kayhan.ir

رمز الخبر: 132174
تأريخ النشر : 2021June02 - 19:42

ثلاثة مفاصل مركزية ترابطها سيرسم مستقبل الشرق الأوسط

 

بسام ابو شريف

الأزمة الداخلية في اسرائيل، تشكل مفصلا من هذه المفاصل سيكون له تأثيره على المجتمع الاسرائيلي ، وعلى السياسة الاسرائيلية ، وعلى المغامرات العسكرية ، وعلى المحيط أيضا  وأما المحيط بهذه الحالة ، فهو الفلسطينيون ، أما الحلقة الثانية، فهي مفاوضات فيينا التي وصلت الى نهاياتها ، لكن الولايات المتحدة تحاول أن تتذاكى ، وأن تتلاعب ، وأن تسحب من تحت أرجل ايران قضايا استراتيجية هامة لم تحققها بالحروب ، ولا بالاغتيالات ، وتحاول تحقيقها بالمفاوضات غيرالمباشرة، والتي كادت أن تصبح مباشرة في بعض الحالات ، فغض الايرانيون انلظر عن ذلك ، فالوضع الآن يحتاج الى حسم ، فاما أن تسير واشنطن بسياسة استنزاف الوقت والمطمطة من أجل خدمة اسرائيل ، وتلبية املاءاتها، وتفشل بذلك كما تفشل محاولات العودة الى احياء الاتفاق النووي ، أو أن ترضخ واشنطن ، وترفع العقوبات ، وتقر الاتفاق النووي بالعودة الى نادي الاتفاق النووي كما كان الحال عليه قبل أن ينسحب ترامب منه ، والحلقة الثالثة هي محاولة الاملاء على الفلسطينيين لقبول الموقف الاسرائيلي الذي يعني تدمير الانتصار الذي تحقق ، وتحطيم منصته بعدم البناء عليه ، مثل أن اعادة اعمار غزة لايتم الا من خلالها ، وكذلك ادخال الدواء ومواد البناء ، وأنه لا حماية لأهل القدس كما ادعى الاميركيون والمصريون ، وانما تصعيد للممارسات الاجرامية العنصرية كما شاهد العالم كله كيف يتكاتف الشباب الصهيوني العنصري على شاب فلسطيني ، وينهالون عليه بالضرب وكيف يدهسون طفلا لأنه يرفع علم فلسطين على دراجته ، وكيف يحاصرون الشيخ جراح وسلوان ، وجنوب شرق الأقصى وكيف يهيئون لمجزرة في الطور والعيساوية وغيرها .

ان كافة الاجراءات التي تتخذها اسرئيل تعني ان وقف اطلاق النار ليس بدون شروط ، فما ادعاه المصريون من أن وقف اطلاق النارتم بدون شروط هاهوفجأة أصبح بشروط كاملة شروط حول اعادة البناء ، وشروط حول أهلنا في القدس ، ورفض لأي حماية لهم، أو وقف الممارسات الهمجية ضدهم ، وقطع الكهرباء عن غزة ، بل زادوا على ذلك شرطين هامين : أولا الافراج عن الأسرى الاسرائيليين لدى حماس ، ومواطنين اثنين لهم موجودين في غزة وثانيا أن تشرف اسرائيل، على عمليات اعادة البناء بحيث تضمن عدم استخدام حركة حماس والمقاومة لأي من هذه العمليات في اعادة البناء خدمة للمقاومة ، وخدمة لمشاريعها المستقبلية

هذه المفاصل الثلاث مترابطة، أو ان لم تكن مترابطة فهي متداخلة ، فالأزمة في اسرائيل أصبحت أزمة مجتمع ، وهي أزمة قيادات اسرائيلية أصبحت ترى نجاحها في التصرف هو اتجاه الاسرائيليين الى اليمين المتطرف ذي النهج العنصري والأبارتايد، وهذا ما سيجلب على الاسرائيليين وبالا كبيرا ، وسيعرف الاسرائيليون – أي الناخبون – أي منحدر هبطت اليه اسرائيل بواسطة نتنياهو ، ومن يدعون انهم معارضة ، وفي الحقيقة هو تنافس بين ماهو أقصى اليمين الدموي ، وأقصى اليمين الفاشي ، واليمين الدموي والفاشي ، وبالنسبة للفلسطينيين فان الكراهية … الكراهية التي يرضعها كل طفل اسرائيلي منذ ولادته : اقتل كل عربي ، يريدون قتلك اقتلهم قبل ذلك …. كلها تعابير يحفظها الطفل الاسرائيلي عن ظهر غيب وهكذا أنشأوا هذا المجتمع ، الذي سيصاب بصدمة لا مثيل لها نفسية واجتماعية واقتصادية وقريبا سنراهم يحزمون حقائبهم للعودة الى بلدانهم الأصلية .

