kayhan.ir

رمز الخبر: 116150
تأريخ النشر : 2020July21 - 20:29

الوشائج الايرانية العراقية متجذرة في عمق التاريخ

الوشائج بين الشعبين الايراني والعراقي ممتدة على امتداد عمق التاريخ والتي يمكن تلخيصها بالعلاقات الاجتماعية والعشائرية وخاصة العقيدية. ورغم كل المحاولات التي بذلت ولازالت تبذل من اجل ان تفصم هذه العلاقة او تخلق حالة من الابتعاد بين الشعبين العراقي والايراني قد باءت بالفشل ووصلت الى طريق مسدود.

وواضح ان الحرب الظالمة التي شنت على ايران لم تكن رغبة شعبية ايرانية او عراقية وانما هي حرب بالوكالة فرضت على الشعبين. ولو رجعنا الى الاسباب التي افضت الى هذه الحرب لوجدناها تكمن في الاحقاد التاريخية التي اعتملت في نفوس مشعلي هذه الحرب. لان التمويل الذي قدم من قبل بعض دول الخليج الفارسي خاصة السعودية والذي وصل فيه اذا ما انهدمت دبابة للجيش العراقي تأتي بعشرة بدلها من اجل ادامة اراقة الدماء لتخلق حالة من الانفصال النفسي بين الشعبين العراقي والايراني. وكذلك لا يمكن ان نغفل ان الجانب الاميركي كان له الدور الكبير في اشعال هذه الحرب لينتقم من الضربة القاصمة التي تلقاها من الشعب الايراني التي فقد فيها كل مصالحه في ايران والمنطقة بعد انتصار الثورة الاسلامية بمجيء الامام الراحل الخميني الكبير (رضوان الله عليه).

ورغم ان الحرب الظالمة على ايران قد وضعت اوزارها رغم كل آلامها وتبعاتها الا ان الحقد الاميركي السعودي ظل باقيا ومستمرا لكي لا تخف حدة هذا العداء بين شعوب المنطقة والشعب الايراني من خلال الاعلام المزيف والمضلل والممول بالمال الحرام من اجل ان لا تنطفئ عقدة الحقد التاريخي.

وبعد التغبير الذي حدث في العراق بحيث وجد هذا البلد نفسه وحيدا حتى بين اشقائه العرب شمرت طهران عن ساعدها لتقديم ما يمكن تقديمه من اجل ان يقف على قدميه بعد الخراب والتدمير الاميركي والذي تمثل باعادة العراق الى الوراء من خلال عدوانين جائرين على الشعب العراقي.بالعكس مما قدمته السعودية واميركا واللتان امعنتا في قتل الشعب العراقي وتدمير بناه التحتية من ارسال الارهابيين الذين يقبعون منهم في سجن الحوت وحسب المصادر الرسمية وكما اعلنها رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي بوصول عددهم الى 5000 ارهابي يحملون الجنسية السعودية بالاضافة الى الاف من الذين فجروا انفسهم من اجل التدمير وقتل ابناء العراق.

وفي نهاية المطاف فان المحاولات الاميركية السعودية لايجاد شرخ في العلاقات الايرانية العراقية لم تجد اذنا صاغية وبقيت العلاقة وطيدة بين الشعبين، الا من العملاء والمأجورين الذين باعوا انفسهم بثمن بخس لارادات الاجانب والاعداء.

واخيرا والذي لابد ان يدركه الجميع هو ان الوشائج بين الشعبين العراقي والايراني ذات اواصر قوية متجذرة في عمق التاريخ ولايمكن تفكيكها من خلال التزييف الاعلامي والسياسي وقد ينالها الضعف في بعض الاحيان الا انها مترسخة رسوخ الاخوة العقائدية بين الشعبين.

وهاهي ايران الاسلام اليوم تستقبل رئيس الوزراء العراقي الكاظمي من اجل توطيد العلاقة بين الشعبين الجارين بما يخدم امن واستقرار المنطقة وابعادها عن حالة التشنج والتوتر التي تعمل اميركا على ابقائها مستمرة لكي تعبث بمقدرات وسيادة العراق من خلال تصرفاتها الهوجاء وغير المنضبطة. والتي اكدها الكاظمي في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس روحاني من أنّ العراق "لن يسمح بأن يكون منطلقاً لأيّ هجوم على إيران"، معتبراً أنّ "الشعب العراقي محب وتوّاق للعلاقات مع إيران وفق مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخليّة"، بحيث رأى الكاظمي أنّ زيارته إلى طهران "تؤكد على أهمية الروابط التاريخية التي تربط العراق وإيران".