الخصومة!
الخصومة؛ لعلها أكبر صنم معبود عند المسلمين؛ يستبيحون في سبيلها كل ما حرمه الله؛ من كذب وقتل وتضحيات جسيمة. لا يبذلون لله ما يبذلونه لها.
أكبر الخصومة وأطولها مدة وأشدها فتكاً وأكثرها تدميراً؛ هي تلك الخصومة التي يستطيع الشيطان ربطها بالدين! هنا يكون نجاح ابليس مكتملاً!
هناك شعوب ؛ أُشرِبت في قلوبها عبادة الخصومة كما أُشرب العجل في قلوب بني إسرائيل؛ يعبدون الخصومة حقيقة؛ ويعبدون الله شكلاً. هم مفخرة الشيطان.
العنصرية ليست عنصرية اللون فقط؛ بل لها أشكال متعددة، وأخطرها على مر التاريخ هي (العنصرية المذهبية)؛ ثم تأتي أشكال أخف فتكاً؛ لكنها كلها جاهليات.
المسلمون معبئون بعنصريات أكثر من غيرهم في كل هذا العالم؛ ودينهم بريء من هذا تماماً؛ والخلل في فهمهم المشهوه لمعنى (الإسلام) ومعنى (التقوى).
تصوروا هذين اللفظين البسيطين ( الإسلام) و (التقوى)؛ لو فهمه المسلمون لتأنسوا وتسامحوا وزال عنهم ركام من الحرج الشيطاني الذي لا شرعية له. حجة الله عليك في الواضحات؛ كالإسلام والتقوى؛ وليست حجته عليك في الغامضات ولا المشتبهات. عد إلى تحرير ما تظنه من الواضحات المحكمات وستعرف هذا.
الواضحات تكون مع فطرة الله التي فطر الناس عليها؛ لا تخالف عقلاً ولا ضميراً. لكن؛ الشيطان شبه علينا المحكمات وأحكم الغامضات؛ فكان الضلال الممتع!
أعرف كثيراً من الناس يدعون (اللهم ثبتنا على الحق)؛ مع أن الحق الذي يدعو الله أن يثبته عليه هو مشروع الشيطان؛ من العداوة والبغضاء.
انها فتنة عميقة!