kayhan.ir

رمز الخبر: 101504
تأريخ النشر : 2019September24 - 20:47

استهداف الخضراء لعبة اميركية

مهدي منصوري

اعلنت السفارة الاميركية في بغداد ان المنطقة الخضراء استهدفت بصاروخين وقعا بالقرب من السفارة مما دفعها الى اطلاق صفارات الانذار فيها وقد ذكرت الانباء وعلى لسان مسؤولين عسكريين ان هذين الصاروخين قد وقعا في منطقة تخلو من السكان ولم تسبب اي اضرار وحددت القوات الامنية المكان الذي انطلق منه هذين الصاروخين ولم تعلن اية جهة مسؤوليتها عن الحادث.

الا ان السفير الاميركي صرح مباشرة وبعد الحادث مطالبا الحكومة العراقية بتوفير الامن للسفارة مما يعكس ان "وراء الاكمه ما وراءها"، كما يقولون ولم يكن لعبة اطلاق الصواريخ الاميركية على الخضراء لم يكن الاول ولن يكون الاخير لان الواضح في الامر ان الاميركان الذين يسعون بل ويرغبون في استمرار بقائهم في العراق ردا على المطالبات الشعبية والبرلمانية الملحة على الحكومة العراقية باخراج قواتهم لانه ثبت وبالدليل وكما اشارت اوساط سياسية رفيعة المستوى ان التواجد الاميركي لم يقدم للعراق سوى خرق سيادته وقصف واستهداف مواقع الحشد الشعبي. ولما كانت الذريعة الكاذبة والخادعة التي دخلت فيها القوات الاميركية من الشباك بعد ان خرجت من الباب الا وهو خطر الارهاب قد نفد مفعولها ولم تعد لها تلك الفاعلية بفضل الضربات الموجعة والمؤلمة التي تلقاها ارهابيو اميركا الدواعش على يد ابناء المرجعية قوات الحشد الشعبي والتي استطاعت ولازالت ولهذه اللحظة تمارس دورا فاعلا وشجاعا في تطهير الارض العراقية من دنسهم ورجسهم رغم الدعم اللوجستي والاعلامي والسياسي الذي يحظى به هؤلاء الارهابيون من قبل واشنطن.

ولذا فان قيام السفارة الاميركية وبالاعتمادعلى عملائها في القيام بمثل هذه الالاعيب المفضوحة لم تكن الاولى وليست الاخيرة ولايمكن ان تنطلي على احد او تخدع العراقيين او انها لم تكن سوى اداة ضغط على الحكومة العراقية بان تتغاضى او تتجاهل النداءات والمطالبات الشعبية والنيابية بالوقوف بوجه التدخل الاميركي السلبي في الشأن الداخلي العراقي والعمل على اخراج القوات الاميركية التي لم ير منها العراقيون سوى الارهاب واقلاق الوضع الامني الداخلي.

واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه ان العراق اليوم وبعد ان طرد الدواعش الاميركان من المدن فانه يعيش حالة من الاستقرار النسبي الذي سيفضي الى الاستتباب الامني بفضل يقظة وتعاون القوات الامنية والحشد الشعبي والذي لمسه العراقيون عن قرب، وبطبيعة الحال فان هذا الامر لا يروق لاميركا ولا لعملائها ومرتزقتها في العراق، ولذلك فهي تحاول وبأي صورة كانت ان تخدش او تربك الوضع الامني من خلال دفع بعض الخلايا النائمة من ارهاببيها للقيام بعمل تخريبي بتفجير عبوة ناسفة هنا وهناك للايحاء ان الوضع الامني قلق ويحتاج لبقائهم في العراق، والملفت ايضا ان هذه الايذ اءات تأتي في وقت يستعد فيه العراقيون اليوم بحث الخطى من اجل الاستعداد لاستقبال الملايين من مختلف انحاء العالم لاحياء ذكرى اربعينية الامام الحسين(ع) والتي تعد اضخم تظاهرة جماهيرية عفوية في العالم والتي ليس لها مثيل،ولذا فان القيام باطلاق الصواريخ الممنهجة من قبل اميركا يراد منها زرع حالة من الخوف لكي تخفف من زخم وحدة اندفاع المسلمين والموالين لائمة اهل البيت في المشاركة في اربعينية الامام الحسين ع ، ولكن ليعلم الاميركان واعداء اهل البيت (ع) ان احياء ذكرى اربعين الامام الحسين عليه السلام لايمكن ان يوقف زخمها الهادر مثل هذه الاساليب وستبقى شوكة في اعينهم والى ابد الدهر لان جذورها في اعماق النفوس والعقول.