الأزمة في اسرائيل تكمن في أن الحلول لها غير واضحة المعالم ، نتنياهو يقول لايمكن الا حكومة وحدة وطنية – أي يمين ، أو انتخابات بينما يسعى المعارضون لتشكيل تحالف معارض معارض لنتنياهو ، وليس لسياسات الظلم ، والتهجير ، والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين فكلهم يوافقون على ذلك ، لكن المسألة تكمن في نتنياهو فالبعض لا يريده رئيسا للوزراء والبعض الآخر يريده رئيسا للوزراء ، نتنياهو حدد اما حكومة وحدة وطنية أي يمين أو الذهاب الى انتخاابت للمرة الثالثة ، أو ربما تصل للعاشرة أيضا ، هذه الحلول المطروحة سوف تؤزم الوضع في اسرائيل مما سيفتح الباب على مصراعيه أمام فوضى مسلحة غير مسبوقة تتيح للمافيا التصرف بحرية ، وكذلك لعصابات النهب والسلب ، وتبيح للشرطة استعمال كل الوسائل غير المشروعة ، وأيضا تتيح لنتنياهو خرق القانون الدولي ، وخرق اتفاقية جنيف بانزال الجيش الى المدن ، وهذه جريمة حرب ، وقد قال نتنياهو انه تشاور مع كوخافي بالأمر ، وقد وافقه على ذلك اذا يجب محاكمة الاثنين معا لخرقهما القانون الدولي واستخدام الجيش العنصري الدموي ضد المدنيين الواقعين تحت الاحتلال رغم أن القانون الدولي يقول انه من واجب القوى المحتلة حماية المدنيين وأمنهم ، وسلامتهم ، وسلامة ممتلكاتهم ، وعدم تهجيرهم ، لكن المعركة التي يخوضها نتنياهو هي معركة ضد ايران ، وهو يعتبر ان عدم الحاق الهزيمة بايران ، هو الحاق الهزيمة باسرائيل ، ولذلك يرسل الوفود ويتحدث كل يوم مع بايدن ، ووزير الخارجية ، ووزير الدفاع ، ويهدد الادارة الاميركية .

وانا أستخدم هذا التعبير عن ثقة ومعلومات ، والتهديد لبايدن ووزيري الخارجية والدفاع لا يأتي بلهجة هجومية بل بعبارات هادئة تذكر الادارة الاميركية بالاتفاقات المكتوبة والموقعة من أجل حماية أمن اسرائيل ، وأكثر من ذلك ، فالمعلومات لدي بأن نتنياهو قد لمح لبايدن ولوزير الخارجية بأنه قد يسرب معلومات لا يسر الادارة الاميركية تسريبها حول عمليات مشتركة قامت بها اميركا واسرائيل في العراق ، وضد ايران ، وضد عدة قوى في المنطقة ، وخاصة بيروت ، وأنا مسؤول عن هذا الكلام .

يرى بايدن بوضوح أن ساحة الكونغرس كانت مليئة بالمتظاهرين ، الذين يرفعون العلم الفلسطيني ، ويطالبون بالعدالة للشعب الفلسطيني ، ومحاربة الأبارتايد في اسرائيل ، وهذه المظاهرة غير مسبوقة ، ولابد أنها مقدمة للمطالبة بمزيد من التحرك فلابد من الحشد والتعبئة بدأ داخل الحزب الديمقراطي ينمو تيار ليس من باب العداء لاسرائيل ، وانما من باب المطالبة بالتزام الأسس الدستورية للولايات المتحدة ، والعدالة ، وتطبيق مبادئ الديمقراطية في التعامل مع اسرائيل ، وعدم السماح بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني ، بايدن يظن أنه ذكي ، وان ما استلمه من نتنياهو والحركة الصهيونية من طلب تأجيل النظر في قضية الشرق الأوسط تأجيل ذلك الى أن يحل مشكلة الاتفاق النووي ، واليمن ومشكلة المنطقة ، ومن ثم يأتي دور السلام في الشرق الأوسط ، هذه مؤامرة جديدة ، وخدعة جديدة اذ أنها تريد أن تعطي الحاكمين العنصريين في اسرائيل الوقت لترتيب أوضاعهم بعد الضربات القوية التي وجهتها لهم المقاومة الفلسطينية.

