kayhan.ir

رمز الخبر: 109504
تأريخ النشر : 2020February19 - 20:59

حلب أربكت أميركا وداعمي "داعش"

مهدي منصوري

منذ البداية كان الهدف الاساس من اقلاق الوضع الداخلي في سوريا واثناء بدء الاحتجاجات التي بدأت بالمطالبة بالحقوق لتتحول وبقدرة اميركا والدول المتحالفة معها بالمنطقة الى تحرك سياسي يهدف الى اسقاط الحكم القائم وعندها بدأت حلقات التآمر تترى الواحدة بعد الاخرى من اجل الوصول الى هذا الهدف، الا ان حسابات اعداء الشعب السوري وبعد مرور خمس سنوات اثبتت انها لم تكن سوى اوهام ارتسمت في مخيلات هؤلاء الاعداء، ولا نغفل في هذا المجال ان نقول ان تلاحم الشعب والجيش السوري والقوى المساندة لهما تمكنت وبصمودها الرائع ووقفتها الصلبة ان تفكك بل وتفشل كل هذه الاوهام بحيث وصلت الاوضاع فيه الى انصياع اميركا وحلفائها من ان ما تم بذله من جهود وما قدمت من اموال وجهود سياسية واعلامية قد ذهبت ادراج الرياح، وان الحل في سوريا لم يكن عسكريا بل سياسيا ومن خلال طاولة الحوار، وفعلا ذهبت الاذهان الى تحقيق الحل للازمة السورية من خلال عقد عدة مؤتمرات في استانة وجنيف وسوتشي وغيرها، وعلى الرغم مما عانته سوريا من جراء التآمر الاميركي السعودي الصهيوني الا انها رحبت بالمباحثات وذهبت اليها من اجل سحب البساط ونزع الذرائع من تحت اقدام اعداء الشعب السوري هذا من جانب، ومن جانب آخر فانها وبادراكها ان اميركا وحلفاءها لا يريدون الحل السياسي ان يحقق اهدافه وذلك بوضع العراقيل والاشتراطات التعجيزية والتي تمس سيادة واستقلال ووحدة الاراضي السورية، ولذلك فان دمشق اعتمدت على السير بمنهج الدفاع ومواجهة داعش والمنظمات الارهابية الاخرى والتي كانت تعتبر اليد الطولى لاميركا في تحقيق اهدافها، وفعلا استطاع ابطال الجيش السوري والقوى المتحالفة معهم أن يهزموا هذه المجاميع الظلامية الحاقدة وتحرير اراضيهم ومدنهم الواحدة بعد الاخرى من دنسهم مما شكل حالة من الصدمة الكبرى لاميركا وحلفائها وعملائها بحيث اصبحوا في حالة من الارباك الشديد لان الانتصارات قد خلطت الاوراق من جانب وغيرت معادلة المواجهة بحيث ترجحت فيه كفّة القوات السورية وبصورة مشهودة وقد كان تحرير حلب هي ثالثة الاثافي كما يقولون او القشة التي قصمت ظهر البعير لانهم لم يضعونها في حسبانهم بحيث ان الهلع والخوف لم يصب اميركا وحدها بل كل الداعمين للمنظمات الارهابية من بعض دول الخليج الفارسي والذي برز من خلال تصريحات القادة الاميركيين العسكريين والرعب الذي اظهرته بعض وسائل التواصل الاجتماعي والذي كان اخره، ما نشر من حالة الهلع والخوف من داعمي الدواعش في الكويت والصراع على ان "حلب لن تسقط" وغيرها من الشعارات الاخرى التي تعكس الحالة المأساوية التي يعيشونها اليوم.

واخيرا وكما اشارت الانباء الواردة من الداخل السوري ان الرئيس الاسد وبتصريحه الاخير في لقاء متلفز اكد ان "الجيش السوري مصمم على دحر الارهاب وتحرير كامل التراب السوري من الدواعش" خاصة في حالة التفكك التي منيت بها المنظمات الارهابية في ادلب والتي تمزقت قواها وبدأت بالتلاشي مما يعطي الامل الكبير ان تحرير ادلب وعودتها الى حضن الوطن السوري قريبة جدا.

اذن وامام هذه الصورة لم يتبق لاميركا ولحلفائها خاصة الاتراك ان يفكروا جيدا بان الساعة لن تعود الى الوراء وان قطار النصر مستمر في طريقه حتى يكنس كل الحثالات التي لا تريد للشعب السوري الامن والاستقرار والحياة الحرة الكريمة.