اردوغان وحلم السلطنة
مهدي منصوري
يوما بعد آخر يظهر الحالم بالسلطنة اردوغان بتصريحات تنبئ اما عن جهله بما يحدث او ان جنون العظمة قد افقده البصر والبصيرة، ولذلك فان جميع خطواته التي اتخذها ويتخذها تصطدم بالواقع الحقيقي بحيث لا تعود عليه فقط بل على تركيا بالخيبة والخسران. وقد حذرت المعارضة التركية وعلى لسان قادتها اردوغان من ان لا يذهب بعيدا وان يقف عند حده لانه وبتصرفاته غير المتزنة قد تذهب بتركيا نحو المجهول.
وفي قراءة سريعة لما يفعله اردوغان من تصرفات صبيانية من دعمه للمجاميع الارهابية وادخالها الى سوريا ومن ثم الى العراق واحتلال الاراضي العراقية من قبل قواته والاعتداءات المستمرة في خرق السيادة العراقية بذريعة مطاردة حزب العمال الكردستاني المعارض وكذلك النظرة التوسعية في تمدد تركيا بالمنطقة بذريعة كما يقول ان اي منطقة او ارض سقطت عليها دم تركي فهي تابعة لتركيا مما اثار حفيظة واستهزاء المراقبين من ان اردوغان يريد ان يحتل ويسيطر على المنطقة بهذا المنطق الذي لا يقبله العقل السليم.
ومن الملاحظ ان اردوغان اليوم يعيش في مأزق وعزلة كبيرة لمواقف الدول ضد تصرفاته الهوجاء خاصة الاتحاد الاوروبي وحتى الموقف الاميركي قد تبدل في التعامل معه. ولذا وكما يقال فانه اليوم يسبح عكس التيار وبطبيعة الحال فان الاستمرار في هذا الاسلوب سيواجه المزيد من المتاعب والعقبات والتي ستترك تاثيرها السلبي ليس فقط عليه بل على الشعب التركي والذي حذرت منه المعارضة التركية مرارا وتكرارا اردوغان من عدم الانزلاق في هذه المستنقعات لانه سيغرق بها ولن يحصد منها سوى الخيبة والخسران.
ومما يمكن القول ان اردوغان نسى او يتناسى ان العلاقات بين الدول تحكمها قوانين وقواعد ثابتة قائمة على احترام سيادة هذه الدول واستقرارها، وان اي تعد على هذه الثوابت سيكون خروجا فاضحا عن القرارات والمواثيق الدولية والتي ستضعه في مواجهة العالم اجمع. اذن على اردوغان ومن خلال عجزه عن وصول اي من اهدافه السلطانية ان يقف عند حده والا فانه سيحد نفسه في عزلة قاتلة قد تذهب به الى الجحيم.