kayhan.ir

رمز الخبر: 145294
تأريخ النشر : 2022January23 - 21:21

الخنوع السعودي امام لبنان

ما حدى مما بدا حتى يسارع وزير الخارجية الكويتي احمد ناصر الصباح لزيارة بيروت وكان لسان حاله يقول طبعا ليس باسم الكويت فقط بل باسم دول مجلس التعاون وعلى رأسها السعودية وهكذا الموقف العربي والدولي الذي يغطي كعادته مواقفهم الهزيلة والمخزية باننا مستعدون لاعادة العلاقات مع لبنان ودعمه لكنه في نفس الوقت يطلب من لبنان القوي والشامخ بمقاومته ان لا يكون منصة للعدوان اللفظي عليهم وبالطبع يقصد السعودية بالذات وملكها الذي هو من فتح النار وبدأ العدوان اللفظي على المقاومة واليوم نراه يستسلم امام هذا الواقع ويتراجع وكأنه يطالب بوقف اطلاق النار. واما بقية حديث الوزير الكويتي مثلا ان يفي لبنان بتعهداته وانه قدم افكارا مقترحة لبناء الثقة مجددا مع لبنان هو للاستهلاك المحلي والتغطية على الخنوع والتراجع السعودي الذي خسر جميع اوراقه في لبنان لدرجة ان جماهير تيار المستقبل الحليف التاريخي للمملكة اصبحت تشتم السعودية ومحمد بن سلمان وسط بيروت ولم يبق في لبنان حليف او اداة للسعودية سوى المجرم الارهابي سمير جعجع.

وتعتبر زيارة الوزير الكويتي للبنان هي اول زيارة لمسؤول خليجي رفيع بعد ثلاثة اشهر من تفجير السعودية للازمة مع لبنان على خلفية تصريحات قرداحي قبل توزيره حول الحرب على اليمن. لكن مع مرور الايام كشفت السعودية ومن والاها من دول مجلس التعاون خطاها التاريخي الفادح بحق لبنان واذا ما استمروا في بغيهم وحربهم الاقتصادية الظالمة ضده سيخسرون كل شيء في هذا البلد لذلك أراد الوزير الكويتي من زيارته التي هي بايحاء سعودي ان يلبسها ثوبا دبلوماسيا حتى يغطي على فضيحة التراجع امام الصمود اللبناني وعدم خضوعه للشروط السعودية وهذا بحد ذاته انتصار آخر للبنان بفضل وجود مقاومته الاسلامية التي غيرت موازين القوى في المنطقة.

لكن وكما بدانا حديثنا ان الذي استجد في المشهد من تطورات ساخنة في الساحتين الاقليمية والدولية هو الذي اربك دول مجلس التعاون وعلى راسها السعودية التي اوفدت وبشكل مفاجئ مبعوثا لبيروت بهدف اعادة المياه الى مجاريها مع هذا البلد. ويعتقد الكثير من الساسة والمراقبين ان الانسحاب المذل والمدوي الاميركي من افغانستان هز اركان الدول العربية التي تدور في الفلك الاميركي خاصة دول مجلس التعاون التي اصبح ظهرها مكشوفا وايقنت تماما بانها لا تستطيع ان تعتمد على اميركا التي سرعان ما تتخلى عن حلفائها وادواتها في اللحظة الحرجة.

اما العامل الثاني الذي دفع دول مجلس التعاون للتراجع امام لبنان هو عملية "اعصار اليمن" التي لم تهز اركانها فقط بل هزت اركان الكيان الصهيوني الذي سمع عويله واستغاثته في وقت انها ترجو منه الحماية كالذي يتشبث بالعشب.

اما العامل الثالث هو التراجع الاميركي امام ايران الذي يجري على استحياء داخل دهاليز فيينا لاحياء الاتفاق النووي والقضاء على العقوبات الظالمة وانهائها وهذه رسالة واضحة لدول مجلس التعاون بانه لا جدوى من عقوباتكم وحربكم التجويعية على لبنان فان لم تتداركوا امركم فليس هناك من يحميكم من المخاطر المستقبلية؟!