تزوير الانتخابات ليس عراقيا !
مهدي منصوري
اجمعت الاوساط السياسية والشعبية وعلى كل المستويات ان حالة اللغط والارباك التي رافقت ظهور نتائج الانتخابات قد دبرت مؤامرتها بليل وفي الدوائر المعادية لوحدة الشعب العراقي والعملية السسياسية الحالية.
وبدأت تنكشف خيوط المؤامرة التي ساهمت فيها اطرافا خارجية وداخلية وكما جاء في بيان احدى الكتل السياسية بالقول ان "اربع جهات خارجية وهي اميركا وبريطانيا وممثلة الامم المتحدة بلاخارست والامارات بالاضافة الى اطرافا داخلية ساهمت في تزوير نتائج الانتخابات"، وفيما اذا اقرت ستدخل العراق في نفق مظلم وتذهب به الى الدمار وتساهم في تمزيق وحدة العراق ارضا وشعبا.
ومن الطبيعي ان يحدث التزوير لان المركز الالكتروني الذي يخرج النتائج (السيرفر) قد وضع في الامارات وان المركز لايسمح لاي عراقي ان يدخل فيه بل يدار من قبل الاميركان وحدهم ، وبعبارة واضحة ان نتائج الانتخابات بيد اميركا وتتلاعب فيها كيفما تريد وبما يحقق اهدافها الاجرامية . ولذلك فان حالات الرفض والاعتراض على نتائج الانتخابات جاء من قبل جميع الكتل السياسية العراقية بكل مكوناتها مما يعكس ان التزوير الاميركي قد وصل حدا لايطاق ولايمكن القبول به.
ولابد ان نشير وفي قراءة سريعة الى موقف بلاخارست الموظفة الاميركية بشكل مطلق وبناء على ماذكرته بعض الاوساط الاعلامية والسياسية فاان بلاخارست تحمل سجلا اجراميا اسود اذ هي التي اعطت اوامرها بتنفيذ مجزرة العرس في الحويجة عندما كانت وزير دفاع هولندا مما جعل اميركا ان تستغل هذه الحادثة فعينتها ممثلة للامم المتحدة في العراق شريطة ان تلتزم حرفيا باوامر السفارة الاميركية في بغداد مقابل حمايتها من الملاحقة القانونية كمجرمة حرب، بالاضافة الى ذلك والذي لابد من الاشارة اليه ان تاريخ التدخل الاميركي في الانتخابات لم يقتصر على العراق وكما اشارت بعض الاوساط الاعلامية ان السفارة الاميركية في اميركا اللاتينية كانت تتعمد الى التدخل في الانتخابات وتزويرها بطريقة سهلة اكتشافها من اجل خلق ازمات يصعب السيطرة عليها وقد نجحت بهذا الاسلوب فوسعت تطبيقاته واعتبرته سلاحها السري الفتاك وهومانشهده اليوم في العراق.
ولدا ومما تقدم يكشف ان كل التحذيرات والاشارات التي سبقت الانتخابات والتي صدرت من القوى الوطنية العراقية المعادية للوجود الاميركي كانت تؤكد الحذر من التدخل السلبي الذي ستمارسه اميركا في العراق من اجل ابقائه يعيش في ظل ازمات متتابعة ومختلفة امنية واقتصادية وسياسية وغيرها ليفتح لها ملاذا امنا للسيطرة واستمرار بقائها على الارض العراقية .
ولكن والذي لابد ان يعلمه الاميركان ان ماقاموا به من تزوير متعمد للانتخابات لايمكن ان تمر مرور الكرام ولاينبغي التغاضي عنه بل ان الشعب العراقي بمقاومته الباسلة والشجاعة والتي كانت السبب الاساس في اكتشاف المؤامرة الاميركية فانها لايمكن ان تعطي الفرصة مرة اخرى لاميركا للعبث بامن واستقرار العراق، بل ستكون النهاية للوجود الاميركي والى الابد.
وكشف المؤامرة الاميركية اثبت ان الشعب العراقي لايمكن ان ينخدع او ينساق وراء الارادات الاميركية والصهيونية والخليجية والاعداء في الداخل بل سيقف صامدا كالاسد الاشم محافظا على وحدته وسيادته مسترشدا بمرجعيته الدينية المتمثلة بالسيد السيستاني (حفظه الله) من اجل اعادة الاوضاع الى نصابها وان يكون العراقيون هم الذين يرسمون خريطة حياتهم لا اعداؤهم الحاقدون.