kayhan.ir

رمز الخبر: 46568
تأريخ النشر : 2016October16 - 19:44

الشيرازية والوهابية حركات تلمودية


شوقي عواضه

لعل المتابع لمسار الحركات التكفيرية يلمس بوضوح نشاط بعض الحركات التي لم تكن نشأتها الا وظيفية تهدف الى الهاء الأمة واشغالها عن القضية الرئيسية وهي فلسطين .ومن المعلوم ان الحركة التلمودية ألقت على عاتقها مهمة عسيرة وخطيرة بالنسبة للشعب اليهودي الذي أمسى، نتيجة لهذه الاجتهادات، عدوًّا للأمم والشعوب، وبالنسبة للشعوب الأخرى التي تدافع عن حضارتها وثقافتها وتراثها. ومع ذلك ظلت التفاسير والاجتهادات، على الرغم من تبايُنها، تدور حول عقيدة مركزية واحدة مفادها أن اليهود «شعب الله المختار» وأن الشعوب الأخرى مجرَّد بهائم في صور بشرية. وفي هذا الزعم أو العقيدة تكمن العرقية والعنصرية اليهودية الصهيونية التي تحول دون لقاء الشعب اليهودي مع الشعوب الأخرى ضمن نطاق التكامل والتعايش المشترك والاعتراف بالآخر اضافة الى اغتصاب فلسطين واضطهاد شعبها. وهكذا يُلغي التلموديون الإنسان الآخر: فإن كانوا أبناء الله كانت الشعوب الأخرى أبناء إبليس أو البهائم؛ وإن كانوا أخيارًا كانت الشعوب الأخرى أشرارًا؛ وإن كانوا أبناء آدم كانت الشعوب الأخرى أبناء الأرض الذين تكوَّنوا من التراب: هم سماويون وغيرهم أرضيون؛ وإن كانوا سادة كانت الشعوب الأخرى عبيدًا. وهكذا يحق لهم، بحسب ما نصَّت عليه شريعة التوراة والتلمود على السواء، اذا الفكرة التلمودية الاساسية هي شعب الله المختار وهي تكفير من هو غير يهودي وعلى هذه القاعدة نشأت بعض الحركات التكفيرية التي تنسب نفسها للاسلام وعلى رأسها الوهابية والشيرازية.

فمن المعلوم ان الحركة الوهابية قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، الموافق للثامن عشر الميلادي على يد محمد بن عبد الوهاب (1703 – 1792) ومحمد بن سعود حيث تحالفا لنشر الدعوة السلفية. وقد كانت بدايتهما في الدرعية إذ أعلن محمد بن عبد الوهاب "الجهاد” فشن سلسلة من الحروب لاءقامة دولة التوحيد الخالية من الشرك على قاعدة كل من هو على غير دين السلف ودينهم فهو كافر وبالتالي تطبيق نظرية شعب الله المختار . اضافة الى ذلك دأبت الحركة الوهابية وعلى مدى سنوات طويلة على القيام باكبر عملية تزوير وتحريف تاريخي للتاريخ وللفكر الاسلامي لا سيما التاريخ السني من خلال نشر افكار الوهابية وترسيخ فكرة تكفير الاخر وتزوير امهات الكتب والمراجع الاسلامية في ظل عملية شل كاملة لدور الأزهر الشريف الذي يعتبر مدرسة ومرجعية للمسلمين عامة وللسنة خاصة .لنصل الى ما نشهده اليوم من حروب ترتكب باسم الدين تمارس فيها ابشع صور التنكيل والقتل والدمار للانسنية جمعاء .ومن المعلوم ان هذه الحركة الوهابية قد لقيت دعما انكليزيا منذ انطلاقتها .اما بالنسبة للشيرازيون فهي عائلة ضمت العديد من المراجع والقيادات الشيعية ومن ابرزهم قائد ثورة العشرين (1926) في العراق ضد الاحتلال الانكليزي الامام الحائري الشيرازي، وحاليا المرجع المجدّد في ايران اية الله العظمى السيد ناصر مكارم الشيرازي المقيم في قم.

هؤلاء المراجع الذين نجل ونحترم والذين افادوا الاسلام والشيعة هم غير الحركة الشيرازية التي نتحدث عنها في مقالنا هذا .

