kayhan.ir

رمز الخبر: 121524
تأريخ النشر : 2020October30 - 21:10

ماهر الاخرس "الاسير الاسطورة”

كتب المحرر السياسي

وها نحن على اعتاب المائة يوم من اضراب الاسير البطل ماهر الاخرس عن الطعام تحديا للقوانين الصهيونية الجائرة ومنها الاعتقال الاداري البغيض الذي هو موروث بريطاني خبيث من عهد الانتداب لارض فلسطين الطاهرة حيث لا توجه بموجبه للمعتقل أي تهم بل يعتمد الاعتقال على ملف سري أو معلومات لم يكشف عنها وهذا تهرب صريح من أية مسؤولية حيث لم نجد مثل ذلك في اية شرعة او قانون في بلدان العالم.

الاسير البطل ماهر الاخرس لازال على موقفه المبدئي والثابت اما "الحرية او الشهادة" وهو قرار لا يحيد عنه وقد اعلن اكثر من مرة بانه لا يكسر ارادته ولن يتناول الطعام الا في بيته، غير ان المحكمة العليا الصهيونية المجبولة اساسا على اصدار الاحكام التعسفية الجائرة والباطلة قد رفضت لحد الان كل الطلبات التي تقدمت بها محامية الاخرس للافراج عنه كخطوة انسانية بسبب حالته الصحية المتدهورة، لكن هذه المحكمة وبشكل عام الكيان الصهيوني الذي لم يوجد في قاموسه شيء اسمه "انسانية" يواصل سياسته التعسفية ضد الشعب الفلسطيني واسراه وفق تصور خاطئ وواهم انه يستطيع كسر ارادة هذا الشعب الذي يواصل جهاده منذ ثلاثينيات القرن الماضي ضد الصهاينة الغزاة.

ماهر الاخرس الذي يقترب من يومه المائة في الاضراب عن الطعام يجدر به ان يلقب بـ"الاسير الاسطورة" حيث يتحدى الكيان الصهيوني بمعركة الامعاء الخاوية وفي ذلك رسالة مفتوحة للعالم ولمنظماته الدولية التي تشكلت بعضها باسم "الانسانية" او "الحقوقية" كم هي خاوية ولم تف برسالتها تجاه مثل هذه القضية الانسانية بل تثبت للقاصي والداني كم هي في خدمة الدول الاستكبارية ومصالحها الاستعمارية خاصة ربيبتها الكيان الصهيوني.

لكن ما هو لافت وشاذ للغاية هو غياب الاعلام الرسمي العربي الذي يجب ان يجند امكاناته لخدمة الشعب الفلسطيني واهدافه النبيلة ونصرة قضيته خاصة قضية الاسير ماهر الاخرس

حيث نراه ليس فقط يغرد في مكان آخر، بل يخون مهنته الاعلامية ويذهب الى ابعد الحدود بتغييبه لقضية الاخرس تماما والترويج للتطبيع على انه مطلب جماهيري وفقا لنتائج استطلاعات غربية واميركية.

فلا عتب على هذا الاعلام المسير الذي لا قضية له ولا هدف وهو مملوك ومغلوب على امره ولا احد ينتظر منه القيام بواجبه لانه مسلوب الارادة والحرية وقد وصل الانحطاط به لدرجة انه اصبح سيفا مسلطا على الشعب الفسطيني المظلوم بدل مناصرته وهو مصر على تنفيذ خطته الصهيونية المرسومة لتبديل موقع العدو الصهيوني المعادي للعرب والمسلمين بالصديق والصديق الحقيقي بالعدو.

ويا لها من كارثة ان يصبح الاعلام العربي الرسمي اكثر صهيونية من الصهاينة في تجميل صورة هذا الكيان بانه يبحث عن السلام وانه صديق للعرب في حين ان القادة الصهاينة لا يتورعون عن توجيه ابشع الشتائم وافظعها للعرب.