عقوبات ام ضوء اخضر لبايدن؟!
حسين شريعتمداري
بالامس اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية في بيان؛ "ستدرج أسماء المسؤولين الاميركيين رفيعي المستوى، وتشمل؛ رئيس الجمهورية "دونالد ترامب"، ووزير الخارجية "مايك بومبيو"، ووزير الدفاع السابق "مارك اسبر"، ووكيل وزارة الدفاع "كريستوفر ميلر"، ووزير الخزانة "استيون منوتشين"، ورئيسة جهاز المخابرات (السي آي ايه) "جينا هسبل"، والمستشار السابق للامن القومي "جون بولتون"، والمسؤول السابق للشأن الايراني في الخارجية الاميركية "برايان هوك"، والممثل الخاص السابق للشأن الايراني في الخارجية "اليوت آبرامز"، ومسؤول دائرة الاشراف على الارصدة الاجنبية (اوفك) "آندريا غاكي"، على قائمة من ستطالهم العقوبات"!
ويأتي اجراء وزارة الخارجية الايرانية في وقت انتهت بالامس مسؤولية ترامب وبومبيو وسائر المسؤولين الاميركيين رفيعي المستوى، وكما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية "ستدرج اسماؤهم على لائحة العقوبات" بالامس اي في نفس اليوم الذي سرحوا من مشاغرهم، وانتهت مسؤولياتهم الرسمية! ولا يشغرون اي وظيفة في الحكومة الاميركية!
ولم توضح وزارة الخارجية المحترمة، وابقت التساؤل حائرا، انه اذا كان من المقرر ان تفرض على هؤلاء المسؤولين الاميركيين عقوبات فلماذا الان بعد ان انتهت فترة مسؤولياتهم، وعزلوا من مناصبهم؟ !
وهنا من الضروري الاشارة الى اربع مسائل؛
1 ـ لربما يقال ان العقوبات لا علاقة لها بمناصبهم ومسؤولياتهم الموكلة اليهم بحيث تفقد قيمتها وتنعدم آثارها بمجرد عزلهم عن مناصبهم!
وهنا لابد من التنويه الى ان عداء هؤلاء المسؤولين والجرائم التي ارتكبوها بحق ايران الاسلامية والشعب الايراني ترتب اثرها خلال فترة توليهم لمسؤولياتهم وبالاعتماد على مناصبهم التي شغروها، على ذلك فلماذا وبأي تبرير سياسي، وعقلي ومنطقي تاجلت هذه العقوبات الى ما بعد عزلهم من مسؤولياتهم؟! وينبغي ان نلفت الى ان فرض العقوبات على ترامب وبومبيو وغيرهما من المسؤولين الاميركيين رفيعي المستوى هو اجراء لازم وهو امر مفروغ منه، ولكن الاشكالية تكمن في سبب تاخير العمل به ولم تصدر هذه الاحكام من قبل، لنشهد اليوم الاعلان عنها.
2 ـ ان نظرة عابرة الى نماذج من التراخي والانفعال الذي عانت منه حكومتنا في سياستها الخارجية، وربط شؤون البلاد، بشكل واضح ومتكرر، بما حل ويحلّ على اميركا، من جانب و من جانب آخر، وبالنظر للآمال التي عقدتها الحكومة المحترمة على مجيء حكومة بايدن، واعلانها صراحة ـ مما يعزز هذا الاحتمال ـ ان الهدف من فرض العقوبات على ترامب وبومبيو وسائر المسؤولين رفيعي المستوى، لهو ضوء اخضر من قبل الحكومة الى بايدن، الغرض منه لفت انتباهها!
3 ـ وان كانت هذه المسالة مشوبة بالمرارة ولكنها غير مستبعدة لما عودتنا مخرجات وزارة الخارجية، في تسطير امثلة غير منسجمة مع متبنيات الثورة والمصالح القومية للبلاد، لنشهد اليوم قرار فرض عقوبات على المسؤولين الاميركيين بعد ان يعزلوا من مناصبهم التي كانوا يشغرونها، لهو القرار الذي يصدر من تيار يسعى بدبيبه او من مسؤولين في الحكومة ووزارة الخارجية لا يعيروا لماء وجه النظام وقدسيته اي اهمية!
4 ـ وقد تمت الاشارة في بيان وزارة خارجيتنا الى الجرائم التي ارتكبت على يد ترامب وبومبيو وسائر المسؤولين الاميركيين رفيعي المستوى، والتسبب في شهادة قادة المقاومة العظام؛ الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، هو اجراء يستحق الثناء، وان كان من المفترض التاكيد على القرار الحازم للجمهورية الاسلامية الايرانية بالثأر للدماء الطاهرة لشهداء المقاومة الابرار، الشهيد سليماني والشهيد ابو مهدي، والاقتصاص من مسببي الاغتيال حتى بعد عزلهم من مسؤولياتهم.