على الجبناء أن يصمتوا
مهدي منصوري
التصريحات النارية التي تخرج من هنا وهناك والتي تهدد بضرب او شن عدوان على ايران لم تكن جديدة او غريبة على المتابع لمثل هذه التصريحات والتي يمكن القول من انها قد عفى عليها الزمن واصبحت كالاسطوانة المشروخة، وهناك مثل مصري يقول "الكلب اللي يعوعو ما يعضش" وهو ينطبق انطباقا على النعيق السعودي والاميركي والذي يمكن وصفه بانه زوبعة في فنجان ليس الا.
وكشف وزير الخارجية الاميركي السابق كيري ان "دول المنطقة كانت تطلب منا وتحثنا على ضرب طهران".وهو يعكس حالة الجبن والضعف الذي يتملك تلك الدول خاصة السعودية التي اوحلت اليوم والى أخمص قدميها في الشأن اليمني، بحيث وبكل ما تملكه من امكانيات عسكرية لم تستطع ان تحسم الامر الى صالحها بسبب صمود الشعب اليمني الرائع الذي اثار اهتمام العالم اجمع، ولذلك فهي تحاول او تبحث اليوم عن طريق يقيها التبعات السيئة التي سيتركها هذا العدوان الغاشم.
وبنفس الوقت ان قرارها الاهوج وغير المدروس ضد قطر قد وضعها اليوم في حالة من الضعف الكبير لان ذلك الامر قد ترك الاثار السلبية والسيئة على الداخل السعودي خاصة القصر الملكي للخلافات التي اخذت تبرز بين اركان هذا القصر من جانب، ولتخلي بعض دول الخليج الفارسي من الوقوف الى جانبها والاقدام على الاستمرار في حل هذه الازمة من جانب اخر بحيث وضع الرياض وحدها في الميدان مما شكل حالة من القلق الكبير لحكام بني سعود، لذلك فانهم ومن اجل التخفيف من حدة المعاناة التي طوقتهم اخذت تصدر تصريحاتهم المكررة والممجوجة بارسال التهديدات الجوفاء ضد ايران.
ولكن السعوديون يدركون جيدا ايران الاسلام لايمكن ان تحيد عن موقفها الاستراتيجي والاساسي الحكيم الذي يقوم على ان تنعم المنطقة بالامن والاستقرار، وقد عملت وتعمل على تحقيق ذلك مع مختلف الاطراف الدولية والاقليمية، ولذلك فان لغة التهديدات لايمكن ان تدفع طهران لردود فعل غير محسوبة رغم ان السعودية قد مارست دورا قذرا من خلال ارسال بعض الارهابيين لاقلاق الوضع الداخلي الايراني، الا ان العيون الساهرة للقوات الامنية وأبناء الشعب استطاعت ان تخمد النار في مهدها، بل انها تمكنت ان توجه ضربة قاصمة لكل الذين جندتهم الرياض كخلايا نائمة للقيام بعمليات اجرامية.
ولانغفل ان طهران تملك القدرة والقوة على الرد على الرياض وبصورة تجعلها تندم على افعالها، وتستطيع ان تسكت تلك الاصوات الجبانة وبطريقتها واسلوبها الذي لايستهدف الابرياء كما يفعل الجبناء من عملاء الرياض، بل انها ردها يقوم على دعم القوى والدول التي تحارب الارهاب والارهابيين المدعومين سعوديا واميركيا مما يشكل ضربة في الصميم للمخططات الاجرامية، وبنفس الوقت تفشل كل المشاريع والمؤامرات التي تريد اقلاق الاوضاع الامنية في هذه الدول.
واللافت ان اختفاء السعودية وراء اميركا ودفعها لشن عدوان ضد طهران يعكس حالة الخوف والقلق السعودي، لان الرياض تدرك جيدا ان واشنطن لايمكن ان ترتكب مثل هذه الحماقة ضد طهران ولعدة معطيات، بعض منها يتعلق باميركا وموقعيتها القلقة اليوم والذي عكسه رئيس الاركان الاميركي بالامس من خلال دهشته للضعف الذي يعيشه الجيش الاميركي اليوم، والاخر الظروف الاقليمية والدولية والتي لا تسمح لها بارتكاب مثل هذه الحماقة.
واخيرا فعلى السعودية ان تعرف حجمها وان تصمت والى الابد لانها هي الحلقة الاضعف في كل الحالات لان اسيادها الاميركان قد قالوها وعلى لسان ترامب بعد ان افرغ خزينهم المالي عليهم ان لا يتوقعوا من اميركا المساعدة، بل عليهم ان يعتمدوا على قدراتهم مما يعكس ان عليهم ان يبرزوا للميدان لوحدهم وهذا مما لا يمكن ان يفعلوه لان ضعفهم وانهزامهم في اي مواجهة سواء كان في اليمن او بدعم الارهاب قد بدأ واضحا للجميع، مما يفرض على هؤلاء الجبناء ان يصمتوا والى الابد، وقبل ان يرون ما لايحمد عقباه.
