الانحدار التدريجي للكيان الصهيوني قادم
عندما استشرف قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي (حفظه الله ورعاه) اثناء لقائه بالمسؤولين وعدد من النخب من ابناء الشعب الايراني بمناسبة عيد الفطر المبارك بعبارة لها مدلولاتها الكبيرة وهي ان العالم سيشهد «الانحدار التدريجي للكيان الصهيوني» .
ومن الواضح ان هذه العبارة لن تقع ضمن التكهنات او الاحلام او الرغبة بذلك بل هي حقيقة ناصعة بدأت بوادرها وبوضوح على مرأى ومسمع من العالم ، وبنفس الوقت تعكس اطلاق هذه العبارة مدى الحالة المأساوية التي يعيشها الكيان الغاصب للقدس اذ بدأت معاول هدمه وازالته تطرق على رؤوس مسؤوليه من القيادتين السياسية والعسكرية من خلال الاختلافات العميقة التي تأججت بينهم حول الكثير من القرارات التي تتخذها حكومة نتنياهو والتي ستعجل بهذا الزوال بحيث اوجزها رئيس الكيان الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، من «أنّ الأزمة الداخلية، التي تمرّ فيها «إسرائيل»، تُعَدّ من أخطر الأزمات الداخلية، وتؤثّر في عدد من القطاعات.
وقال هرتسوغ، في مقابلةٍ خاصة بصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إنّه «إذا فشلت الاتصالات من أجل حل الأزمة الداخلية، فلن أخجل من أن أقول مَن هو المذنب».
ومن جانب اخر هو الضغط الكبير الذي يمثله العمليات الفدائية اليومية البطولية الشجاعة لابناء الارض الفلسطينية الذين اوصلوهم بها الى حالة من اليأس الكبير في اخماد نار الانتفاضة الشعبية الفلسطينية والتي اتسع اوارها بحيث اخذت تسري وتشمل كل المدن الفلسطينية بحيث وصلت الى قلب تل ابيب مما يعكس حقيقة مرة للصهاينة من انهم لايمكن ان يحلموا بعد اليوم بالامن والاستقرار وكذلك في قادم الايام.
ولذا فان الخلافات الحادة والعميقة بين القيادات السياسية والعسكرية الصهيونية وصل حدا بحيث بدأت تنشر غسيلها العفن مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيل ميديا فضلا عن الاعلام الرسمي الصهيوني المرئي منه والمسموع وصفحات الصحف الصهيونية اليومية بحيث وبمتابعة دقيقة لاي مراقب لما ينشر سيجد ان هذا الكيان لم يعد يقوى على البقاء والاستمرار ولابد ان تحين الساعة التي ينهار فيها وكما عبر عنه احد المحللين الصهاينة من ان “ اسرائيل اليوم ترى من الظاهر انها جبل ضخم وكبير لايمكن زعزعته الا انه وفي الواقع خاو من داخله بحيث لايقوى على الصمود بل يتهاوى امام اي هبة ريح عاصفة”.
والنقطة الاخرى والمهمة في الموضوع ان الكيان الصهيوني اصبح وعلى ضوء هذه الحالة المزرية قد فقد العصا الغليظة التي كان يتكأ عليها وهي اميركا ويمكن ان يقال انها لم يعد الحليف القوى التي يمكن ان تعتمد عليه واشنطن مع اخذ نظر الاعتبار بان اميركا قد اوحلت في المستنقع الاوكراني الى اخمص قدميها بحيث باتت مشلولة الحركة تجاه اغلب القضايا العالقة في المنطقة والعالم والتي بانت من حالات التعثر التي يتعرض لها بايدن في كل ما يخطط له من مشاريع والتي لاتجد طريقها للاستجابة.
ولابد لنا في هذا المجال من التذكير من ان ما يجري من تنسيق لاعادة العلاقات بين الجمهورية الاسلامية وبعض دول المنطقة كالسعودية ومصر والاردن وغيرها قد قصمت ظهر الكيان الصهيوني خاصة وان الحكومات الصهيونية الماضية وحكومة نتنياهو الحالية قد وضع كل امالها من انه وبمؤازرة هذه البلدان باعادة خريطة المنطقة وكما يحلو لها، ولكن اليوم بدات تدرك حالة الخيبة واخذ يساورها القلق الكبير مما يجري على الارض لانه لم ولن يصب في تحقيق مشاريعها الاجرامية الخبيثة، وبطبيعة الحال فان ماتقدم سيساهم مساهمة فعالة وكبيرة بانيهار هذا الكيان.
واخيرا فان استشراف قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي (حفظه الله ورعاه) بالانحدار التاريخي للكيان الصهيوني اخذ طريقه وبصورة متسارعة خاصة وان ابناء المقاومة الفلسطينية الابطال الذين يلقون الدعم الكامل من ابناء محور المقاومة ولبنان والعراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول وكذلك من احرار العالم قد اعطاهم زخما كبيرا وجارفا من اجل الوصول بهذا الكيان الاجرامي الغاصب للقدس الى مرحلة الانهيار بحيث ستعود القدس الشريف وستعود الارض الفلسطينية الى اهلها الحقيقيين لينعموا بخيرات بلدهم ومايفضيه من الامن والسلام والاستقرار وان دماء الشهداء سالت واريقت على ارض الكرامة والعزة الفلسطينية لايمكن ان تذهب هدرا بل انها ستغير الخارطة وبما يعم على الفلسطينيين بالدرجة الاولى وشعوب المنطقة بالامن والسلام والاستقرار.