيث تتنقل ايران من الاعتماد على الاستثمارات الغربية او بيع النفط الى الغرب، او شراء اي قطع غيار من الغرب الى التعاون مع الصين كما فعلت مع روسيا، يعني نحن امام شراكة جديدة استراتيجية من ايران الى روسيا الى الصين، يعني القوى الصاعدة في العالم وفي الاقليم، وهذا سيضعف تأثير العقوبات على الاطراف الثلاثة، وهذا سيمهد لتشكيل اقليمي اوسع ستنضم اليه دول اخرى من الهند وباكستان وحتى دول عربية ودول الخليج (الفارسي)..هذه الزيارة تأتي في إطار مشروع الصين لطريق الحرير، وبالتالي يمكن ان نقول بكل واقعية انها زيارة تاريخية، ستمهد لمرحلة جديدة من توازن القوى في غير مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية ، ستمهد لعالم جديد ينهض على المستويات الاقتصادية والاستراتيجية والنفطية وما شابه ذلك، وسيتوسع هذا العالم ليضم دولا اخرى كثيرة لم تعد تثق بالولايات المتحدة الاميركية، ولم تعد ترغب بالهيمنة الاميركية، هذه الزيارة ستكون محطة يمكن ان نقول "ما قبل هذه الزيارة" و" ما بعد هذه الزيارة".