المنامة ومغبة الاستعانة مع الصهاينة
مهدي منصوري
في حوار تلفزيوني لاحدى الفضائيات الكويتية ابرز المتحاورون تخوفهم وقلقهم فيما اذا لم تحظى دول الخليج الفارسي بالحماية الاميركية خاصة انهم اشاروا الى ان السبب في ذلك يعود الى ان العلاقة بين الحاكم والمحكوم في هذه الدول تعيش حالة من عدم الانسجام بسبب غياب او تغيب رأي هذه الشعوب في اتخاذ القرارات الاساسية.
لذا ومما تقدم فان حالة التخوف الكاذب والمزيف من عدو مجهول دفعها الى ان ترتمي في احضان اعداء شعوبها، ولذلك نجد ان السعودية ومنذ فترة ليست بالقصيرة فتحت ابوابها على مصراعيها امام الصهاينة من خلال اللقاءات التي بدأت سرية وبعيدة عن الانظار، الى ان اصبحت علنية وبصورة وقحة من دون الاعتناء لاي اعتبارات اسلامية وانسانية، ولذلك بدأت تظهر لقاءات وتصريحات كبار المسؤولين السعوديين التي تمجد بالكيان الغاصب للقدس والدعوة لتطبيع العلاقات معه على وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، وبطبيعة الحال فان هذه الصورة قد انعكست على بعض الدول الخليجية ومنها قطر وبالامس البحرين التي استقبلت وفدا صهيونيا تحت عنوان غير واقعي وحقيقي وهو كونه تجاريا، رغم انه دخل البلاد بموافقة حكومة بني خليفة، مما دعا اوساطا سياسية بحرينية تؤكد ان هذا الوفد رغم عنوانه التجاري الا ان مجيئ هذا الوفد وفي هذه الفترة التي بدأ فيه الحراك الشعبي البحريني يتفاعل وبصورة شمل العديد من المدن البحريية خاصة بعد الاجراء التعسفي الاخير لحكومة بني خليفة باللجوء الى استخدام الاساليب القمعية والوحشية في كسر الحصار عن مدينة الدراز، والذي زلزل الارض من تحت اقدام حكومة بني خليفة وبصورة لم يتوقعونها.
ومن الطبيعي وامام هذا اللون من السلوك الذي اثارالقلق والارباك في صفوف حكام بني خليفة دفعهم ان يفتحوا الابواب لخبراء الامن الصهاينة لان يتداولوا معهم الامر في كيفية القضاء على الحراك الشعبي، ولكن قد غاب عن اذهان هؤلاء الصهاينة اليوم يعانون حالة من الارباك والقلق الكبير وكما ذكرت التقارير من فشهلم في اخماد او اسكات صوت انتفاضة القدس والذي برز اخيرا من خلال تقارير الجيش والشاباك الصهيوني. فاذن كيف يمكنهم ان يقدموا المشورة لحكومة بني خليفة في هذ الامر وهم العاجزون.
لذا فان فتح الابواب امام الصهاينة سوف يعقد المشهد السياسي والامني لحكومة بني خليفة لانه مرفوض من قبل الشعوب التي ترى في الكيان الغاصب العدو الاول للاسلام والمسلمين وان تواجد الصهاينة وعلى اي مستوى او شكل كان لم يكن سوى عدوان غير مباشر لقهر وسلب ارادة هذه الشعوب وخيانة لها، ولذلك فان رد فعلها على مثل هذا التصرف الاهوج قد لا تحمد عقباه وحينها لاينفع الندم وعض الانامل.