kayhan.ir

رمز الخبر: 65686
تأريخ النشر : 2017October28 - 21:06

بالخريطة.. هكذا تريد الولايات المتحدة تقسيم سوريا


كفاح نصر

لا يخفى على أحد أن تركيا التي تعهدت بالقضاء على جبهة النصرة في أستانا دخلت إدلب برفقة قوات من جبهة النصرة نفسها و هي غير معنية بالوضع في إدلب بل معنية في مصالح ضيقة جداً مع الامريكي وأكثر من ذلك تفاقمت الإمور بعد أن أصبحت إدلب ضمن مناطق خفض التصعيد كالهجوم على شمال حماه، و مؤخراَ شن هجمات شمال اللاذقية, في حين تشير المعطيات الى أن عين القوات التركية على عفرين و ليس على إدلب .

و المفارقة بأن عفرين لم تشكل أي خطر على التركي بعكس منطقة عين عرب مثلا, و هي التي دخلت منها قوات البشمركة قادمة من شمال العراق عبر الاراضي التركية و بموافقة أردوغان الى عين عرب بمدافعهم و أسلحتهم الثقيلة, و كانت أساس ما سمي قوات سورية الديمقراطية.

أردوغان الذي أرسل إبنه لتحسين العلاقات التجارية مع كيان الإحتلال الإسرائيلي و أرتدى علم فلسطيني ليتوعد الاحتلال (بالعلاقات التجارية المميزة) معروف عنه المراوغة و مثال ذلك هو موقفه تجاه إستفتاء كردستان العراق حيث رعد و توعد كما توعد الاحتلال الاسرائيلي عملياً لم يقم بأي خطوة للضغط على البرزاني رغم أن بيده (حنفية خط النفط) و أردوغان يراوغ في سورية, و عوضاً عن إرسال شرطة عسكرية الى إدلب لمراقبة الهدنة بدأ يحشد القوات في إدلب, و لكن ماذا يريد و لماذا كل هذه القوات و هل جن جنونه لدخول حرب شوارع في مدينة عفرين أم أن ما وراء الأكمة ما ورائها؟.

التطورات الميدانية تأتي بعد إعلان كل من واشنطن و باريس بأن التحالف الامريكي ضد "داعش" لن يغادر سورية بعد القضاء على التنظيم, و بدأ ترامب استراتيجيته الجديدة في سورية بمجزرة مروعه في دير الزور عن سابق إجرام و تصميم ضد المدنيين في رسالة عسكرية مفادها بأنه موجود شمال الفرات و يريد آبار النفط و خلق منطقة عازلة بين سورية و شمالها.

التقارير البحثية الأمريكية كتقرير "خطة سلام لسورية” في نسخته الأولى الذي كان يدعم وقف اطلاق نار و قيام اربع دويلات في سورية من بينها "داعش" كانت تتحدث دائماً عن أن الوجود الامريكي في شمال سورية سببه الرئيسي تبديد مخاوف تركيا من الأكراد, و وجود تركي في ادلب لحماية ما اسمته السنّة و بعبارة غير دبلوماسية لتبديد مخاوف تركيا من دولة كردية خارج سيطرة الاتراك.

بينما في النسخة الثالثة من التقرير الذي تغير بتغير الوقائع الميدانية أصبح الأمريكي يسعى منذ مطلع هذه السنة بأن يتم وضع الرقة و دير الزور تحت إشراف قوات دولية من التحالف الامريكي و ليس برعاية الشرعية الدولية و ذلك لعزل سورية عن شمالها و لعزل قسد عن الجيش العربي السوري, وبدء التحالف عبر قسد يتقدم من جهة للوصول الى الحدود العراقية عبر عمليات استلام و تسليم من "داعش" مع كل تقدم للقوات السورية و من جهة للسيطرة على حقول النفط و الغاز, و ما التصريحات الفرنسية الامريكية عن تقديم مساعدات للرقة سوى تمهيد لوضع هذه المناطق تحت سيطرة قوات التحالف الامريكي.

المشروع الامريكي يريد أن يكون البترول بيد قوات التحالف الامريكي و أن يشكل هذا التحالف منطقة عازل لفيدرالية كردية على أن تكون في مناطق غير متصلة يفصل بينها الجيش التركي شمال حلب و في إدلب و بالتالي دخول التركي لإدلب لم يأت وفقاً لقرارات أستانا بل وفقاً للقرارات الامريكية, حيث أن ما طرحته المراكز البحثية الامريكية هو وضع كل من ادلب و شمال حلب و درعا تحت الرعاية التركية في ثلاث مناطق منفصلة و منطقتين كرديتين تحت رعاية البرزاني (قسد) و منطقة فصل للاحتلال الامريكي .

هل يعقل أن يجازف الأمريكي بحرب عالمية و بإشعال المنطقة لأجل 30 الف برميل نفط.؟ ربما إذا كان يخطط لحروب في المستقبل القريب, و لكن من الواضح بأن الأمريكي يفاوض و لا يقاتل و المعلن هو النفوذ الإيراني و تصفية القضية الفلسطينية و يبقى الأهم للأمريكي هو الملف الأفغاني.

التصعيد الأمريكي في شمال سورية يترافق بضغوط عربية لاشعال لبنان من الداخل مع عجز العدو الإسرائيلي عن شن عدوان جديد على لبنان, و يتزامن مع تحذيرات سورية بأن فشل الدبلوماسية بإخراج الأمريكي من سورية سيدفع دمشق لإعتماد وسائل أخرى و لها باع في هذا الأمر, و بل يوم أمس الامريكيين هم من تذكر مبنى المارينز في بيروت في حين أن تهديدات كولن باول لدمشق من العراق إنتهت بطرد كولن باول و جيشه من العراق, و اليوم إستمرار الأمريكي بنهج التقسيم كورقة ضغط هو مجازفة كبرى و خصوصاً أن رسائل اف 35 قلبت المعادلات و لم تشكل عامل ردع, و كما تغيرت طروحات مراكز البحث الامريكية سابقاً ستتغير مجدداً, و لكن يبقى السؤال برسم التركي هل الضمانات التي قدمتها واشنطن لتركيا أفضل من ضمانات إسقاط سورية و دولتها و نظامها.؟