العراق وجوهر الخلاف بين الاطار والتيار
يرى خبراء ومراقبون ان الخلاف الاساسي بين التيار الصدري والاطار التنسيقي يكمن في نظرتيهما المختلفة حول موضوع حل البرلمان والانتخابات المبكرة.
ويقول قادة في تحالف الفتح ان حل مجلس النواب يجب ان يكون بقرار وطني لابقرار حزبي أو جهوي؛ فهناك سنة وهناك كرد وهناك شيعة يجب ان يتفقوا على هذا القرار.
ويشير قادة في تحالف الفتح الى ان هذا الموضوع هو جوهر الخلافات بين الاطار والتيار، موضحين ان الاطار يؤكد على ان حل البرلمان يجب ان يكون وفق السياقات الدستورية القانونية.
ويرفض الاطار التنسيقي اشراف الحكومة الحالية على الانتخابات المبكرة، مؤكداً على ضرورة تشكيل حكومة جديدة ينتخبها البرلمان، لتعتني بإدارة الانتخابات المبكرة اذا تم الاتفاق على الانتخابات المبكرة.
ويقول قادة في تحالف الفتح ان الذهاب الى الانتخابات المبكرة يجب ان يتم بعد تغيير مفوضية الانتخابات وتغيير قانون الانتخابات الحالي.
ويؤكد قادة في تحالف الفتح ان الاطار التنسيقي ليس لديه مشكلة مع الانتخابات المبكرة فقد كان هذا المطلب، مطلب الاطار التنسيقي بالاساس والذي طرحه بعد اعلان تزوير الانتخابات، فأهلاً ومرحباً بالانتخابات المبكرة؛ اذا اتفق عليها جميع العراقيين.
ويرى باحثون سياسيون ان الأداء السياسي للتيار الصدري ليس مقنعاً، فقد دخل التيار الصدري البرلمان وفجأة خرج منه، وفجأة عاد، وفجأة أراد انتخابات جديدة.
ويضيف باحثون سياسيون ان التيار الصدري يرى نفسه مهندس قانون انتخابات وهو يتحكم بالدولة وهي حكومة الكاظمي وأرجئت الانتخابات في ظل الحكومة.
ويؤكد باحثون سياسيون ان هذه التصرفات تجعل منتقدي التيار يفقدون قناعتهم بأن تتمكن سياسة هذا التيار من اخراج العراق من الازمات أو تحل مشاكله السياسية او تستطيع ان تدير صراع سياسي.
ويوضح باحثون سياسيون ان عدم استطاعة التيار الصدري ادارة صراعاً سياسياً، يجعله عاجزاً عن ادارة التعددية العراقية خاصة ان التيار يميل في بعض خطاباته الى أحادية قاسية.
ويبين باحثون سياسيون ان اداء التيار الصدري السياسي لايحقق مشروعية ومقبولية لادارة دولة معقدة الى هذه الدرجة بتعددياتها الحزبية والعرقية والقومية والسياسية.
فيما يعتبر مراقبون سياسيون ان الاطار التنسيقي كان هو من عطل عملية تشكيل حكومة لأكثر من 9 أشهر ولم يتمكن الطرفان الكرديان من الاتفاق على ترشيح رئيس جمهورية.
ويؤكد مراقبون سياسيون ان هنالك شارعاً غاضباً ثائراً معتصماً في ظل درجة حرارة عالية ولايمكن ان يكون مثل هذا الاعتصام من قبل كتل سياسية تريد ان تشكل حكومة بكسر الارادات.
ويقول مراقبون سياسيون ان استراتيجية التظاهرات دائماً تعتمد على رسائل ايجابية وسلبية ومن الواضح ان رسائل هذه التظاهرات سلبية خصوصاً من الطرف الذي يحلم أن يشكل حكومة، في حين ان هنالك جمهور قد يوسع ساحة التظاهرات ويصل الى جميع المحافظات.
كيف سينتهي المشهد العراقي في ظل التظاهرتين الشعبيتين لكل من التيار الصدري والتنسيقي؟
هل سقط نهائياً خيار الحوار بين الطرفين بدل اللجوء الى الشارع لفرض المطالب؟
ماذا يعني تعدد الطروحات الخاصة بحل البرلمان والانتخابات المبكرة، وما الذي سيتغير معها؟
هل ما يحصل في الشارع الآن هو الفرصة الاخيرة امام الجميع وماذا بعدها؟
العالم