الالتزام بالشروط الـ 29 لخطة العمل المشترك هو الرد على وقاحة اميركا
طهران/ كيهان العربي: ان اميركا حين تنقض المشروع الجامع للعقوبات على ايران، فهي ستنقض بشكل واضح خطة العمل المشترك. الا انه مع الاسف إن الحكومة الحادية عشرة قد اكتفت بردود الكترونية على المواقع حيال الضغوط برسائل الالكترونية، في الوقت لاذي ينحصر الرد العملي والقاطع لوقاحة اميركا في العمل بالبنود الـ 29 لتطبيق خطة العمل.
ان التصويت بخصوص العقوبات الشاملة ضد ايران المعروفة بـ "قانون المواجهة مع الاجراءات الايرانية المزعزعة ـ 2017" في الكونغرس الاميركي قد علق الى نهاية الاسبوع. والسبب هو ان نواب الكونغرس قد اتفقوا على اضافة العقوبات على روسية الى لائحة العقوبات على ايران لبرنامج الصواريخ البالستية. كما ان مجلس الشيوخ الاميركي قد صادق في نفس اليوم الذي تعرضت فيه ايران لهجومين ارهابيين، على لائحة العقوبات على ايران بواقع 92 صوتا مؤيدا قبال سبعة اصوات معارضة.
هذا المشروع يطالب باعمال عقوبات جديدة على ايران بذريعة البرنامج الصاروخي، ونقل حقوق الاسلحة، ودعم مجاميع المقاومة، ونقض ادعاء حقوق الانسان.
ان "ميتش ماك كانل" زعيم الاكثرية الجمهورية في الكونغرس، و"جاك شومر" زعيم الاقليمية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، و"بوب كوركر" رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، و"مايك كرابو" رئيس لجنة الشؤون المصرفية لمجلس الشيوخ، و"بن كاردين" العضو الديمقراطي البارز في جلنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ، هم من ضمن الذين تبنوا قضية العقوبات الجديدة على ايران، في مشاوراتهم مع النواب.
على السياق ذاته، كتبت صحيفة "واشنطن اغزمينو" في مقال؛ "ان زعيم الاقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ "جاك شومر" قد رحب الاثنين الماضي باجراء الكونغرس للتوصل الى اتفاق حول تعميم العقوبات ضد روسية على لائحة العقوبات على ايران بسبب برنامجها الصاروخي".
فيما صرح "ريتشارد نهفيو" خبير قضايا العقوبات وعضو الفريق النووي الاميركي المفاوض، لصحيفة "هافينغتون بوست" قائلا: "ان العقوبات الجديدة ستخيف الشركات الاجنبية من ابرام عقود مع ايران مما سيؤدي لتضعيف الوعود برفع العقوبات والتي تم بخصوصها في الاتفاق النووي".
فقد جاء في المادة (29) من خطة العمل المشترك: ان الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء وكذلك اميركا، ستتجنب اي سياسة تؤدي لعواقب عدائية مباشرة على تطبيع التجارة والعلاقات الاقتصادية مع ايران، وكل ما يعارض تعهداتهم المبنية على عدم الاخلال في التطبيق الناجع لخطة العمل المشترك.
وخلال المفاوضات النووية بين الحكومة الحادية عشرة ومجموعة 5+1، لطالما اكد منتقدو مسار المفاوضات، بان اميركا معروفة بنقض الاتفاقيات الدولية، ولذا يتحتم على الفريق الدبلوماي ان يلجوا الاتفاق بحذر ويتجنبوا الموافقة على تعهدات من طرف واحد لا عودة فيها.
فواشنطن منذ اليوم الاول لتنفيذ التعهدات ــ في يناير 2015 ــ شرعت بنقض العهود. واستمر هذا النقض حتى اقرت به رجالات الدولة. فقد قال "محمد جواد ظريف" على هامش اجتماع "اوسلو فروم" وفي معرض الاشارة الى ان اميركا لم تلتزم بتعداتها بشكل كامل الى الان؛ ان ما يؤسف له ان منهجية الادارة الاميركية الجديدة بهذا الخصوص لا تبعث على الامل.
على سياق متصل قال " عباس عراقجي": نرى ان الحركات التي صدرت خلال العام ونصف العام الاضية سواء من الادارة الاميركية الماضية ام الحالية، تجري على عكسها عهود اميركا في تنفيذ خطة العمل المشترك.