الغرب قلق من إنتاج إيران نظائر مشعة لعلاج مرضى السرطان!!
في عام 2010 كانت ايران امام خيارين لا ثالث لهما، للحصول على اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة لانتاج الوقود لمفاعل طهران البحثي ، إما عبر المضي قدما في اتفاق التبادل الذي وقعته مع البرازيل وتركيا، أو إنتاجه بنفسها، واعربت حينها عن استعدادها لتنفيذ اي خيار تختاره مجموعة فيينا، التي كانت تضم الى جانب ايران، امريكا وروسيا والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
المعروف ان مجموعة فيينا شكلت على أساس البحث في اتفاق لتبادل الوقود يضمن لإيران الحصول على اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لتشغيل مفاعل طهران للأبحاث الطبية، من البرازيل وتركيا، الا ان الدول الغربية رفضت اتفاق التبادل النووي الذي وقعته ايران مع البرازيل وتركيا، وهو ما يعني عمليا تهديد حياة مئات الالاف من المرضى في ايران، خاصة مرضى السرطان.
الدول الغربية لم تكتف بمنع تركيا والبرازيل عن تحويل اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة فحسب، بل ضغطت على مجلس الامن الدولي لتشديد العقوبات على ايران. وامام هذه المكابرة الغربية، ردت ايران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% ، لتوفير ما تحتاجه من وقود نووي لتشغيل مفاعل طهران للأبحاث الطبية المخصص لإنتاج النظائر المشعة لعلاج أمراض السرطان، وهذا الرد جاء على لسان رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، الذي اعلن رسميا ان يران نجحت بتخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين بالمائة، وباتت تمتلك المعرفة التقنية اللازمة لصناعة صفائح الوقود القادرة على إمداد المفاعل بطاقة التشغيل اللازمة.
الغرب كعادته ظل مكابرا، حيث "كذب" اعلان طهرن بشأن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة، ونفى ان تكون ايران تمتلك المعرفة التقنية المطلوبة لتحويل اليورانيوم المخصب بنسبة 20% إلى صفائح وقود وهي العملية الأساسية لتشغيل المفاعل. والغريب ان الدول الاوروبية، لم تفكر حينها لحظة واحدة، بحياة مئات الالاف من المرضى الذين تتوقف حياتهم على العلاج بالنظائر المشعة، ولم تبد اي "قلق" على حياتهم، بعد ان حرمتهم من العلاج، ورفضت اي اجراء ايراني يمكن ان ينقذهم من الموت!.
اليوم وبعد انسحاب امريكا من الاتفاق النووي والتواطؤ الاوروبي الفاضح مع الموقف الامريكي، اعلن مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي، إن طهران أعلمت الوكالة منذ 9 أيام بأنها بدأت عملية إنتاج معدن اليورانيوم بطريقة حديثة، لاستعماله وقودا لتشغيل مفاعل طهران الطبي، بعد ان توقفت عن انتاج هذا المنتج إثر توقيعها على الاتفاق النووي.
على الفور بدأت امريكا والدول الاوروبية، الاعراب عن "القلق والاسف"، حيث وصفت امريكا القرار الايراني بانه "خطوة مؤسفة إلى الوراء"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس "من المقلق أن تختار إيران عدم التزامها بالاتفاق النووي"، اما ثلاثي النفاق، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، فاعربوا كعادتهم "عن قلقهم البالغ"، "و"اكدوا" على ان "الخطوة تشكل انتهاكا خطيرا من جانب طهران لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم معها".
بلغت الوقاحة بثلاثي النفاق الاوروبي، انهم اصدروا بيانا اعلنوا فيه "انه لا توجد لدى إيران حاجة مدنية ذات مصداقية تدفعها لمزيد من البحث والتطوير لإنتاج معدن اليورانيوم، وهو ما يعتبر خطوة أساسية في تطوير سلاح نووي"!!، بينما الجميع يعلم ان الاتفاق النووي الذي التزمت به ايران، منعها من تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة، وهي نسبة تحتاجها ايران لتوفير النظائر المشعة لمرضى السرطان، لذلك كان حريا بهذه الدول ان تبدي قلقها على حياة مئات الالاف من المرضى الذين هم بأمس الحاجة الى العلاج، الذي تحاول هذه الدول حرمانهم منه، وكان الاولى ان تبدي قلقها من تعنت امريكا الوقح، في العودة الى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه، حيث مازالت ادارة جو بايدن تواصل سياسة سلفها ادارة ترامب، عبر استخدام الارهاب الاقتصادي كسلاح ضد ايران، رغم علمها بعقم هذا السلاح البالي، واخيرا كان حريا ان تبدي الدول الاوروبية شيئا من الخجل من كل هذا النفاق الواضح والفاضح، والتبعية العار لامريكا، التي شاهد العالم كيف اذلها واحتقرها رئيسها ترامب.