kayhan.ir

رمز الخبر: 154153
تأريخ النشر : 2022July24 - 20:17

كيف تتحكم دول القمة الثلاثية في إيران بغاز اوروبا

 

 

د.زكريا حمودان

إجتمعت كل من إيران، روسيا وتركيا، وهي دول رئيسية ومؤثرة في منطقة الشرق الاوسط وغرب آسيا لتبحث في بعض القضايا الاقليمية. اللقاء ليس بجديد فهو استمرار لمسار "أستانا للسلام" ولكن له دلالاته وخصوصيته في ظل تبدلات كثيرة في منطقة شرق المتوسط.

في الشكل تمحور اللقاء حول الملف السوري وكانت خلاصته واضحة جدًا، وساهمت في تثبيت الشرعية على كامل الاراضي السورية، وضربت الوجود الاميركي في الشمال السوري، والذي بات واضحًا انه المحرض الاول لبعض القوى الكردية ضد تركيا، فما كان من تركيا سوى التزام مقررات القمة وتعديل استراتيجيتها في ملف العملية التي كانت تسعى الى القيام بها داخل الاراضي السورية تحت مسمى محاربة الارهاب.

عندما نتحدث عن الدول المذكورة في القمة نجد أننا أمام ثلاث لاعبين اساسيين في ملف الغاز الذي يعتبر اليوم المحور الاول في السياسة الدولية. كما اننا نجد بأن ملف الغاز الاوروبي هو الحاضر الاكبر بين الافرقاء سواء في المباشر او الغير مباشر، فمجرد لقاء الرؤساء الثلاثة هو اشارة في هذا التوقيت الى صورة مقلقة للاوروبيين وكذلك الولايات المتحدة الامريكية.

مع وصول الرئيس الروسي الى ايران، أعلنت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط وشركة غازبروم الحكومية الروسية توقيع "وثيقة تفاهم" قيمتها نحو 40 مليار دولار، بحسب ما أعلنه المكتب الإعلامي التابع لوزارة النفط الإيرانية. وقال المكتب الإعلامي لوزارة النفط الإيرانية إن شركة غازبروم ستساعد إيران في تطوير حقلين للغاز (حقل كيش وحقل غاز البارس الشمالي) إضافة إلى 6 حقول نفطية أخرى.

وذكر المكتب أن غازبروم ستشارك أيضاً في استكمال مشاريع إنتاج الغاز السائل، وبناء خطوط أنابيب.

الغاز بين روسيا وتركيا

اما بين روسيا وتركيا فيوجد خط الغاز التركي (السيل التركي)، المخصص لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر تركيا، مروراً بالبحر الأسود إلى البر التركي، لينتهي عند الحدود التركية ـ اليونانية حيث تُقام مستودعات ضخمة للغاز، ومن ثم يورَّد للمستهلكين في شرق ووسط أوروبا. ويدخل خط الأنابيب، الذي يتألف من أنبوبين بقدرة 15.75 مليار متر مكعب من الغاز سنويّاً لكل منهما، الأراضي التركية عبر ولاية قرقلر إيلي في الشمال الغربي، ثمّ إلى الأراضي اليونانية، يغذِّي الأنبوب الأول تركيا، والثاني دول شرقي وجنوبي أوروبا. وبلغت تكلفة المشروع نحو 12.9 مليار دولار، فيما يبلغ طوله الإجمالي نحو ألف و160 كيلومتراً، 930 منها تحت قاع البحر الأسود و180 في البر التركي، بالإضافة إلى 50 كيلومتراً أخرى في البر الروسي.

خطوط الامداد تحت مرمى نيران محور المقاومة

بعد استعراضنا للعلاقة الثلاثية الابعاد بين الدول الثلاثة (ايران ـ روسيا ـ تركيا) نجد اننا امام معادلة متماسكة على المستوى الاستراتيجي. اما ميدانيًا فإننا امام معادلة تهديد العالم برمته على مستوى امدادات الغاز اذا ما استكملت الولايات المتحدة الامريكية سياستها التصعيدية، وهنا لا بد والتوقف عند دور قوى المقاومة في المنطقة والتي لن تسكت على اي تمادي تجاه حقوق شعوبها. انطلاقًا منه لم تعد فقط كميات الغاز التي تصدرها روسيا نحو الاتحاد الاوروبي هي فقط مهددة، بل سيتحول كل الغاز الخارج من مضيق هرمز نحو اوروبا مهدد، وكذلك غاز شرق المتوسط قبالة شواطئ فلسطين المحتلة، وصولا الى ناقلات الغاز التي تمر عبر مضيق باب المندب.

خلاصة

قد يعتقد البعض ان اوروبا حليفة اميركا، وان العملاق الاميركي سيهدد العالم حفاظًا على امدادات الغاز تجاه اوروبا. حقيقة الامر مختلفة جدًا، فأمريكا ليست اللاعب الاوحد في العالم اليوم، هي تلعب فقط من اجل تحقيق مصالحها دون ان تكون مسؤولة عن مصالح اوروبا، بالتالي فإنَّ الدول الاوروبية اليوم عليها العودة الى دول القمة الثلاثية حيث هناك يتقرر مصير الغاز الاوروبي، وتحديدًا بعد القمة الثلاثية في إيران.