فالحركة الشيرازية الامريكية البريطانية التي لا تمت الى الامام الحائري بصلة ولا تمثل الفكر الشيعي ولا تعبر عن جوهره هي حركة من اتباع مجتبى الشيرازي وياسر حبيب اللذان يتخذان دور الحاخام الاكبر في تلمدة النصوص التي يجتهدون بها ليحاكوا ويستثيروا عاطفة بعض الشيعة الضعفاء بأحكام وافكار ما انزل الله بها من سلطان .فهم اول من بادر الى تأجيج الفتن من خلال سب الصحابة الكرام وامهات المؤمنين وهم بالتالي يعتبرون انفسهم خلاصة الشيعة ويكفرون الشيعة الذين لا يؤمنون بضلالهم وبدعهم التي يستوحنوها من الهندوسية والوثنية وغيرها من عادات يدخلونها على ثقافة عاشوراء وبالتالي فهم سبب بلاء الشيعة العرب من خلال انتهاجهم السب واللعن .ويعتبرون انفسهم المخلصين وصفوة الله كشعب الله المختار وكالوهابية التي تكفر كل من لم يؤمن بها .

اما على المستوى السياسي فإنهم يرون بأن حكم ال سعود حكم عادل وكذلك حكم الاميركيين والبريطانيين رغم ما اقترفوه من جرائم بحق الشعوب العربية والاسلامية فان حكمهم عادلا وبالنسبة للكيان الصهيوني فقد حرموا قتال الكيان الصهيوني وصد عدوانه في تموز عام 2006 لأنهم يرون ان حزب الله هو ظالم ومعتدي على الكيان .

بالنسبة لتكفيرهم الاخر فهم يكفرون كل من لا يؤمن بعقائدهم وحملة التكفير تبداء على لسان ياسر حبيب ومجتبى الشيرازي من المرجعيات الشيعية التي يشهد لها القريب والداني بغزارة عطاءها وبمواقفها الصلبة التي تخدم قضايا الأمة فهم يكفرون الشهيد السيد محمد باقر الصدر والسيد السيستاني والشيخ عيسى السلمان والسيد علي الخامنئي والسيد حسن نصرالله والشيخ بهجت والامام الخميني وغيرهم من كبار المراجع .

واذا ما تابعنا بدقة تطور هذا الفكر التكفيري فإنه بدأ يلمع نجمه لا سيما في عاشوراء من هذا العام حيث انبرى عبد الحميد المهاجر الامريكي البريطاني ودون شك صهيوني ايضا ليتبرع بقرأة مجالس العزاء مجانا في مدينة النبطية وهو المعروف بتجارته بالمجالس الحسينية وهو صاحب الثروات والعقارات في بيروت ولندن وامريكا والكويت جاء الى النبطية تلك المدينة التي تشهد عاشوراء وساحتها للمواجهة التاريخية مع جيش الاحتلال الصهيوني والتي قدمت وما زالت تقدم الشهداء جاءها عبد الحميد الصهيوني لابسا ثوب الحمل الوديع ليكشر عن انياب ذئب وهميل يختبئ تحت عمامة ليتهجم وليشرع اعمالا ما انزل الله بها من سلطان تزامن ذلك مع حملة الخبيث ياسر حبيب الذي كفر سماحة الامين على الارواح والدماء لانه رفض بدعتهم وتصدى لتكفيرهم وهم اهل بلاء الشيعة العرب .كان يتحدث عن الحسين من على كرسيه المطلي بالذهب البريطاني ينادي لبيك يا حسين والحسين منه برأ فتلبية الحسين هي الميدان تلبية الحسين في الوقوف في وجه الظالم وليس معه .فهل لكما يا ياسر الخبيث ويا عبد الحميد البريطاني ان تسميا ولو شهيدا واحدا من حشودكم استشهد في مواجهة التكفيريين او في الدفاع عن مقامات من تتلون مجالس العزاء عليهم وتقولون يا ليتنا كنا معكم ؟

هل لكما يا ياسر الخبيث وعبد الحميد الامريكي ان تقولا ماذا قدمتم للدفاع عن حرم السيدة زينب ومقامات الأئمة؟

اين كنتم حين ارادت جحافل التكفير تفجير مقام العقيلة ؟كنتم في سباتكم نائمون وفي رفاه المال الامريكي غارقون فأين تفرون .ما بيننا وبينكم كالذي بيننا وبين الوهابيين والتلموديين .وما بيننا وبينكم بعد جسيم فانتم اصحاب يا ليتنا كنا معك يا ابا عبد الله اما نحن فاننا معك يا ابا عبد الله في كل ميدان وفي وجه كل ظالم وعلى رأسنا سيد ابي حفيد الحسين نهبه الارواح والدماء سماحة الامين على الارواح والدماء السيد حسن نصر الله .وما بين تجسيدنا لكربلاء الحسين وتشويهكم لها لنا حسين العصر على عهد جده ماض منتصرا وان يشوه انتصاراته مكركم ولا اسلوبكم الامريكي الصهيوني وسلوا من كان قبلكم واعتبروا فلعل في الاعتبار توبة .