ايران المقتدرة لن تفاوض الشيطان الاكبر
اثبتت الولايات المتحدة ـ ونقصد الحكومة ـ انها اعدى اعداء الجمهورية الاسلامية بل والانسانية جمعاء، فهي دولة مارقة على القانون الدولي ومتنكرة للعلاقات الحضارية في العالم وبالتالي فان ايران لا يمكن ان تثق بها وبساستها سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين.
ويعلم العالم كله ان اميركا يحركها جنون العظمة فهي لا تعترف بالثوابت والحقوق الوطنية للآخرين وترتكب ضدهم جرائم ارهابية وتبرر افعالها بذرائع سخيفة ولا يعنيها إن اقتنع بها الآخرون او لم يقتنعوا.
لقد اقدمت الولايات المتحدة على جريمتها الارهابية باغتيال الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني القائد العام لقوات القدس والشهيد الحاج ابو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي ورفاقهما الشهداء الابرار في حرم مطار بغداد الدولي يوم 3/ كانون الثاني/ 2020 ولم تعط آذانا صاغية لمواقف الإدانة والاستنكار ضدها علماً ان هؤلاء كانوا قادة النصر على مؤامرة داعش وهم الذين قطعوا الطريق على التكفيريين من الوصول والانتشار في اوروبا واميركا وبلدان العالم الاخرى.
اذن نحن امام نظام امبريالي استكباري لا يتورع عن استخدام اقذر الاساليب من اجل تحقيق اهدافه الظالمة على حساب مصالح شعوب الارض. وفي ضوء ذلك فان اميركا منبوذة بالمقاييس السياسية والدبلوماسية والانسانية وقد برهنت بخروجها الأحادي من الاتفاق النووي في آيار 2018 الموقع بين ايران والسداسية الدولية على فقدانها المصداقية في تعاملاتها الخارجية ودناءة مواقفها تجاه المعاهدات والمواثيق العالمية.
وعلى هذا الاساس ليست الجمهورية الاسلامية في وارد القبول بمحادثات مباشرة او غير مباشرة مع الولايات المتحدة، لان النظام الاميركي نظام خياني ومراوغ وخبيث وغير موثوق به وهو سبب الصراعات والازمات المتأججة في المنطقة والعالم وآخرها الحرب الراهنة في اقليم ناغورني قرباخ. كما ان اميركا هي التي اجبرت الامارات والبحرين على تطبيع علاقاتهما مع العدو الصهيوني وهي الداعم الرئيسي للحرب العدوانية السعودية على اليمن منذ اكثر من خمسة اعوام.
من الثابت ان جنوح واشنطن الى تجاهل سلوكياتها العدوانية الهوجاء في الشرق الاوسط والخليج الفارسي هو الذي يجعلها تعتقد بانها قادرة على اجتذاب ضحاياها والمتضررين منها الى طاولة المفاوضات ومن ثم القبول باملاءاتها الاستكبارية .
ومن المؤكد ان كل دولة تحترم سيادتها واستقلالها وثوابتها الوطنية لايمكن باي حال من الاحوال ان تنصاع لاساليب الترهيب والترغيب الاميركية. فالجمهورية الاسلامية ليست دولة عميلة كالسعودية والبحرين والامارات كي تفرض واشنطن عليها اجندتها السياسية.
ان ايران دولة اسلامية عظيمة تمتلك قدراتها الهائلة القادرة على لجم سلوكيات الغطرسة والتعجرف والسيطرة التي تعتمدها الولايات المتحدة مع بلدان العالم. فالجمهورية الاسلامية تحملت وقاومت الضغوط واشكال الحصار الاميركية والغربية حفاظا على كرامتها ومقدراتها. وهي ما زالت بانتظار الوقت والظرف المناسب للثأر من اميركا على جريمة اغتيالها القائدين الخالدين سليماني والمهندس.
والجمهورية الاسلامية تربأ بنفسها عن المزاعم السعودية الواهية ضدها في تمثيلية تشبه تمثيليات آل سعود السابقة الرامية الى تشويه سمعة ايران ومكانتها المتألقة.
صفوة القول: ان الجمهورية الاسلامية التي خبرت الماهية الشيطانية لاميركا لن ترضى لنفسها ابدا الاندماج معها في محادثات ثبت عقمها وفشلها في اطار اتفاق فيينا النووي (تموز 2015) مع ان الاتفاق تحقق بعد نحو ١٠ اعوام من المفاوضات المعقدة.، لان عداء الشيطان الاكبر لايران عداء استراتيجي وعلى هذا الاساس فان دعوات واشنطن للتفاوض مع طهران محض خداع وحيلة ، الامر الذي ترفضه الجمهورية الاسلامية قيادة وحكومة وشعباً رفضاً باتا.