"اسرائيل" تحكم على نفسها بالدمار والزوال
مهدي منصوري
كما اسلفنا في مقال سابق ان الكيان الغاصب للقدس وبعد الهزيمة المخزية لترامب تعيش حالة من القلق والارباك الكبيرين لانها تعتقد ان قدرتها في المنطقة قد تضاءلت خاصة وان قطار التطبيع مع النظام العربي قد توقف وقد لا يتحرك بالاتجاه الذي خطط له مع ملاحظة ان محور المقاومة الذي اريد له ان يضمحل او يمحى او ينهار بقي محافظا على قدراته بل ويمكن القول وكما يعلم الخبراء الصهاينة العسكريون قبل غيرهم ان استعداداته لما ستؤول اليه الايام القادمة قد اصبحت في كامل الجهوزية والذي بدوره فرض حالة جديدة من القلق لدى كل الذين وقفوا بالضد من هذا المحور. وانعكس ذلك بوضوح من خلال ارسال رسائل التهديد الجوفاء والتي لا طائل من تحتها خاصة بما صرح به بالامس رئيس الاركان الصهيوني بالطلب من اهالي غزة ولبنان ان يتركوا مدنهم لانها تحمل في ثناياها المزيد من الصواريخ زاعما تخليه عن المسؤولية فيما اذا استهدفت كيانه هذه المناطق.
وقد اشارت مصادر صحفية واستخباراتية ان مثل هذا التصريح قد سبقه المزيد من الرسائل والتهديدات الصهيونية ولكن لم يستطع الكيان الغاصب ان يفعل شيئا واللافت ايضا والذي لابد من لاشارة اليه ان الجيش الصهيوني قد اصيب بصدمة كبيرة عندما ادعى انه تم استهداف مخازن لصواريخ المقاومة في اطراف غزة عندما شاهد ان الرد القاطع لابناء المقاومة قد جاء من نفس الموقع الذي استهدفه مما عكس أنه يجهل او ان المعلومات التي استقاها من عملائه وجواسيسه كانت مضللة وغير واقعية ولو اردنا القياس على هذا الامر فان الكيان الغاصب لا يملك اية معلومات دقيقة عن مخابئ صواريخ المقاومة رغم علمه باعدادها وقدراتها التدميرية، ولذلك فهو "يتخبط خبط عشواء" كا يقول المثل ولذا فان مطالبته شعب كامل يعيش على ارضه ان يغادر هذه الارض وهو مما لا يمكن ان يتحقق له.
واخيرا وكما هو معروف واوضحته التحاليل الاستخبارية العسكرية الصهيونية على الخصوص وما تنشره وسائل الاعلام الغربية والعربية من تحذيرات لنتنياهو وقياداته العسكرية من ان لا تفكر بارتكاب حماقة ضد غزة او لبنان لان الرد سيكون مما لم يكن في حسبانهم ولم يتوقعه ليس الصهاينة بل كل العالم لان لدى المقاومة الباسلة في كل من فلسطين ولبنان والتي توعدوا بها نتنياهو قد تكون الاداة الاساسية على نهاية وزوال الكيان الغاصب بحيث يمكن القول ان على رئيس الاركان الجاهل ان يدرك انه وبهذه التصريحات يكتب على كيانه الزوال والانهيار ولذا فعليه ان يفكر الف مرة ومرة قبل ارتكاب هذه الحماقة. والامر ليس من باب التحذير بل هو الواقع المر الذي سيواجهه الكيان الغاصب.