ان المطلوب من قياداتنا أن تتعامل بهدوء مع هذه الضغوط ، وأن يأتي رفضها الحاسم بكل هدوء أيضا ، اننا نرفض كل الاملاءات ، وشعبنا لايقبل بذلك ، وشعبنا لايقبل بأن نعود الى خانة التهدئة ….. أرضنا ليست للبيع ، وشعبنا ليس للبيع ، وما دولارات بايدن التي يذكرها كل لحظة واخرى ، ويذكر الرئيس محمود عباس بأنه أرسل 360 مليون دولار ، تغير من مواقف شعبنا ، وسقاوم والقادة الفلسطينيون يجب أن يعلموا أن عليهم ألا يصمتوا ، وأن يتابعوا حالة الاشتباك دفاعا عن النفس ، نحن الذين ندافع عن أنفسنا في الشيخ جراح والطورووادي الجوز والعيساوية وفي كل مكان من القدس وعلى أرضنا ،  ان تكتيكهم واضح يريدون من خلال مصر ، والوسطاء الذين يكيل لهم بايدن المديح ليل نهار …. يريدون أن يخضعوا الفلسطينيين لشروطهم ، واننا نعرف بأن القيادة التي هبت لنصرة القدس ، وخاضت معركة سيف القدس سوف تتمسك بها ، والا ستخسر كل شيء على صعيدنا نحن الفلسطينيون ، فان قيادة جديدة تحرك الشارع الفلسطيني ، وتتصدى للمستوطنين ويجب أن يرفع شعار: قطع رجل كل مستوطن يتعدى على أرضنا ، وأن تشكل لجان في القرى والبلدات لابتكار أساليب المقاومة من الحجارة ، والهراوات ، وكل شيء يمكن أن يدافع عن بيت ، وأرض ، وشجرة وانسان هذا واجب الجميع ، وواجب القيادة.

الشعب الفلسطيني لايريد مهرجانات فقد شهد العالم الكثير من الخطابات المؤيدة والمهرجانات المتضامنة مع نضال شعبنا ، وهذا كله واضح لكن على القيادة أن تستوعب الشباب في مقاومة المستوطنين ايمانا منها بحتمية الانتصار يجب ألا نرضخ لما يريده هذا النظام ، أو غيره اذا كانت مصر تريد دعم الشعب الفلسطيني ، فليكن بفتح معبر رفح لمواد البناء ، وعلى مصر أن تعرف أن حبنا لجمال عبدالناصر أمر خاص كان لدعمه قضيتنا العادلة ، ويهمنا هنا أن نؤكد ونركز ، ونذكر بأن ما يجري على أرض اليمن من صراع بقيادة عبدالملك الحوثي له تأثيره على ما يجري في فلسطين ، ومايجري في مباحثات فيينا ، فقد أثبت هذا الشعب البطل بقدرته على توجيه الضربات لتحالف تقوده اميركا واسرائيل وتشارك فيه دول مطبعة عدوانية كالعائلة السعودية والاماراتية هذا الشعب يؤكد أن التصدي يؤدي الى النصر كما كانت معركة سيف القدس ، وكذلك كشف الشعب اليمني اللعبة التي جاء بها المبعوث الأممي غريفت ليخدم اميركا وبريطانيا ، وقال له بالحرف القائد الملهم عبدالملك الحوثي لا تربط القضايا الانسانية بقضايا عسكرية وأمنية ، وهذه اشارة واضحة الى أن اسرائيل تستغل القضايا الانسانية بمنعها الدواء والغذاء ، والوقود عن غزة بالقضايا السياسية ، ولهذا فان بايدن الذي خان كل القضايا في اليمن ، وايران ، يخون فلسطين الآن ، فتحية للذين يقودون المعركة ، وهم شعبنا في اليمن.