13 يوما من التحرر رغما عن الاحتلال تختتم بموقف انساني
أعلن الاحتلال الاسرائيلي فجر يوم الاحد إعادة اعتقال الأسيرين المتحررين من سجن جلبوع أيهم كممجي ومناضل نفيعات في مدينة جنين شمال الضفة الغربية بعد اشتباكات مع شبان المدينة، كما اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين ساعدا الأسيرين، ووضعت القبة الحديدة في حالة تأهب تحسبا لإطلاق صواريخ من قطاع غزة.
مدينة جنين عاشت ليل ساخنا تمثل باشتباكات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي التي اقتحمت المدينة بهدف اعتقال الاسيرين المتحررين من سجن جلبوع قبل نحو اسبوعين، وتصدى شباب المدينة لقوات الاحتلال بالرصاص في أكثر من حي، إلا أن قوة كبيرة من الاحتلال اجتاحت جنين، وحاصرت المنازل فيها.
بعد ذلك اعلن الاحتلال فجرا إعادة اعتقال الأسيرين أيهم كممجي ومناضل نفيعات، وبانه اعتقلهما أحياء وارسلهما إلى التحقيق. كما تحدثت وسائل إعلام عبرية عن اعتقال شخصين ساعدا الأسيرين، فيما قالت قناة "ريشت كان" العبرية إن الأسيرين كانا في منزل واحد وتم اعتقالهما بدون أي مقاومة.
من جهته أكد فؤاد كممجي، والد الاسير المتحرر، أيهم كممجي، أن ابنه هاتفه قبل اعتقاله وأبلغه أنه سيسلم نفسه لقوات الاحتلال حرصًا على حياة المواطنين في المنزل الذي كان بداخله، وحفاظا على حياة الفلسطينيين في المنطقة، وهو ما يثبت انسانية هؤلاء الاسرى وعدالة قضيتهم، في مقابل اجرام الاحتلال وعنجهيته.
الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، وجه التحية الكبيرة والتقدير العظيم، لأبطال نفق الحرية في سجن جلبوع الذي أثبتوا قدرة الفلسطيني على الفعل المقاوم في كل الظروف وفي كل الأدوات.
وقال قاسم في تصريحات صحفية، صباح اليوم الأحد، "إنه بالرغم من إعادة اعتقال أبطال نفق الحرية، ستبقى هذه العملية دليلا دامغا على هشاشة وضعف المنظومة الأمنية الصهيونية وعدم صمودها أمام إرادة المقاتل الفلسطيني".
وأضاف "ما فعله الأسرى الستة كان بطولة عظيمة، وجهاد كبير، وإنجاز عظيم سيسجل بأحرف من نور في سجل جهاد ونضال شعبنا الفلسطيني.
وشدد على أن كتائب القسام ستفي بعهدها ووعدها بأن يكون أبطال عملية نفق الحرية الستة على رأس صفقة التبادل، وأن يخرجوا مرفوعي الرأس من سجون الاحتلال، وأن يفتح السجان بنفسه أبواب زنزانتهم.
وأكد أن العمل على تحرير الأسرى من سجون الاحتلال سيظل على رأس أولويات المقاومة، وهو ما يلتقي مع تصريحات والد الاسير ايهم كممجي الذي اعرب عن اعتقاده التام بأن المقاومة هي الجهة الوحيدة التي تقف بجانب الاسرى.
وتمكن الاسرى ايهم كممجي ومحمود العارضة، ومحمد العارضة، وزكريا الزبيدي، ويعقوب قادري، ومناضل نفيعات من انتزاع حريتهم من سجن "جلبوع"، بداية الشهر الحالي، عن طريق نفق حفروه، في عملية بطولية اذهلت الكيان الاسرائيلي ومنظومته الامنية، وهزته من الداخل وجعلته يرقص كالمذبوح.
فسجن جلبوع كان يسمى "الخزنة" داخل كيان الاحتلال لشدة وكثرة المنظومات الامنية والحراسة داخله وحوله، ولذلك فسلطات الاحتلال كانت مطمئنة ومتأكدة ان هذا السجن لن يفكر احد بالفرار منه اصلا، ولكن هؤلاء الابطال الستة كسروا هذه القاعدة وخرقوها، عبر نفق لم يفهم الاحتلال كيف تم حفره ولماذا لم يحس حراس الامن عليهم ولم يشكوا بهم وما اذا كان هناك من تعاون معهم من الاسرائيليين او اخذ رشاوى منهم.
سلطات الاحتلال استنفرت كل قواتها الامنية والشرطية والاستخباراتية ورفعت مستوى التأهب الامني الى الدرجة القصوى، ونصبت حواجز امنية وتفتيش وشنت حملة مداهمات في القرى التي يتحدر منها الاسرى، بل وانها اقدمت على اعتقال اخوة بعض الاسرى والتحقيق معهم في محاولة للضغط على الاسرى لتسليم انفسهم او توتيرهم لدفعهم الى كشف اماكنهم.
وبعد 5 ايام من البحث والاستنفار والجنون اعلن كيان الاحتلال عن اعتقال اثنين منهم فجرا، ليعلن بعدها بساعات اعتقال اسيرين اثنين آخرين.
الفصائل الفلسطينية بكافة اطيافها اعلنت دعمها للاسرى بصورة عامة وللمتحررين الستة بصورة خاصة، وحملت الاحتلال مسؤولية الحفاظ على حياتهم، وهددت بحرب وانتقام في حال اقدام الاحتلال على جريمة بحقهم، وخرج الاهالي في قطاع غزة في مسيرات وفعاليات عى الحدود مع الاحتلال واطلق بالونات في الهواء تحمل صور الاسرى الستة.
انتزاع الاسرى حريتهم هز كيان الاحتلال ومنظومته الامنية الهشة، واعتقالهم ايضا هزه مرة اخرى ، وختامها كان صورة انسانية رائعة رسمها الاسير ايهم كممجي.