kayhan.ir

رمز الخبر: 110051
تأريخ النشر : 2020February29 - 21:22

اردوغان بين المطرقة والسندان


بعد الضربة الماحقة للطيران الروسي لمواقع الارهابيين في ادلب والتي سببت بفضيحة مدوية للدولة التركية سواء على الصعيدين الداخلي والخارجي، حشرت الرئيس التركي اردوغان في زاوية حرجة حيث كشف للعالم تنبيه المباشر للارهابيين عبر اعترافه بسقوط العشرات من جنوده بين قتل وجريح في تلك المواقع بدل ان يكونوا في نقاط المراقبة المحددة لهم وفقا لاتفاقية سوتشي واستانا وهذا مازاد من عزلته الاقليمية والدولية بحيث لم يتعاطف معه في هذه الحادثة سوى الكيان الصهيوني.

وتحاشيا من هذا الاحراج الشديد وتنفيس للغضب الداخلي سارع الرئيس التركي الهروب الى الامام بقصف المواقع السورية بدل المواجهة مع الروس الذين اعلنوا صراحة قصفهم للمواقع الارهابية التي تواجد فيها الجنود الاتراك، لكن ذلك لن يشفع للرئيس اردوغان بانقاذ موقفه الصعب لان خياراته ومجالاته للمناورة باتت محدودة وان اوراقه احترقت بمرور الزمن نتيجة لمغامراته ورهاناته الفاشلة على الارهابيين في تمرير سياساته ومخططاته العبثية والمرفوضة ضد سوريا لدرجة قد وصل اليوم الى طريق مسدود، فلا تهديداته الابتزازية للغرب بورقة اللاجئين ولا تزلفه الى واشنطن والناتو تستطيع انتشاله من المستنقع المحتوم في ادلب لانه لم يسمع منهما سوى التضامن الشفهي.

الرئيس التركي وبعد أحلامه العريضة والطويلة في اسقاط الدولة السورية واعادة المجد التليد لبلاده في الهيمنة عليها، اصبح اليوم يحصد نتائج عكسية لان منطقه لا يتطابق مع أي معيار وعرف دولي بمطالبة القوات السورية الانسحاب من اراضيها التي حررتها والتخلي عن سيادتها ومماشاة الارهابيين وعدم التعرض لهم ويعد هذا النوع من التعامل مع الدول المستقلة، كارثة في العلاقات الدولية لان القانون الدولي والانسان يعطي الحق لسوريا في الدفاع عن مواطنيها وتطهير اراضيه من دنس الارهابيين.

وبالتاكيد وبما وصلت اليه تركيا من نفق مظلم لا نهاية له فان الرئيس اردوغان يندب حظه اليوم الف مرة لما ورط نفسه وبلاده في ازمة لا تنتهي الا بنهايته لان الشعب التركي وفي مقدمته المعارضة قد سأموا هذه السياسة ولا يتحملون المزيد من الجثامين التي تأتي من ليبيا وسوريا لان كل ذلك يدمر مصالح بلادهم وهذا ما لا يطيقه الجنرالات المعارضة للرئيس اردوغان وقد يتحرك للالتفاف عليه، الامر نفسه انسحب الى داخل حزب العدالة والتنمية ايضا حيث طالب الرئيس السابق عبدالله غول بانسحاب القوات التركية من سوريا.

بعد هذه التطورات الخطيرة جدا التي قد تهدد بحدوث مواجهة اقليمية ـ دولية باتت خيارات الرئيس اردوغان محدودة جدا لانه غير قادر على هدم الجسور مع روسيا التي انقذت اقتصاده ولا بوسعه العودة الى العلاقات الدافئة مع الغرب خاصة ان واشنطن وحلفائها كانتا وراء الانقلاب العسكري عليه أيام الرئيس اوباما، فتووده للرئيس بوتين بعقد القمة الثنائية الخميس القادم في موسكو خير دليل على انه مجبر على انتخاب هذا الخيار وبالتالي احترام السيادة السورية واسقاط مطامعه غير الشرعية من هذا البلد.