kayhan.ir

رمز الخبر: 134744
تأريخ النشر : 2021July18 - 20:12

الحرب الأميركية الشيعية

 

د. نسيب حطيط

يعانى المسلمون الشيعة تاريخياً من الاضطهاد والتكفير والملاحقة والتشتيت وتعرضهم لحروب دينية وسياسية وعسكرية  رسمت لهم حياة مليئة بالقلق وعدم الاستقرار ولم يعرفوا الراحة او الامان… لكنهم تميزوا بصلابة العقيدة والصبر وتحمل الشدائد والارتقاء الفقهي والفكري والفلسفي وتميزوا بالقوة والشجاعة والثبات على المبادىء على مستوى الافراد او الجماعة .

ان مشروع شيطنة الشيعة المعاصر بدأ منذ بدء الحراك الاسلامي الشيعي العالمي منذ سبعينيات القرن الماضي بقيادة الثلاثي العلمائي (الامام الخميني والامام باقر الصدر والامام موسى الصدر  في الساحات الثلاث الايرانية والعراقية واللبنانية (لقب الامام لقب معاصر يستخدمه بشكل خاص الشيعة في لبنان وايران).

لقد شعرت المخابرات الاميركية واذرعها بخطورة هذا الحراك الاسلامي الشيعي الثوري الذي يتمايز عن بقية المذاهب الاسلامية التي يحكمها الملوك والرؤساء ويقودها فقهيا العلماء الذين تعينهم السلطة الحاكمة بما يعرف بوعاظ السلاطين فبادرت في نفس العام تقريبا الى القضاء على اثنين من رواد الحركة السياسية الشيعية فاختطفت الامام موسى الصدر مع اخويه في ليبيا في شهر آب 1978 بواسطة الرئيس الليبي معمر القذافي وتواطؤ جهات لبنانية وفلسطينية ثم اغتالت الامام الشهيد محمدباقرالصدر في نيسان 1979 اي بعد حوالي ثمانية اشهر فقط واستطاع الامام الخميني الانتصار بالثورة في ايران واسقاط الشاه بين تاريخي الخطف والاغتيال وانتصرت الثورة في شباط 1979 وبدأت المواجهة مع المشروع الاميركي الاسرائيلي بشكل ساخن وحار بالتلازم مع الصراع الفكري العقدي.

يعاني المسلمون الشيعة من خطر المشروع الاميركي الذي يحشد كل العالم لمواجهتهم وحصارهم والقضاء عليهم عسكريا واقتصاديا وفكريا لاسباب عدة ومنها :

-التمسك بمشروع تحرير فلسطين وعدم الصلح في الوقت الذي تصالح اغلب المسلمين السنة بما فيهم الفلسطينيون مع العدو الاسرائيلي وتوغلوا في عمليات التطبيع والتعاون والتحالف والانفتاح الكامل ولم يبق الا المسلمون الشيعة يرفضون الاستسلام والتطبيع والتنازل عن القدس ويرفضون صفقة القرن ويعرقلون تقسيم العالم العربي من بوابة مقاومة الربيع العربي وافشاله في سوريا والعراق ولبنان حتى الآن.

-الدور السياسي والعسكري الشيعي الذي ساهم بايقاظ روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ودخول روسيا في سبات عميق امتد اكثر من ثلاثة عقود (منذ العام 1990حتى 2015 تاريخ التدخل الروسي في سوريا) حيث نجحت الجمهورية الاسلامية والمmقاوwمة في لبنان بمشاغلة اميركا بشكل منفرد طوال ثلاثة عقود وافشلت مشاريعها على مستوى تصفية القضية الفلسطينية او المmقاwومة في لبنان وكذلك مشروع اسقاط الثورة في ايران اثناء الحرب العراقية التي شنها صدام حسين بايعاز اميركي وتمويل عربي والتي اهلكت المسلمين الشيعة على المستوى البشري حيث بلغت الخسائر من الايرانيين والعراقيين حوالي المليونين من الضحايا وملايين الجرحى بالاضافة للخسائر المادية واستنزاف الثروات مع الاشارة بأن اغلبية الضحايا من الطرفين كانوا من المسلمين الشيعة !!.

استسلم اغلب العرب واغلب المسلمين وتصالحوا مع العدو الاسsرائيليi الا المسلمين  الشيعة دولا واحزابا وافرادا ومرجعيات دينية لا يزالون يرفعون راية تحرير فلسطين والقضاء على الغدة السرطانية والشر المطلق .. (اسرائيل)..وهم يكشفون عورات الجميع ونفاقهم وخداعهم وتآمرهم ..ويفشلون المشروع الاميركي ..لذا لا بد من تأديبهم وحصارهم وقتلهم!

طوال اربعة عقود تشن اميركا حروبها على الشيعة في ايران حصارا وتشويها وفتن واما في العراق المذبوح دائما فمن توحش البعث العراقي الى الحرب العراقية على ايران الى غزو الكويت ثم الغزو الاميركي المتوحش للعراق والذي لا يزال مستمرا والجنائز لا تتوقف ..

ثم التفجيرات الانتحارية العربية والمتعددة الجنسيات الاسلامية ثم غزوة داعش الكبرى واحتلال جزء من العراق ثم لبنان وتعرض المناطق الشيعية في الجنوب والضاحية للاجتياحات المستمرة ثم الى سوريا وبعدها اليمن والبحرين والسعودية ..وماكينة القتل المتوحش الاميركية لا تتوقف.

تتهم اميركا الاسلام السياسي الشيعي بمسؤولية التصحر الاميركي في الشرق الاوسط وتهديد اسرائيل وجوديا وتقزيم الدور السعودي والخليجي الذي يمثل اذرع اميركا في المنطقة ولذا فان اميركا تعمل للقضاء على هذه القوة الشعبية العقائدية المسلحة التي استطاعت الانتصار على المشاريع الاميركية او على الاقل الصمود في وجهها وعرقلتها ومشاغلتها .

الحرب الاميركية_الشيعية لن تتوقف وستزداد سخونة حتى يقتنع الاميركيون بوجوب المهادنة او المساكنة لعجزهم عن الانتصار ولتقليل خسائرهم ..