ما وراء استماتة واشنطن احياء الاتفاق النووي؟
يرى مراقبون سياسيون، انه من الواضح ان الولايات المتحدة الامريكية منذ ان دعت الى احياء الاتفاق النووي وتوسطت اوروبا للبدء في مفاوضات فيينا، كانت تهدف الى توسيع دائرة المفاوضات بمعنى عدم حصرها في الملف النووي.
وقالوا: ان الولايات المتحدة الامريكية تعتقد انها فيما اذا رفعت الحظر الكامل عن ايران، فهذا يعني تقوية الاوراق الايرانية وعندها لن تكون طهران مستعدة للدخول في اي تفاوض غير الملف النووي، باعتبار انها اخذت ما تريد من رفع العقوبات واستردت عافيتها الاقتصادية، ولهذا تعتقد امريكا في حال حدوث ذلك فانها تخسر اي اوراق ضغط على ايران في ملفات اخرى كملف الصواريخ او ملفات المنطقة بشكل عام.
ولفتوا الى ان امريكا تلجأ الى التسويف وابقاء اوراق تستغلها وتوظفها في سبيل الضغط على ايران بعد الاتفاق النووي فيما لو حصلت العودة اليه، مشيرين الى ان امريكا تعتبر موضوع المباحثات حاجة دبلوماسية عالمية باعتبار ان ترامب قد اساء الى الصورة الخارجية لامريكا، لذا فهي تسعى الى تفاوض اجوف وظاهري لاعادة تلميع صورتها امام المجتمع الدولي، وهذا ما اوضحه بايدن في اكثر من مرة.
من جانبهم، اكد دبلوماسيون ايرانيون الولايات المتحدة الامريكية تمارس لعبة الفأر والقط وتحاول رسم الخارطة التي تتحرك من خلالها لاحياء الاتفاق النووي. وحذورا من ان ايران اذا لم تدرس جيداً هذه الخارطة التي يتحرك من خلالها الامريكي، فلن تستطيع ان تكشف نواياها الحقيقية مشيرين الى ان هناك منهجية واستراتيجية وتكتيك تسير عليه الولايات المتحدة، ولا تتغير بوصول رئيس جمهوري او ديمقراطي.
واضافوا، على المستوى الاستراتيجي تسعى امريكا منع ايران من اي تحقيق مراحل تنموية او تطويرية بشرية كانت او عملية او فنية، وشددوا على ان ايران فيما لو وقعت اتفاقاً جديداً مع امريكا، فهل ستحل المشكلة، بالطبع لا، هذا ما يقولونه الامريكان هم بصريح العبارة، ما حدى بالرئيس الايراني المنتخب ابراهيم رئيسي رسم خطوطاً عريضة من ان ايران لن تدخل في مفاوضات قادمة اذا لم تخرج بعد كل جولة منها بنتائج ملموسة على الارض.
واستبعد هؤلاء الدبلوماسيون من الوصول الى حل مع الامريكان باعتبار ان المنهجية والاستراتيجية والنوايا الامريكية تحاول زج ملفات اخرى وعلى رأسها الامن الاسرائيلي.
واكدوا ان امريكا حتى لو حصلت على آمالها ووقعت اتفاقاً مع ايران، فانها ستخرج منه بالتأكيد كما خرجت من اتفاق 2015، وتطالب بكل شيء دون ضمانات! ووصفوها بقمة الوقاحة.
في المقابل، يرى محللون روس، ان التصرفات الامريكية مع ايران يرجع الى نوع من اللعبة الدبلوماسية السياسية ليس اكثر. وقالوا: انه حتى لو تمكنت ادارة بايدن من احياء الاتفاق النووي، فانه بعد اقل من اربع سنوات اذا انتصر ترامب في الانتخابات الامريكية فمن المؤكد من انه سينسحب من الصفقة الجديدة منها فوراً.
واوضحوا، انه لا توجد ضمانات ابداً في السياسة الامريكية، واذا اعطى بايدن ضمانات، فيوم الغد عندما يصل ترامب الى السلطة فانه سيسنحب منها، وعزوا السبب باستمرار بايدن في المفاوضات بغض النظر عن اللعبة السياسية، هو انه يهدف الى اعادة بناء علاقات طيبة مع حلفائه في اوروبا، بخطوتين، الاولى هي احياء المفاوضات مع الجانب الايراني، باعتبار ان اوروبا انتقدت انسحاب امريكا من الاتفاق النووي بسبب التعاون الاقتصادي بين الدول الاوروبية وايران الذي كان عميقاً جداً وفي مصلحة كلا الطرفين.
واضافوا ان الخطوة الثانية، هي الموافقة الامريكية باستكمال بناء انابيب الغاز ما بين روسيا والمانيا، من اجل احياء وتقارب مع الدول الاوروبية التي انشقت من الولايات المتحدة خلال عهد ترامب، ونبهوا الى ان الهدف الرئيس لادارة بايدن هي اعادة توحيد الحلفاء الاوروبيين وفي حلف الناتو، اما بالنسبة للاتفاق النووي فان بايدن لا يهتم بها بشكل كبير ويحاول ان يحصل شيئا من هذه التفاهمات، ولكن في حال وصول شخص مثل ترامب، فانها ستتفكك هذه الاتفاقيات، وان المشكلة ليست في البرنامج النووي الايراني، ولكن الادارات الامريكية تدرك تماماً ان هناك تقارب الايراني الصيني وايضاً ايران هي الحليف الاستراتيجي بالنسبة لروسيا ما يعني انها تمثل حجرة الزاوية بالنسبة لاعداء الولايات المتحدة الامريكية في العالم.
ما رأيكم..
لماذا ترفض ادارة بايدن على رفع الحظر الكامل عن ايران؟
هل تبقي على تجاهلها لدعوة غوتيرش وموسكو وبكين لذلك؟
اي مآلٍ لمباحثات في فيينا في ظل التعنت الامريكي؟