kayhan.ir

رمز الخبر: 134682
تأريخ النشر : 2021July17 - 20:17

زيارة الوزير علوي للعراق.. و"ضجيج" الإعلامين الاميركي والمتأمرك

 

أمين أمين

الزيارة التي يقوم بها وزير الامن الايراني محمود علوي الى العراق ولقائه كبار المسؤولين فيها، أثارت كما كان منتظرا حفيظة، اميركا والانظمة الدائرة في فلكها في المنطقة، وكذلك المأتمرين بأوامرها في الداخل العراقي، كما ظهر ذلك جليا في التغطية الاعلامية والصحفية، لوسائل الاعلام والصحف والمواقع الالكترونية التابعة للمحور الاميركي، لهذه الزيارة، حيث اسقطت هذه الجهات عليها، اهدافا لم ولن تخطر حتى ببال  الضيف الايراني والمضيف العراقي.

الفضائيات الاميركية الناطقة بالعربية مثل "الحرة"، والفضائيات السعودية والاماراتية كـ"العربية" و "الحدث" و "سكاي نيوز" ، والفضائيات "العراقية" الممولة بالمال السعودي والاماراتي وبالمال العراقي الذي نهبته عائلة الطاغية صدام، كـ"الشرقية" واخواتها، جندت كل امكانياتها، من اجل التشويش على الزيارة، ومحاولة اخراجها من سياقها الطبيعي كزيارة عادية يقوم بها مسؤول امني ايراني لدولة جارة شقيقة لايران، تربطها علاقات سياسية واجتماعية واقتصدية تاريخية، بالاضافة الى العلاقات الامنية، وهي علاقات رسختها التهديدات الارهابية، التي يتعرض لها البلدان، بسبب تواجد القوات الاميركية، والجماعات التكفيرية التي تأتمر بأمرها وفي مقدمتها "داعش".

من الواضح ان اميركا، ترفض رفضا قاطعا اي علاقة وثيقة بين بلدان المنطقة، لا تحسب حسابا لأمن ومصلحة "إسرئيل"، فكل علاقة بين دول المنطقة، لا تأخذ بنظر الاعتبر "إسرائيل"، هي علاقة يجب محاربتها وتشويهها وخلق العقبات امامها بهدف افشالها، كما هي العلاقة التي تربط ايران بالعراق وسوريا ولبنان واليمن، مثل هذه العلاقات هي مستهدفة اميركيا، وبالتالي مستهدفة من قبل اذيالها في المنطقة، مثل السعودية والامارات والبحرين و..، وكذلك من قبل مرتزقتها وعملائها في الداخل العراقي.

اما العلاقات التي تقوم على "مصلحة اسرائيل" وعلى "أمن اسرائيل"، فهي علاقات، ليست محببة من قبل اميركا فحسب، بل هي مطلوبة، بل ان اميركا تحاول فرضها بالقوة على جميع دول المنطقة، كما هي علاقات عرب التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، لذلك تجند اميركا واذيالها كل امكانياتهم الاعلامية، لتسويقها على انها علاقات طبيعية وعادية، بل تحاول تسويق الزيارات التي يقوم بها زعماء الكيان الاسرائيلي الى دول عرب التطبيع، وفي مقدمتهم رؤساء الاجهزة الامنية الاسرائيلية وفي مقدمتها الموساد، وكذلك زيارات مسؤولي الانظمة العربية المطبعة الى "اسرائيل"، والتوقيع على اتفاقيات امنية وعسكرية، لا مصلحة فيها للعرب والمسلمين، على انها زيارات "ودية" و "تخدم السلام والامن والاستقرار والتقدم" في المنطقة!!.

من المؤكد ان زيارة وزير الامن الايراني محمود علوي الى العراق، ولقائه برئيس الجمهورية العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ومستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي، ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ورئيس جهاز الأمن الوطني العراقي عبد الغني الأسدي، هي زيارة "مرفوضة اميركيا"، الا انها في المقابل مرحب بها عراقيا، فأمن العراق من أمن ايران، وأمن ايران من امن العراق، ولا يمكن شطر أمن الجانبين ، مهما حاول اعداء البلدين، فالعراق لا يمكن ان يربط امنه ببلد يبعد عنه الاف الكيلومترات، ولا يتحرك الا على ضوء المصلحة الاسرائيلية، ويتخلى عن بلد ارتبط به جغرافيا وتاريخيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ودينيا ومذهبيا.

العراقيون والايرانيون، عمّدوا علاقتهم التاريخية بالدم، ولن تنفع اميركا واذيالها، عويلهم ونياحهم، فالدم الايراني الذي اختلط بالدم العراقي، في مواجهة صنيعة اميركا و"اسرائيل" والسعودية، "داعش"، هو الذي سيصون هذه العلاقة الى الابد، وما الزيارة التي قام بها الوزير علوي لمكان استشهاد قائدي النصر على "داعش"، قاسم سليماني وابومهدي المهندس، قرب مطار بغداد، الا تذكير للاميركيين واذنابهم ومرتزقتهم، بان العلاقات العراقية الايرانية، اكبر من كل إجرامهم ومؤامراتهم ومخططاتهم.. فموتوا بغيظكم.