kayhan.ir

رمز الخبر: 101176
تأريخ النشر : 2019September18 - 20:26

لا تستبدلوا آمال اميركا الى مجرد خبر!

حسين شريعتمداري

تلقت وسائل الاعلام العالمية الشهيرة حديث سماحة قائد الثورة خلال جلسة خارج الفقه صباح الثلاثاء، اصداء واسعة، لاسيما تأكيده على آفاق التفاوض مع اميركا حين قال؛ "لن تكون هناك اي مفاوضات مع اميركا وفي اي مستوى" لتكون العبارة العنوان الاساس والمنتخب، مستنتجاً؛ "على العكس من بعض التوقعات فلن تكون هناك اي مفاوضات مع اميركا وعلى اي مستوى كان ليس خلال الزيارة القادمة لروحاني الى نيويورك ولا في المستقبل".

الا ان بعض وسائل الاعلام الاجنبية مثل قناة BBC، وتلتها بعض المواقع والقنوات المحسوبة على الجماعات القابعة في خارج البلد عزفت لحناً آخر قاصدة من حرف جوهر توجيهات القائد بان مواقف سماحته قد تغيرت حيال اميركا.

وفي جانب آخر من حديث القائد، وبعد ان رفض أي مفاوضات مع اميركا وعلى اي مستوى، قال؛ "اذا تراجعت اميركا عن مواقفها واعربت عن ندمها وعادت الى الاتفاق النووي الذي انتهكته فيمكنها وقتئذ المشاركة مع الدول الاعضاء في الاتفاق والتحدث مع ايران.

وفي غير تلك الحالة لن تعقد أية مفاوضات على أي مستوى بين مسؤولي الجمهورية الاسلامية والاميركان لا في نيويورك ولا في غيرها".

وبهذا الخصوص نقرأ التعليق؛

1 ـ ان شرط "توبة اميركا" وهو ما تطرق سماحة القائد اليه في حديث اول امس ليس بالشرط او الموقف الجديد، فهذا الكلام بالضبط ودون اي اختلاف كان موقف سماحة الامام (ره) حين تفضل بالقول: "نحن صامدون الى النهاية ولن تكون لنا اي علاقات مع اميركا، الا ان تعود لادميتها وتكف عن ارتكاب الظلم".

(صحيفة الامام، ج19، ص 94)

اذن، فاذا اعلنت اميركا توبتها ـ بفرض المحال ـ وكفت عن ظلمها، فلن تكون اميركا نفسها اليوم. فلم تكن قضية التنازع بين ايران واميركا حول الارض الاميركية او شعبها ولن تكون كذلك، بل الاختلاف بخصوص "السلوكية الاستكبارية لاميركا" وعديد الجرائم التي ترتكبها في ارجاء العالم، فان ترفعت عن هذه الخصال فلا يوجد سبب لابقاء واستمرار العداء.

2 ـ ان اميركا كانت حتى الان تضع شروطا للتفاوض، وها هو سماحة القائد يغير صورة القضية بوضعه شروطاً لاميركا، مؤكدا انه من دون قبول هذه الشروط من قبل اميركا فلا تبرم اي علاقات ومفاوضات ولايمكن حتى تصور ذلك. وبعبارة ثانية فان سماحة قائد الثورة قد رجح الكفة لصالح الجمهورية الاسلامية في التعامل مع شكل القضية في السابق حيث كانت الكفة الاميركية هي الراجحة، وهو بذلك قد دفع بمسار عزة ايران الاسلامية خطوات أبعد. وهو ما اشار اليه اول امس في حديثه حين قال: "ان الجمهورية الاسلامية هي جمهورية المؤمنين وجمهورية المسلمين لله وجمهورية العزة والكرامة".

3 ـ ان واحدة من عشرات نقاط الاعتزاز الاخرى في حديث سماحة القائد اول امس، انه لم يعتبر التفاوض مع اميركا امراً ممكناً حتى مع توبة اميركا ـ بفرض المحال ـ والقبول بشروط ايران.

فالمفاوضات التي تصبو اليها اميركا هي مفاوضات حول التصنيع الصاروخي لايران، وعدم حضورها في المنطقة، اي التفاوض لاجل زيادة تعهدات ايران، والتي لطالما اعلنتها، الا ان سماحة قائد الثورة رفض اي نوع من المفاوضات الجديدة بشكل قاطع، قائلا؛ ان اميركا في حال قبولها لشروط ايران واعلانها التوبة و... يمكنها ان تشترك كعضو من اعضاء مجموعة 5+1 في المفاوضات المتعلقة بخطة العمل المشترك وليس في المفاوضات التي كانت ومازالت اميركا تعقد عليها الآمال و... وهكذا دفعت باذنابها لتحويل آمال اميركا الضائعة الى مجرد خبر! على سبيل المثال تقول BBC؛ "ان استبدال (الرفض المطلق للتفاوض) الى (رفض مشروط) لاسيما خلال حديث السيد خامنئي اليوم (اول امس) لهو بحد ذاته مما يلفت النظر". ولا تبين القناة عن اي مفاوضات يتحدث!

من هنا يمكن الالتفات بوضوح الى ان سماحة القائد قد خطى في موقفه بالامس (يوم الثلاثاء) ضد اميركا عدة خطوات عالية تبعث على العزة.