kayhan.ir

رمز الخبر: 71245
تأريخ النشر : 2018February05 - 19:11

مدينة سراقب بريف إدلب.. استراتيجيةُ في المرحلة المقبلة

علي حسن

على الرغم من تصدّر أحداث الغزو التركي لمدينة عفرين واجهة المشهد الميداني في سوريا، إلّا أنّ قوات الجيش السوري و حلفائها تحركت بشكل واسع في ريف إدلب، مقتربةً بشكل كبير من مدينة سراقب الاستراتيجية، التي ستتيح للجيش حين السيطرة عليها الانطلاق نحو عدة مناطق مهمة وتقطيع أوصال الإرهابيين فعليًا في المحافظة المسكونة بالإرهاب.

لا تقتصر أهمية تحركات الجيش السوري الأخيرة في ريف إدلب على عمليات تأمين مطار أبو الضهور العسكري وإمداد الجيش السوري نحو الخطوط الأمامية فقط، بل تتعدّاها لأمر بالغ الأهمية بات يتضح في تنسيقيات المسلحين، حيثُ تتقاذفُ الفصائل المسلحة التُهم فيما بينها، في حين يؤكد بعضها أنّ إرادة القتال لديهم قد انعدمت نتيجة الخسائر المتكررة التي يتلقونها على أيدي الجيش السوري وحلفائه.

وفي هذا السياق يقول مصدرٌ عسكري سوري إنّ "معنويات المسلحين منهارة تماما ، والكثير منهم يفرون أمام الجيش السوري وحلفائه الذين باتوا على نحو قرابة تسعة كيلو مترات عن مدينة سراقب، مقلّصين بذلك المسافة التي تفصلهم عن المدينة.

ويشير المصدر العسكري ذاته إلى أنّ " اقتحام سراقب قد لا يكون سهلًا لدرجة كبيرة، وسيستوجب وضع خطة عسكرية مُحكمة، فالمدينة تعتبر من أهمّ مقرات إرهابيي "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام" المتحالفة معها، ولها أهمية عسكرية كبيرة بالنسبة لهما لأن أكبر مستودعات أسلحتهما بداخلها.

استعادة الجيش السوري لسراقب ستسهّل على القوات الآتية من ريف حلب الجنوبي الغربي عمليات التقدم، وستعتبر تلة العيس وبلدتها والقرى المحيطة بها بحكم الساقطة ناريًا بسبب وقوعها حينها بين فكّي كماشة الجيش من جهة ريف حلب الجنوبي الغربي ومن جهة سراقب، وبالتالي سيكون الجزء الواصل من طريق حلب – دمشق بين النقطتين المذكورتين ساقطًا في قبضة الجيش بشكل تلقائي حسب حديث المصدر العسكري.

كذلك يؤكد المصدر أنّ "سراقب ستشكّل نقطة انطلاق لقوات الجيش السوري والحلفاء نحو اتجاهين اثنين، أوّلهما نحو بلدتي سرمين وبنّش ومن بعدهما مركز محافظة مدينة إدلب وبالتالي مشارف قريتي كفرية والفوعة المحاصرتين، والثاني نحو الجزء الجنوبي من محافظة إدلب الممتد نحو الحدود الإدارية لمحافظة حماه مرورًا بمدينتي معرة النعمان وخان شيخون"، لافتًا إلى أنّ " تلك المرحلة ستكون مرحلة تقطيع أوصال الإرهابيين داخل محافظة إدلب، فقرار الجيش السوري بضرب مقرات إرهابيي "جبهة النصرة" والفصائل المتحالفة معها في إدلب مُتخذٌ و لن يتم التراجع عنه".