kayhan.ir

رمز الخبر: 152514
تأريخ النشر : 2022June21 - 20:18

"اسرائيل" تتفكك خطوة بعد أخرى

 

مهدي منصوري

لو عدنا الى الذاكرة وقبل مجيئ حكومة "بينيت" بدلا عن حكومة نتنياهو تتداعى لدينا ان الوضع السياسي والامني كان على غير ما يرام خاصة وان التظاهرات اليومية التي كانت تخرج ضد رئيس الوزراء آنذاك ضد نتنياهو والمطالبة بمحاكمته على ملفات الفساد وغيرها وكذلك تعاظم المد الفلسطيني المقاوم والذي كان له الدور الفعال في زعزعة واستقرار الحكم آنذاك وغيرها من العوامل الاخرى ولذلك فان حكومة "بنيت" بعد ائتلافه مع لابيد لم يكن تحالفا استراتجيا بل هو مرحلي هدفه ابعاد نتنياهو عن الحكم لكي لا يسوء الوضع  السياسي والامني بحيث يصل الى الانهيار كما كانت تشير اليه اغلب التحليلات التي ينشرها الاعلام  الصهيوني آنذاك.

واليوم والكيان الصهيوني بعيش ازمة حادة على الصعيدين السياسي والامني وانتهاء مدة "بينيت" المحدد لكي يحول رئاسة الوزراء الى "لابيد" حسب الاتفاق بينهما عند تحالفهما. الا ان الاوضاع وحسب ما يظهر في الصحافة  الصهيونية لم يكن سهلا ولذا استجد الامر بالحديث عن انتخابات مبكرة وهو ما يعارضه الكثيرون لانهم جربوا ذلك اربع مرات وقد علق المحلل السياسي في "القناة 12" امنون ابروموفيتش بالقول "انه  وباسلوب  الانتخابات  الحالي فاننا نذهب  عمليا الى تفكيك اسرائيل خطوة تلو الاخرى". وتابع بالقول: عندما نتحدث عن تغيير اسلوب الانتخابات لا يتحدث  تقنيا او تكنيكيا بل ابعد من ذلك، لقد كنا مع 4 جولات ونسير الى الجولة الخامسة، مشيرا ان هناك شعارا يقول "اذا  قمت مرة تلو الاخرى بتجربة الشيء نفسه وتتوقع بنتيجة مختلفة فانه لا يحصل ذلك"، وبنفس الوقت وعلى نفس المنوال فان وزير المالية الصهيوني "افيغدور ليبرلمان" قال: "ان هدفنا منع نتنياهو من الوصول مجددا الى سدة الحكم" مما يعكس ان الصراع السياسي داخل الكيان الصهيوني محتدم جدا وقد يتجه الى الصدام الذي سيصل بالكيان الى الانهيار خاصة امام حالة التفكك هذه.

وامام هذه الصورة الضبابية التي يعيشها الكيان الصهيوني والوقوف امام مفترق طرق صعب جدا لان تحديد الصورة القاتمة للحكم القادم  خاصة واليوم فان الكيان الصهيوني يحتاج الى الاستقرار  السياسي انتظارا لما ستسفر  عنه زيارة بايدن الى الرياض ومن المؤمل ان يعبد الطريق امام تطبيع السعودية مع الكيان الغاصب. كثمن للاعتراف الاميركي بشرعية تولي ولي العهد محمد بن سلمان للعرش في المملكة.

اذن وفي نهاية المطاف وفي قراءة سريعة للوضع داخل الكيان الصهيوني تؤكد انه يتجه نحو التفكك وقد سبق وان حذر رئيس الوزراء "بنيت" من ان كيانه ذاهب الى الانهيار والذي تؤكده اغلب التقارير والتحاليل الخبرية. وان تحركات بايدن من اجل تثبيت هذا الكيان وامام هذه الاوضاع ستبوء بالفشل الذريع لان الوضع الصهيوني قد خرج عن اطار المألوف  خاصة وان المقاومة الفلسطينية الباسلة اخذت تستخدم اساليب حديثه استطاعت من خلالها ان  تؤوق ليس قادة الكيان من السياسيين والعسكريين فحسب بل وصل فيه الى قطعان مستوطنيه ومن يعيشون في هذا الكيان. وكما قيل ان الايام  القادمة ستكون حبلى بالمفاجات.