مشروع وزير الخارجية الاميركي لانقاذ 'اسرائيل'
يرى مراقبون ان زيارة وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن الى المنطقة، جاءت من أجل انقاذ نتنياهو من التخبط، وغيّرت سياسة الولايات المتحدة ازاء القضية الفلسطينية.
وأكد الباحث السياسي الدكتور وسيم بزي ان القضية الفلسطينية لم تكن أولوية على جدول ادارة بايدن قبل ما جرى في فلسطين مؤخراً.
وقال الدكتور بزي في حديث لبرنامج مع الحدث على شاشة قناة العالم الاخبارية:" وقع الاحداث التي جرت في فلسطين المحتلة وطبيعة المواجهة وهزيمة العدو فيها، هي التي فرضت زيارة وزير الخارجية الاميركي للمنطقة".
وأضاف الدكتور بزي ان بلينكن أتى لينقذ كيان الاحتلال ونتنياهو من شر أعمالهما، ويعالج ما تسميه الصحافة الاميركية بـ"حماقة نتنياهو".
وأكد نقلاً عن الكاتب الاميركي في صحيفة واشنطن بوست، توماس فريدمان ان نتنياهو قام في معركة غزة الاخيرة بما حاول القيام به الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب في 6 كانون الثاني من هذا العام وهو محاولة حرق الهيكل وهدمه على رؤوس الجميع تحت عنوان بقاؤه في السلطة.
وأوضح الدكتور بزي ان بلينكن يأتي ضمن أجندة أعدت على عجل لهدف أولي وهو تثبيت التهدئة.
وكشف الباحث السياسي ان الهدف الثاني من زيارة بلينكن، كما قال مارتين انديك في موقع فورين افيرز، هو ادارة الصراع عبر التجزئة والتفتيت.
واعتبر الدكتور بزي ان التجزئة والتفتيت جاءت بطريقة ادخال عنوان اعادة الاعمار وإحياء عظام رميمة هي السلطة الفلسطينية وبالنهاية المطلوب، تبديد النصر الفلسطيني الذي كان قائماً على وحدة الموقف ووحدة الجغرافيا الفلسطينية ووحدة عمليات المقاومة ومواكبة محور المقاومة في الخارج مع المقاومة الفلسطينية.
وحذر من ان الولايات المتحدة تريد ان ينسى الفلسطينيون عوامل النصر ويتقاتلون على الفتات والنقود.
وقال الاكاديمي والباحث السياسي عادل شديد ان زيارة بلينكن للمنطقة يتناقض كلياً مع سياسة بايدن ازاء القضية الفلسطينية فخلافاً لترامب الذي تبنى الفكر اليميني الاسرائيلي بشكل تام وكرس فترة وجوده في البيت الابيض في خدمة "اسرائيل" ومشروعها وطمس القضية الفلسطينية وحقوقها؛ أتت ادارة بايدن بشكل مختلف وأهملت القضية الفلسطينية ووضعتها على الرف، وكأنه من الممكن تأجيلها.
وأضاف شديد ان الاحداث العظيمة التي وقعت في فلسطين، غيرت الاجندة الاميركية وفرضت عليها اعادة القضية الفلسطينية الى مكانها الاول.
وأكد مدير مركز الرأي للدراسات الدكتور خالد الشقران ان ماقبل أحداث فلسطين الاخيرة يختلف عما قبله، فهناك مقاومة فلسطينية من نوع جديد ومختلف وتوحد الصف الفلسطيني في كل الاماكن وتشكل وراءهم زخم عربي واسلامي جماهيري كبير وهذا الموقف جعل الادارة الاميركية تهرول الى المنطقة لانقاذ وضع الاحتلال الاسرائيلي.
واعتبر ان النوايا الاميركية والنوايا الاسرائيلية ليس لها أهمية في الوضع الراهن فهناك مقاومة فلسطينية فرضت نفسها على الواقع ويجب ان يستغل الفلسطينيون هذا الواقع الجديد من أجل فرض مطالبهم دون الاكتراث لمطالب العدو ومطالب الادارة الاميركية.